تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بن أبى كثير عن أبى قلابة عن أبى أسماء الرحبى عن ثوبان به.

ورواه عن ابن أبى كثير: الأوزاعى، وهشام الدستوائى، وشيبان النحوى، ومعمر. فأما الأوزاعى، فقد جوَّد متنه، وأقام إسناده، إذ صرَّح بسماع رواته بعضهم من بعض، كما عند ابن حبان والحاكم والبيهقى، فقال: حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة الجرمي حدثني أبو أسماء الرحبي حدثني ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمان عشرة ليلة خلت من رمضان فإذا رجل يحتجم بالبقيع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفطر الحاجم والمحجوم)).

قال أبو عيسى الترمذى: ((وذكر عن علي بن عبد الله المدينى قال: أصح شيء في هذا الباب حديث ثوبان وشداد بن أوس، لأن يحيى بن أبي كثير روى عن أبي قلابة الحديثين جميعا حديث ثوبان وشداد بن أوس)).

قال أبو عبد الله الحاكم: ((قد أقام الأوزاعي هذا الإسناد فجوده، وبيَّن سماع كل واحد من الرواة من صاحبه، وتابعه على ذلك: شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وكلهم ثقات فإذن الحديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه)).

قلت: هو كما قال إلا قوله على شرطهما، فإن البخارى لم يخرِّج شيئاً لثوبان، ولا لأبى أسماء الرحبى!!.

ولم يتفرد يحيى بن أبى كثير عن أبى أسماء، فقد تابعه: راشد بن داود الصنعانى، والعلاء بن الحارث عن مكحول، كلاهما عن أبى أسماء الرحبى به.

أخرجه النسائى ((الكبرى)) (2/ 216/3136)، والطبرانى ((الأوسط)) (8/ 200/8396)، والبيهقى (4/ 265) جميعا عن راشد بن داود، والنسائى (2/ 216/3135)، والطبرانى ((الشاميين)) (1519) كلاهما عن العلاء بن الحارث عن مكحول، كلاهما ـ راشد ومكحول ـ عن أبى أسماء الرحبى عن ثوبان به.

وللحديث طرق عن ثوبان، وليس ذا موضع بسطها، وإنما اقتصرنا على أصحها.

(23) عن شداد بن أوس قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ لِثَمَانِ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي، فَمَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ)).

ــــــ

(23) صحيح. وهو مروى عنه من وجوه:

(الأول) أبو الأشعث عن شداد. رواه هكذا أربعة من الحفاظ: أيوب، ومنصور بن زاذان، وعاصم الأحول، وخالد الحذاء. ولم يُختلف على خالد ومنصور على روايتهما، وإنما وقع الاختلاف على أيوب والأحول، وهو عن ثانيهما أوسع.

فقد أخرجه الشافعى ((المسند)) (ص169)، وابن حبان (3534)، والبيهقى (4/ 268) ثلاثتهم عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، وأحمد (4/ 122)، والطبرانى (7/ 277/7127) كلاهما عن إسماعيل بن علية، والنسائى ((الكبرى)) (2/ 221/3153)، والطبرانى ((الكبير)) (7/ 277/7128) كلاهما عن يزيد بن زريع، والنسائى ((الكبرى)) (2/ 217/3138)، والطبرانى (7/ 277/7129) كلاهما عن هشيم، والطبرانى ((الكبير)) (7/ 276/7124)، وابن شاهين ((الناسخ والمنسوخ)) (406) كلاهما عن الثورى، والنسائى ((الكبرى)) (2/ 220/3152) عن ابن أبى عدى، ستتهم ـ الثورى وابن علية وابن زريع وابن أبى عدى وعبد الوهاب الثقفى وهشيم ـ عن خالد الحذاء عن أبى قلابة عن أبى الأشعث عن شداد قال:كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم زمان الفتح، فرأى رجلا يحتجم لثمان عشرة ليلة خلت من رمضان، فقال وهو آخذ بيدي: ((أفطر الحاجم المحجوم)). وفى رواية الثورى سمى الرجل ((معقل بن يسار)).

وأخرجه النسائى ((الكبرى)) (2/ 217/3138)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (2/ 99)، والطبرانى (7/ 277/7129)، والبيهقى (4/ 267) جميعاً عن هشيم عن منصور وخالد عن أبى قلابة عن أبى الأشعث عن شداد بنحوه.

قلت: وقد صرح هشيم بالسماع من منصور والحذاء عند النسائى، فانتفت عنه تهمة التدليس.

وهذا الوجهان لا اختلاف على روايتهما، فهما أرجح روايات هذا الحديث، وهو اختيار الإمامين: على بن المدينى، والبخارى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير