يقول «هتلر»: «الأوضاع الراهنة في بلادنا مروعة. انهيار في الأخلاق، فقدان للشعور بالواجب، رب العائلة يهمل شؤون بيته، لانصرافه إلى البحث عن قوت يومه، المجتمع بأسره متفسخ، تفككت فيه الروابط بين الآباء والأبناء، ومن ثم تفككت تلك الروابط التي تربط بين العائلة والدولة. الأمراض الجنسية متفشية، البغاء والإباحية وكثرة اللقطاء وأبناء الزنا أمور لا تخفى على أحد. إن مجرد إلقاء نظرة على أوضاع الطبقات العليا في المجتمع تكشف درجة الخطورة التي تخطوها أمتنا نحو الانهيار.
ثقافة أمتنا تنحدر إلى الهاوية بفعل المؤثرات الغربية، الفن في بلادنا يخضع لأهواء قلة منحرفة فكرياً، أتت بفكرة التجديد والإبداع لتحط من تراث أمتنا الثقافي، ولتستهزئ بمقدساتها، تريد أن تقطع كل صلة للحاضر بالماضي، جعلت من الأدب الرخيص والفن الإباحي بضاعة سهلة التناول. كل ما يعرض لا يمثل إلا إنتاجاً هزيلاً لا أثر فيه للفكر أو الفن. حملات تشن على الدين والعقيدة بحجة حرية التعبير، المؤلفات والروايات الأجنبية المترجمة لا يجوز أن توضع بين أيدي المثقفين؛ فكيف بعامة الشعب!
رجال الكنائس في بلادنا منصرفون عن هذه الأعمال التخريبية إلى التسابق إلى هدي زنوج أفريقيا إلى النصرانية، هذا التسابق الذي لم يؤد إلى نتيجة، مقارنة بالنتائج الباهرة التي حققها الإسلام هناك.
وحل محلها التراخي والميوعة والتردد والتزلف. لا شك أن مناهج التربية والتعليم مسؤولة عن هذا التفسخ الخلقي، حيث تظهر هذه النقائص والعيوب بشكل واضح في مسلك رجالاتنا نحو رأس السلطة، فيتقبلون كل شيء تقوله لهم، ويعتبرونه مقدساً. إنه التزلف الذي أوصلنا إلى هذا الحال الذي نحن فيه.
أما البرلمان فهو أضعف جهاز في الدولة، يجتمع فيه الجبن والتهرب من المسؤولية، وتكثر فيه الثرثرات الفارغة. إن كل خطوة خطتها الحكومة وجاءت ناقصة كانت نتيجة لإهمال البرلمان، إن لم تكن خيانته. أكثرية جاهلة تتحكم في البلاد لا تخرج عن كونها مجموعة من رجال مغمورين، جعلت منهم الدعايات نجوماً لامعة، عضويتهم في البرلمان تتيح لهم حشو جيوبهم بالمال، وتحقيق الثروات الضخمة على حساب الشعب.
أما الجيش فقد انصب عليه ودسائس الدساسين من الأعداء في الداخل والخارج الذين اختلفوا على أشياء كثيرة، لكنهم أجمعوا على وجوب تصفية هذا الجيش؛ لأنه سياج للوطن وعنوان مجده.
أما الاقتصاد فإن المخلصين من رجاله يحذرون من خطورة رأس المال الدولي واستثماراته على البلاد واقتصادها. لكنه أصبح اليوم حقيقة واقعة، إنه لم يكتف بإشعال نار الحرب فقط، بل جعل من السلم جحيماً لا يطاق، ولم يبق شخص مخلص واحد إلا وأدرك أن محاربة رأس المال الدولي واستثماراته والمعد منه للقروض بوجه خاص أصبح واجباً وطنياً؛ لإنقاذ الأمة وإنقاذ حياتها واقتصادها.
تعلو الأصوات محذرة من تزايد السكان، ولكن ليعلم الجميع أن الطرق المتبعة في الغرب في هذا المجال لو اتبعت في بلادنا فإنها تعني ببساطة القضاء على هذه الأمة.
? ولكن مَن المسؤول عن هذا كله؟
لقد حاولت الوصول إلى هذه الروح الشريرة التي تقف وراء تخلف أمتنا وانهيارها، وتوصلت في النهاية إلى أن السبب في معاناة أمتنا يرجع إلى هذا «المخلوق الوديع»، «ذي الشعر الأسود والأنف الطويل» إنه «اليهودي». إن الله سينتقم من هؤلاء الذين يخالفون أحكامه، نسي أهل الأديان أنه عدوهم المشترك، فانصرفوا لقتال بعضهم بعضاً. نسوا هذا «الغريب ذا الشعر الأسود والأنف الطويل» الذي يعيش عالة عليهم، ويدبر لهم المؤامرات، ويلطخ دماءهم، ويحطم مصالحهم، ويقاسم أعداءنا في الخارج تقسيم العالم فيما بينهم ساخرين من مشاكلنا الداخلية الحقيرة. أما الشعب فكان في غفلة من دسائس اليهود، ولقد حاولنا لفت الانتباه إلى الخطر اليهودي المتفاقم، لكن الناس استنكروا علينا ذلك، واتهمونا بالتطرف. لقد أجاد اليهود تمثيل أدوارهم، وأتقنوا لعبتهم تماماً، حينما كانوا يلهُّون شعبنا الطيب بمسائل ثانوية جداً. لقد وجدت أن إتقان الكذب فن يجيده اليهود؛ لأن كيانهم يقوم من أساسه على كذبة ضخمة، وهي زعمهم أنهم «طائفة دينية» مع أنهم في الواقع جنس كسائر الأجناس، وأي جنس هؤلاء! لقد وصفهم «شوبنهاور» بأنهم أساتذة عظام في فن الكذب. نبغي أن يفهم شعبنا أن اليهودي حينما يقول الحقيقة
¥