تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

طعن «مفكرنا العربي» في آراء «هتلر وفورييه»، كان «هتلر» قد أشار إلى «بروتوكولات اليهود» على أنها دستور الحركة اليهودية، وأن هذه البروتوكولات ترى أن محور العمل اليهودي يجب أن ينطلق من بلاده لتحقيق حلمهم في السيطرة العالمية، وأنه إذا تمكن اليهود من إخضاع ألمانيا فسيكونون قد تخلصوا من أهم العقبات الرئيسة التي تعترض طريقهم، لكن «مفكرنا العربي» يرى في ذلك محاولة من الألمان لتسويغ هزيمتهم بأنها طعنة نجلاء من الخلف قام بها اليهود المشتركون في المؤامرة اليهودية الكبرى، أو العالمية. كما فسر «المفكر العربي» اتهام «هتلر» اليهود بالترويج للإباحية الجنسية والبغاء بأنه اتهام نتج عن ملاحظات «هتلر» لنشاط البغايا والقوادين اليهود في فيينا بشكل مكثف، وأن هذا الأمر ترك أثره على أدبيات معاداة اليهود التي وجدت في ذلك قرينة على مؤامرة اليهود في العالم ومحاولتهم إفساده. كما رفع «المفكر العربي» تهمة «هتلر» لليهود بالاتجار في الرقيق الأبيض، ويرى أنها وإن كانت حقيقة واقعة فهي في نظره «واقعة جزئية»، وأن تقرير الواقعة الجزئية دون ذكر الحقيقة الشاملة هو جوهر العنصرية.

? تناقضات المسيري وآراؤه الغريبة!

ويعتبر «المفكر العربي» نفسه مجتهداً، وأن ما يقوله يدخل في دائرة الاجتهاد، في حين أن أبسط قواعد الاجتهاد تقول: «لا تجد مجتهداً يثبت لنفسه قولين معاً، وإنما يثبت لنفسه قولاً واحداً، وينفي ما عداه» وهذا ما لم يتبعه «المفكر العربي» في تحليلاته فهو يبرئ اليهود من تهم أثبتها عليهم في الوقت ذاته.

هاجم «المفكر العربي» الأوصاف الشائعة عن اليهود، كتلك التي وصفهم بها هتلر وغيره، فقال في ذلك: «يجب أن نبتعد عن الدهاليز الضيقة المظلمة، وأن نتوقف عن البحث الطفولي الساذج عن اليهودي ذي الأنف المقوس والظهر المحدودب الذي لا يوجد إلا في كتب الكاريكاتير وفي النماذج الاختزالية؛ ظناً منا أننا لو عثرنا عليه، وقضينا عليه فسنستريح».

أما عن بروتوكولات اليهود فيقول «المفكر العربي»: وإن «البروتوكولات» ليست إلا وثيقة مزورة، وأن نبرتها ساذجة للغاية، وأن كاتبها «سيرجي تيلوف» هو الذي زيفها، رغم أنه لا يجيد التزييف محاولاً أن يضخم اليهود وقوتهم ليخيف الناس منهم. وأن هذه «البروتوكولات» ليست نقداً لليهود بمقدار ما هي تعبير عن إحساس الإنسان الأوروبي في أواخر القرن التاسع عشر بأزمته. ويرى «المفكر العربي» أن الإشارة إلى «البروتوكولات» واستخدامها في الإعلام المضاد للصهيونية أمر «غير أخلاقي»، وحتى لو كانت حقيقية فإنه لا يمكن إثبات أن هذه الوثيقة تعبِّر عن دوافع أغلبية الجماعات اليهودية في العالم. وأن الهدف من ترويج هذه الوثيقة وغيرها ككتاب «أحجار فوق رقعة الشطرنج» هو إشاعة الخوف من اليهود والصهيونية، ومن ثم تسويغ العجز العربي والتخاذل أمامهما، كما أن استخدام «البروتوكولات» لاتهام اليهود فيه سقوط في العنصرية والعرقية التي تصنف الناس لا على أساس أفعالهم وإنما على أساس مادي علماني لا ديني مسبق وحتمي؛ ولذا فهي لا تميز بين ما هو خير وبين ما هو شر.

وعن رأس المال اليهودي ودوره التخريبي العالمي يقول «المفكر العربي»: إن رأس المال اليهودي يتحرك حسب حركة رأس المال المحلي الذي يتحرك بدوره حسب حركة رأس المال العالمي، وأن تأثير رأس المال اليهودي لا يتناسب بتاتاً مع قوته الفعلية.

وعن «التلمود» يرفض «المفكر العربي» رأي الحاخامات والمفكرين الصهاينة الذين يرون أن «التلمود» هو الذي علم اليهود الاستعلاء والتفوق المليء بالعصبية الضيقة الضارية، وأنه هو الذي صنع النفس اليهودية، وصاغ خصائصها، ويرى أي «المفكر العربي» أن التلمود ليس كلاً متجانساً، كما أن اليهود ليسوا على معرفة بكل ما جاء به، وأنه لا يحدد سلوك اليهود في كل زمان ومكان، وينتهي المفكر العربي إلى القول: «إن كل من يحول التلمود إلى نموذج تفسيري لسلوك اليهود أو أعضاء الجماعات اليهودية يكون قد حكم على نفسه بالانفصال عن الواقع والإخفاق الذريع في التنبؤ، وأن استخدام «التلمود» كنموذج تحليلي ينم عن الكسل الفكري ورفض للتعمق في الظاهرة اليهودية وتركيبتها وتنوعها». ومع ذلك يرى هذا المفكر أنه ـ أي التلمود الذي هو تفسير الحاخامات للتوراة ـ هو المعيار السائد المقبول في كل ما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير