تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول الأستاذ الدكتور أحمد غياث جبقجى، اختصاصى الجراحة العصبية المجهرية والدماغ والنخاع الشوكى، وعضو جمعية جراحى الأعصاب الأوروبية: ((كان لابد لتلك الأجهزة المعقدة، التى تعمل بتواتر إلهى معجز، على مدار اليوم، والعام، وحتى نهاية عمر الإنسان، كان لابد لها من الصيانة، وتنقية تلك المصافى الموجودة فى جسم الإنسان بشكل دورى، للمحافظة على تلك الأجهزة، ومدها بالقدرة الإضافية لدورانها بشكل معطاء ومفيد.

والحجامة لها دور فعال فى تنقية الدم، ومد الجسم بقدرة إضافية كامنة فى الدم، وتلك القدرة لابد أن تحرر عن طريق الحجامة كما أوصى الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم، فهى مدخل صريح وواضح إلى الصحة والعافية التامة، بما تمد الجسم بقدرة وطاقة عظمى عن طريق فتح وتنظيف الأوعية الدموية الدقيقة، التى يركد داخلها الدم، ويشكل ترسبات على جدرانها، وهذا من الأسباب المؤدية لأمراض الشقيقة والقلب والكبد وغيرها من أمراض العصر، لأنه والحالة هذه يسبب عبئاً على القلب، فيضعف من تروية الدماغ، والجملة العصبية، وباقى الأجهزة بشكل جيد.

ولكى يصل الدم بمكوناته الغذائية المختلفة إلى الأجهزة كلها، ولكى تعمل وتنمو وتؤدى وظائفها بشكل صحيح، ولكى تساعد الإنسان على العيش الصحيح، يأتى دور عملية الحجامة هاهنا)).

الحجامة في الطب النبوي

ما ورد فى الأمر بالتداوى وإتيان الطبيب للعلاج

وأنه لا ينافى الرضا بقضاء الله وقدره

(1) عنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، فَسَلَّمْتُ ثُمَّ قَعَدْتُ، فَجَاءَ الأَعْرَابُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَتَدَاوَى؟، فَقَالَ: ((تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ: الْهَرَمُ)).

وفى رواية: ((شَهِدْتُ الأَعْرَابَ يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا، أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا فَقَالَ لَهُمْ: ((عِبَادَ اللهِ وَضَعَ اللهُ الْحَرَجَ إِلا مَنِ اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ شَيْئًا، فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ) َقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَيْنَا جُنَاحٌ أَنْ لا نَتَدَاوَى؟، قَالَ: ((تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً إِلا الْهَرَمَ)).

(2) وعنْ سَعْدٍ قَالَ: مَرِضْتُ مَرَضًا، وأَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي، فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا عَلَى فُؤَادِي، فَقَالَ: ((إِنَّكَ رَجُلٌ مَفْئُودٌ، ائْتِ الْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ أَخَا ثَقِيفٍ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَتَطَبَّبُ، فَلْيَأْخُذْ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلْيَجَأْهُنَّ بِنَوَاهُنَّ ثُمَّ لِيَلُدَّكَ بِهِنَّ)).

ـــــــ

(1) صحيح. أخرجه الطيالسى (1232)، والحميدى (824)، وابن أبى شيبة (5/ 13/23417)، وأحمد (4/ 278)، وعلى بن الجعد ((المسند)) (2586)، والبخارى ((الأدب المفرد)) (291)، والترمذى (2038)، وأبو داود (3855)، والنسائى ((الكبرى)) (4/ 368/7554،7553)، وابن ماجه (3436)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 140)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (4/ 323)، وابن حبان (6062)، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 181:180) و ((الصغير)) (559)، والحاكم (4/ 220) والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 343) و ((شعب الإيمان)) (2/ 200/1528)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (5/ 282)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (4/ 170/1385) من طرق عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك العامرى به.

رواه عن زياد بن علاقة جماعة من الرفعاء: شعبة، والثورى، ومسعر، وابن عيينة، وإسرائيل، وزائدة ابن قدامة، وزهير بن معاوية، وأبو عوانة، وعثمان بن حكيم، وعبد الله بن الأجلح، والمطلب بن زياد.

قال أبو بكر بن أبى شيبة: قال سفيان بن عيينة: ((ما على وجه الأرض اليوم إسناد أجود من هذا)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير