تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا احتجم المرء أعاد الدم إلى نصابه، وأزال الفاسد منه، وزال الضغط عن الجسم، فاندفع الدم النقى العامل من الكريات الحمراء الفتية، ليغذى الخلايا والأعضاء كلها، ويزيل عنها الرواسب الضارة والفضلات وغاز الفحم والبولينا، وغيرها، فينشط الجسم، وتزول الأمراض، ويرفل المرء بالصحة والعافية)) اهـ.

بهذا التقرير الوافى، والبيان الشافى، كُشف النقاب عن الأصول العلمية الدقيقة لتأثير الحجامة على الدم والجهاز الدورى، وما يترتب على ذلك من نشاط سائر أجهزة البدن، والتى تعمل بتعاونٍ وانسجام تامين مع الدم: كالكبد والطحال والكلى والعظام.

ولقد سخر الله عزَّ وجلَّ لهذا الشيخ فريقاً من أكابر أطباء سوريا المتخصصين فى أدق فروع الطب الإنسانى، والذين اقتنعوا بنظريته وتأصيلاته الدقيقة فى تطبيقات الحجامة بنوعيها: الوقائية والعلاجية، فأثمر هذا التعاون الجاد نتائج باهرةً أدهشت عقول أكابر أطباء الدنيا المعاصرين، وجعلت الدوائر الطبية العالمية تتجه بأنظارها إلى سوريا للإطلاع على نتائج هذه الجهود المثمرة، ونقلتها إلى بلادها وأوصت بتطبيقها فى مجالات الطب البديل والتكميلى.

يقول الأستاذ الدكتور سعد مخلص يعقوب؛ أستاذ أنظمة إيصال الدواء إلى الجسم بجامعة عمان: ((الحجامة كطريقةٍ ووسيلةٍ أثبتت ممارستها الصحيحة والجيدة بظروفها وشروطها لكل ما أيدته الأحاديث الصحيحة، التى عبرت عن نجاح هذه الوسيلة فى معالجة كثير من الحالات المرضية، أو الوقاية منها، بنتائج إيجابية ملموسة لتخليص الدم من بعض حمولته من العناصر السمية الناجمة عن الاضطراب والخلل الوظيفى للأعضاء، أو الاختلاطات المرضية التى يسببها وصول بعض السموم الداخلية أو الخارجية إلى الأعضاء السليمة من الجسم، فتكون الحجامة إحدى التدابير الناجحة لعلاج بعض أمراض الدم والأمراض الإنتانية، ولتجديد نشاطه وفعاليته ليبعث فى الجسم

من جديد كوامن القدرة والطاقة، فتقيه أو تشفيه من أمراض جهاز الهضم والتغذية والاستقلاب وتغيرات الضغط، وأمراض الأوعية والقلب والكبد، والأمراض العصبية، والشقيقة والصداع)).

ـــــــ

(1) الدم الفاسد يراد به هذا الدم المحتوى على نسبة عالية من الكريات الحمر الهرمة وأشباحها وأشكالها الشاذة، والتى تعوق الدم فى جريانه ووظيفته الحيوية، حيث يصعب عليها مع ما يتراكم معها من الشوائب والسموم الغذائية؛ متابعة الدوران الدقيق، فتحط رحالها فى المناطق الأقل حركة ونشاطاً، خاصة مع هدوء الدورة الدموية أثناء النوم، وهكذا حتى يتركز غالبها فى منطقة الكاهل من الظهر، ولعلك بهذا تعلم أهمية هذه المنطقة فى التخلص من الدم الفاسد المتراكم فيها بكثرة.

فهذه إحدى شهادات الأطباء المتخصصين فى أدق أفرع الطب العلاجى والصيدلانيات، توافق ما انطوت عليه الأحاديث المصرحة بفضل الحجامة من معانى ودلالات خفية، آمن بها الموقنون بصدق رسول الإنسانية صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما أرشد إليه أمته، بل والبشرية بأسرها، من صلاح أبدانهم، وعلاج أمراضهم، ووفور عافيتهم، قبل تقدم المعارف الطبية والعلاجية بأربعة عشر قرناً، بل وفى نواميس تشريعاته الطبية والوقائية ما لم يهتد إلى حكمته أكابر أساتذتهم وعمدائهم، ولم تصل إليه علومهم وتجاربهم وأقيستهم، من أدوية القلوب والأرواح والنفوس، والتى جربها المؤمنون الموقنون، فوجدوا لها من التأثير فى الشفاء ما أذهل عقول أعلم الأطباء.

بيان أوقات الحجامة

بيان أوقات الحجامة

(20) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنِ احْتَجَمَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ كَانَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير