تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حاخامات يهود من الشواذ جنسياً. وكالعادة يبرئ «مفكرنا العربي» اليهود من أي مسؤولية عن انتشار الشذوذ الجنسي؛ ويعطينا تفسيراً غريباً يصعب على أي عقل أن يقبله فيقول: إنه لا بد من الإشارة إلى أن التقبل المتزايد للشذوذ الجنسي هو إحدى سمات المجتمعات العلمانية المتقدمة، وأنه من السخف التحدث عن تاريخ يهودي مستقل أو عن مسؤولية اليهود عن البشر، وأن الوجود الملحوظ لليهود في الحركات الداعية لتطبيع الشذوذ الجنسي أمر نابع من أعضاء الأقليات الذين يوجدون في الهامش، والذين لديهم استعداد أكبر من استعدادات أعضاء الأغلبية لارتياد آفاق جديدة، سواء في عالم الاستثمار أو في عالم الأفكار والسلوك، وهكذا يصبح الشذوذ الجنسي عند «مفكرنا العربي» إبداعاً يتساوى مع الإبداع في عالم الاستثمار والأفكار والسلوك. كما يفرض علينا كذلك أن نعتبر أن لدى أعضاء الأقليات استعداداً أكبر من غيرهم لممارسة الشذوذ الجنسي، ومن ثم نعتبرهم هدفاً محتملاً دائماً للشذوذ الجنسي، وننظر في نفس الوقت إلى وجود الشذوذ الجنسي بين غير أعضاء الأقليات على أنه وجود ليس له أية دلالة حقيقية.

ومن هذا المنطلق التخصصي يمكن أن تبرز إلى السطح رؤية اليهود إلى غير اليهود كأغيار يجوز قتلهم أو سرقتهم أو الاعتداء عليهم، وتدخل تفسيرات «المفكر العربي» من ثم في حدود البواعث على ارتكاب الفعل وليس الدافع إليه.

يسرد «المفكر العربي» العديد من أمثلة الجرائم المالية والتزييف والغش التجاري، ويشير بالتحديد إلى فضائح الفساد المالي والسياسي التي ارتبطت باليهود؛ وكالعادة ينزع الصبغة اليهودية من هذه الجرائم، ويربطها بوجود اليهود داخل مجتمعات فاسدة مستغلة تساعد الإمكانيات الفاسدة داخل الإنسان على التحقق. كما يرى «المفكر العربي» أنه لا يمكن تفسير جرائم الغش التجاري التي يرتكبها اليهود بأنها جزء من المؤامرة اليهودية الأزلية لإفساد أخلاق الأغيار، ويرى بدلاً من ذلك أن الغش التجاري في عصر الرأسمالية يتسم بالرشد وعدم التمييز بين البشر، وأنه غش مجرد لا شخصي تماماً مثل رأس المال المجرد. ورغم هذا التفسير الذي قدمه «المفكر العربي» فإننا نرى أن فيه إدانة لليهود في ذات الوقت حينما يقر بأن في نفوس اليهود إمكانيات فاسدة أصلاً ساعدها فساد المجتمع على الظهور.

? حقيقة بروتوكولات اليهود:

تسيطر على العقل العربي كما يرى «المفكر العربي» أوهام «البروتوكولات» وأن هذه الأوهام مشوبة بإيمان عميق لا يتزعزع بأن لليهود سيطرة كاملة على السياسة والإعلام الأمريكيين، وأن اللوبي اليهودي هو الذي يؤثر في صناع القرار الأمريكيين. يرفض «المفكر العربي» هذا التصور العربي الذي أيده «هنري فورد» في بحوثه عن اليهود، ويرى عكس ذلك تماماً؛ ففي رأيه أن السر الحقيقي للنجاح الصهيوني في الغرب لا يعود إلى سيطرة اليهود على الإعلام ولا إلى شراء اليهود وسيطرتهم المزعومة على التجارة والصناعة، وإنما يعود إلى أن إسرائيل هي جزء من التشكيل الاستعماري الغربي، وأن الإعلام واللوبي الصهيوني يمثلان أداة الغرب الرخيصة، وأن إسرائيل ليست إلا دولة وظيفية عميلة للولايات المتحدة، تؤدي كل ما يوكل إليها من مهام ونجاح، وتنصاع تماماً للأوامر. أما «الجماعات اليهودية» أينما وجدت فليست جماعة من اليهود ذوي المصالح اليهودية، وإنما هي جماعات تم دمجها وأمركتها تماماً، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الأمريكي خاضعة تماماً لآلياته، في الوقت الذي يستخدم فيه مصطلح المجتمع المضيف كما أشرنا من قبل.

? الشخصية اليهودية في الروايات العالمية:

انتقد «المفكر العربي» بشدة أدبيات معاداة اليهود في «الأدب الغربي»، وتصويرها لهم على أنهم شياطين. الشر لصيق بطبيعتهم، يخربون أي مجتمع يعيشون في كنفه، ويحيكون المؤامرات عبر التاريخ للقضاء على الجنس البشري. تناول «المفكر العربي» أهم شخصيات «أدب شكسبير» في مسرحية (تاجر البندقية)، وهي شخصية «شيلوك» اليهودي الذي يعمل بالربا والتي أصبحت جزءاً من المعجم الإنجليزي، وتعني الرجل الطماع الشره الذي لا تعرف الرحمة طريقاً إلى قلبه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير