تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن محاولة الفصل بين اليهود «كجنس» وما يسميه بـ «الجماعات اليهودية» أمر غير منطقي. يفترض خطأً أن هذه الجماعات قد حدث لها ما يسميه العلماء الاجتماعيون بفقدان الطابع القبلي. واستناد «المفكر العربي» إلى هذا الفصل كمفتاح لتسويغ السلوكيات اليهودية يقوم على مسلّمة خاطئة تبناها وهي: اعتقاده أن مصطلح (جماعات) يؤكد عدم التجانس، وهذا خطأ لا يقع فيه دارس مبتدئ لشؤون الجماعات؛ فمجرد الإشارة إلى كلمة «جماعة» يعني الإشارة إلى بناء اجتماعي متكامل، وليس إلى فئة من الأفراد؛ فالروابط التكاملية هي المظهر البنائي للجماعة؛ بمعنى أن بين أفراد الجماعة علاقات معينة تحتم تفكيربعضهم ببعض، وأن الفرد في الجماعة عادة ما يتبنى توقعاتها ومعاييرها وقيمها وأهدافها؛ ويبدو التناقض واضحاً في اعتبار هذه الجماعات «جماعات يهودية ووظيفية» في الوقت نفسه؛ فهذه الخصائص التي تحدثنا عنها هي خصائص ما يسميه هو بـ «الجماعات اليهودية». أما مصطلح «جماعات وظيفية» فهو لا ينطبق إلا على الجماعات التي تتكون لأداء مهمة متخصصة وهدف محدد كالجماعات المهنية؛ فكيف يمكن وصف الجماعات اليهودية التي يعترف هو نفسه بأنها تحمل بعض معالم الهوية العرقية على أنها جماعات وظيفية بحتة؟ وكيف يمكن الجمع بين قول «المفكر العربي» إن هذه الجماعات التي تنظر إلى المجتمع المضيف نظرة مادية بحتة؛ في الوقت نفسه الذي يقول فيه: إن هذه الجماعات قد اندمجت فيه اندماجاً عضوياً كاملاً، وخضعت كلية لآليات حركته؟ بل إن وصف المجتمع الذي يقيمون فيه بأنه مجتمع مضيف يتناقض مع القول بفكرة الاندماج الكامل هذه. ومن هذا المنطلق يستمر «المفكر العربي» في دفع التهم الموجهة لليهود.

? اليهود والثورة الروسية البلشفية:

إن ما أثير حول «الثورة البلشفية» بأنها ثورة يهودية يرفضه «المفكر العربي»، بل إنه يرى أن هذا المصطلح له مضمون عنصري؛ لأنه يفترض أن اليهودي يظل يهودياً مهما غيَّر من آرائه، ومهما اتخذ من مواقف، وأن هذا يفترض بدوره وجود هوية يهودية ثابتة لا تتحول ولا تتغير بتغير الزمان والمكان؛ وهذا ما يرفضه «مفكرنا العربي»، لكنه يسوِّغ كالعادة صعود القيادات البلشفية اليهودية في ميزان القوى بأنه أمر غير ناتج عن يهوديتهم، وإنما كان بسبب الظروف العامة للصراع داخل الحزب الشيوعي والمجتمع السوفييتي، وهذا التسويغ بسيط وغير منطقي؛ فتاريخ الانقلابات والثورات حتى في منطقتنا العربية يبرز كيف أن قادتها استطاعوا الصعود إلى قمة الثورة، بل والاستيلاء عليها لصالحهم الشخصي ولقيمهم الإيديولوجية مستثمرين هذه الصراعات استثماراً ناجحاً.

? اليهود والإفساد الحقيقي:

لا يقر «المفكر العربي» اتهام اليهود بالإباحية المطلقة - كما أوضحنا عند عرضنا لآراء «هتلر» في اليهود ـ باعتبار أن تلك الإباحية إنما هي امتداد لشيطانية اليهود، وجزء من تآمرهم على المجتمعات التي يعيشون بين ظهرانيها، هذا في نفس الوقت الذي يعترف فيه «المفكر العربي» بأن سلوك الإسرائيليين يتسم بالكثير من الحرية الجنسية، وبانتشار ظواهر البغاء والإيدز والأطفال غير الشرعيين بينهم. كما يورد «المفكر العربي» مقولة «أميون روبنشتاين» الوزير الإسرائيلي الأسبق: بأن إسرائيل من أكثر المجتمعات إباحية. كما يقر «المفكر العربي» أيضاً بأن العديد من اليهود يعملون في تجارة الرقيق الأبيض اليهودية التي تمتد من شرق أوروبا إلى وسطها وغربها ومنها إلى الشرق، بالإضافة إلى مراكزهم في جنوب أفريقيا ومصر والهند وسنغافورة. ورغم كل ما يقر به «المفكر العربي» فإنه ـ كالعادة ـ يرى أن كل ذلك لا يمثل حقيقة واقعة، وأنه مجرد نشاط اقتصادي ومصدر من مصادر الرزق.

يقر «المفكر العربي» بأن رئيس أول جماعة عالمية للشواذ جنسياً من الذكور هو يهودي يدعى «جينوس هيرتشفيلد» ومساعده يهودي كذلك يدعى «كورت هيلي»، وأن الأخير هو أول من طالب باعتبار الشواذ جنسياً أقلية لا بد من حماية حقوقها. كما يشير كذلك إلى يهودية عالم النفس المعروف «سبجموند فرويد» الذي نسب «الجنسية المثلية» أو الازدواجية الجنسية إلى كل البشر. ويبين «المفكر العربي» أيضاً أن اليهود الإصلاحيين والمحافظين على السواء لا يحرّمون الشذوذ الجنسي، كما أن هناك معابد يهودية تأسست للشواذ جنسياً، وأنه تم ترسيم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير