[الصوفية]
ـ[أبوالتراب الأثري]ــــــــ[13 - 01 - 05, 02:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين أصطفى لا سيما عبده المصطفى وآله المستكملين الشرفا
وبعد,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة, كلها في النار, وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار, وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. وفي لفظ: على ثلاث وسبعين ملة. وفي رواية: قالوا: يا رسول الله, من الفرقة الناجية؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم, وأصحابي. وفي رواية: قال: هي الجماعة, يد الله على الجماعة. (صحيح مشهور صححه ابن تيمية في مجموع الفتاوى 345\ 3 ,صححه العر اقي في الباعث على الخلاص 16 بألفاظ مختلفة وصححه العلامةالألباني في الصحيحة المجلد الأول وصححه أيضاً في صحيح الجامع (2042) وصححه الشيخ مصطفى العدوي , والحديث مشهور بين أهل الحديث).
وفي حديث حذيفة بن اليمان المشهوركان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجائنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم ,قلت: وهل بعد هذا الشر من خير قال: نعم وفيه دخن ,قلت وما دخنه ,قال: قومٌ يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر , قلت: فهل بعد هذا الخير من شر ,قال: نعم دعاة على ابواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ,قلت:يا رسول الله صفهم لنا فقال صلى الله عليه وسلم: هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ,قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك, قال: ألزم جماعة المسلمين وإمامهم ,قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ,قال: فأعتنزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك.) (البخاري ,مسلم, ابن ماجه, مخارج من الفتن للشيخ مصطفى العدوي).
ونظراً لما أبتليت به الأمة الأسلامية اليوم من كثرة الفرق عزمنا بحول الله وقوته على تقديم لإخواننا في كل مكان سلسلة تقوم على نشر منهج هذة الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة إنطلاقاً من قول الشاعر:
عرفت الشرلا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الخير وقع فيه.
وأخترنا من بين هذة الفرق فرقة الصوفية وذلك لعدة أسباب منها ان هذة الفرقة منتشرة في الدول الأسلامية كلها فضلاً عن بلدنا مصر ولما تمتعت به هذة الفرقة من القدرة على تزييف الباطل والتلاعب بالناس لا سيما العوام منهم - وأقصد بالعوام هنا الذين ليسوا من أهل العلم - وهذا بالطبع نتيجة طبيعة لهجر الأمة للعلم الشرعي الذي هو فرض عين على كل مسلم , إلى جانب إغترار كثير من الناس ببعض المنتسبين إلى العلم الذين يتحفونا بين الحين والآخر في وسائل الإعلام بفتاواهم وآرائهم , نسأل الله السلامة منهم , وحتى لا أطيل عليكم أليكم ما كتبه أحد الأخوة جزاه الله عنا وعن المسلمين كل خير وهو صاحب موقع الخيمة الأسلامية , ونرجو من الله القبول.
[الصوفية]
مقدمة:
لم يكن الإسلام أبداً، إلا دين علم وعمل خالص لقوله تعالى: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين)). وقوله تعالى: ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)). وقوله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: ((اعملي يافاطمة فإني لا أغني عنك من الله شيئاً)). ولم يكن الإسلام كذلك إلا دين توحيد خالص، لا توجه فيه إلا إلى الله وحده: ((ذلك الدين القيم)).
والإسلام بهذه المثابة دين صفاء العقيدة، ونقاء الاعتقاد، دين بلا طرق، دين بلا مذاهب في أصل العقيدة، ولا اختلافات حول جوهر وأصول الدين.
ولقد ظل الإسلام بهذه الصورة العظيمة المتفردة، حتى هبت عليه رياح التغيير بعد اتساع الفتوحات الإسلامية، وازدياد الرخاء، وحدوث الانغماس في الترف الحضاري، فقام نفر من المخلصين الزهاد بحمل لواء الدعوة إلى العودة إلى خشونة الحياة، آملاً في استمرار النمط الأول للحياة، وانطلق نفر من هؤلاء الزهاد في اتجاه آخر هو اتجاه التصوف، ولم يكن هذا الاتجاه في بداياته الأولى يريد غير صلاح المسلمين بتربية النفوس على مقتضى العقيدة.
¥