تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفى ((الصحيحين)) من حديث أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ؛ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ، فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأَنْتُمْ تَقْتَحِمُونَ فِيهَا) وفيهما من حديث بريد بن عبد الله عن أبى بردة عن أبى موسى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا، فَقَالَ: يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ، فَالنَّجَاءَ، فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا، فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ)).

وهاك طائفة من صحاح الأحاديث المصرحة بفضل الحجامة:

(15) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَبَا هِنْدٍ حَجَمَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَافُوخِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا بَنِي بَيَاضَةَ أَنْكِحُوا أَبَا هِنْدٍ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِ) وَقَالَ: ((إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا تَدَاوُونَ بِهِ خَيْرٌ فَالْحِجَامَةُ)).

(16) عَن حُمَيْدٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ؟، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ، فَوَضَعُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ، وَقَالَ: ((إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ أَوْ هُوَ مِنْ أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ)).

ـــــــ

(15) حسن. أخرجه أبو داود (3857،2102)، وابن ماجه (3476)، وأبو يعلى (10/ 318/5911)، وابن حبان (4067)، وابن عدى ((الكامل)) (2/ 263)، والطبرانى ((الكبير)) (22/ 321/808)، والدارقطنى (3/ 300/204)، والحاكم (4/ 454)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 339) من طرق عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة به.

قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).

قلت: لكن يستغرب رفعه، فإنه لم يرويه مرفوعا هكذا عن محمد بن عمرو غير حماد، وخالفه عبد العزيز ابن محمد الداروردى فرواه عن ابن عمرو عن أبى سلمة عن النبى صلَّى الله عليه وسلَّم مرسلاً. ولكن يشهد للمرفوع الأحاديث الصحاح فى فضل الحجامة، وأمثلها حديث أنس التالى.

(16) صحيح. أخرجه مسلم (10/ 242)، والترمذى (1278) و ((الشمائل)) (361)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (4/ 131)، وابن الجوزى ((التحقيق)) (1587) من طرق عن إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس به.

وتابعه عن حميد: مالك بن أنس، وشعبة، والثورى، وعبد العزيز بن أبى سلمة، وعبد الله بن المبارك، ومروان الفزارى، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفى، ويزيد بن زريع، ويزيد بن هارون، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله ابن بكر السهمى. مع اختلاف يسير فيما أعطاه، فأكثرهم يقول ((صاعين من طعام)) كقول إسماعيل بن جعفر، ومالك ويحيى بن سعيد يقولان ((فأمر له بصاع من طعام))، والثورى يقول ((فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعٍ أَوْ صَاعَيْنِ))، وشعبة يقول ((وَأَمَرَ لَهُ بِصَاعٍ أَوْ صَاعَيْنِ أَوْ مُدٍّ أَوْ مُدَّيْنِ)).

(17) وعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ: فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير