تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[النوع الأول] الزنادقة الذين كانوا يعتقدون الزندقة والكفر، ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر، كانوا يدخلون المدن ويتشبهون بأهل العلم، ويضعون الحديث على العلماء، ويروونه عنهم ليوقعوا الشك والريب فى قلوب العوام، وقد سمعها منهم أقوام ثقات، وأدوها إلى من بعدهم، فوقعت فى أيدى الناس، وتداولوها بينهم.

[النوع الثانى] من استفزه الشيطان حتى كان يضع الحديث على الثقات فى الحث على الخير وذكر الفضائل، والزجر عن المعاصى والتنفير عنها، متوهمين أنهم يؤجرون على ذلك، بترغيبهم الناس إلى الخير، وتنفيرهم عن الآثام والمعاصى.

[النوع الثالث] من كان يضع الحديث على الثقات استحلالاً وجرأةً على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى إن أحدهم يسهر عامة ليله فى وضع الحديث واختلاقه.

[النوع الرابع] من كان يضع الحديث عند الحوادث والوقائع تحدث للملوك والسلاطين، من غير أن يجعلوا ذلك صناعة لهم كالنوع السالف.

[النوع الخامس] من غلبه الصلاح والعبادة، وغفل عن الحفظ والتمييز، فإذا حدَّث رفع المرسل، وأسند الموقوف، وقلب الأسانيد، وجعل كلام الوعاظ كالحسن عن أنس عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى خرج عن حد الاحتجاج به.

[النوع السادس] جماعة من الثقات اختلطوا فى أواخر أعمارهم، حتى لم يكونوا يعقلون ما يحدِّثون، فأجابوا فيما سئلوا، وحدَّثوا كيف شاءوا، فاختلط حديثهم الصحيح بحديثهم السقيم، فلم يتميز، فاستحقوا الترك.

[النوع السابع] من كان لا يبالى ما يحدِّث، ويتلقن ما يلقن، فإذا قيل له: هذا من حديثك حدَّثمن غير أن يحفظ، فأمثال هذا لا يحتج بهم، لأنهم يكذبون من حيث لا يعلمون.

[النوع الثامن] من كان يكذب ولا يتعمد الكذب، ولكنه لا يعلم أنه يكذب، إذ العلم لم يكن من صناعته، ولا أغبر فيه قدمُه.

[النوع التاسع] من كان يحدث عمن لم يرهم بكتبٍ صحاح، فالكتب وإن كانت صحيحة إلا أن سماعه عن أولئك الشيوخ غير حاصل، وربما لم يرهم، فاستحق الترك.

[النوع العاشر] من كان يقلب الأحاديث، ويسوى الأسانيد، فيحدث عن المشاهير بالمناكير، وما ليس من حديثهم.

[النوع الحادى عشر] من رأى شيوخاً سمع منهم، فلما ماتوا سمعوا عنهم أحاديث فحفظوها، فلما احتيج إليهم حدثوا بها عن شيوخهم، وهم فى الحقيقة لم يسمعوها منهم.

[النوع الثانى عشر] من كتب الحديث ورحل فيه إلا أن كتبه ذهبت، فلما احتيج إليه حدَّث من كتب الناس من غير أن يحفظها كلها، أو يكون له سماع فيها.

[النوع الثالث عشر] من كثر خطؤه وفحش، حتى استحق الترك، وإن كان صدوقاً فى نفسه.

[النوع الرابع عشر] من ابتلى بابن سوء أو وراق سوء، كانوا يضعون له الحديث، وقد أمن ناصيتهم، فكان يحدث بما وضعوا له، فاستحق الترك.

[النوع الخامس عشر] من وُضع له الحديث فحدَّث به وهو لا يدرى، فلما تبين له لم يرجع آنفاً من الاعتراف بخطئه.

[النوع السادس عشر] من سبق لسانه فحدَّث بالخطأ وهو لا يعلم، ثم تبين له وعلم فلم يرجع، وتمادى فى روايته، ومن كان هكذا كان كذاباً يستحق الترك.

[النوع السابع عشر] المعلن بالفسق والسنة، والفاسق لا يكون عدلاً وإن كان صدوقاً فى روايته.

[النوع الثامن عشر] المدلس عمن لم يره ولم يسمعه.

[النوع التاسع عشر] المبتدع الداعى لبدعته، حتى صار إماماً يقتدى به ويرجع إليه.

[النوع العشرون] القصَّاص والسؤَّال الذين كانوا يضعون الحديث على ألسنة الثقات ليحمل عنهم.

فهؤلاء المجروحون ممن يجب على كل منتحلٍ للسنن، باحثٍ عنها، أن يعرفهم ويحاذر الرواية عنهم، لئلا يقع فى الكذب على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو لا يدرى.

هذا، وليحذر الذين يخالفون عن أمر الله، ويتساهلون ويكثرون ذكر الأحاديث النبوية، إعتماداً على كتب المواعظ والرقائق، والزهد وفضائل الأعمال، المشحونة بالمناكير والأباطيل والموضوعات قبل مطالعتها فى مظانها، وسؤال الجهابذة النقاد عنها، للاكتفاء بالصحيح ونبذ السقيم. ويعظم هذا التحذير فى حق من يتصدى للفتوى والتعليم والتبيين، لئلا يقع فى ما نهى عنه من القول على الله بلا علم ((إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير