تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دافع «المفكر العربي» عن اليهودي، وقال: إنه لا يعرف على وجه الدقة أصل هذا الاسم ـ شيلوك ـ؛ فهو ليس اسماً يهودياً. كما انتقد «المفكر العربي» موقف الأديب الروسي «دوستوفيسكي» من اليهود؛ الذي كان يرى فيهم شعباً تحركه القسوة والرغبة في شرب الدماء، كل همهم إفساد الشعب واستغلاله بلا رحمة. اتهم المفكر العربي «دوستوفيسكي» بالعنصرية الشديدة فكرياً وعقائدياً، وبالاختزالية وضيق الأفق، والجهل الشديد بأحوال اليهود وبالحقائق التاريخية، وشبّه موقف الأديب الروسي من اليهود بموقف (هتلر) منهم، وسوغ «المفكر العربي» هذه الكراهية لليهود بأنها متجذرة في الوجدان الروسي ومسيطرة عليه، لكن «المفكر العربي» قد أثنى على «تولستوي» من جانب أنه كان ينادي بضرورة حب البشر، ثم انتقده من حيث أن كتاباته تظهر موقفه الأرستقراطي الروسي المعادي لليهود.

أما «هربرت صاموئيل» الذي صنفه اليهود على أنه أول حاكم يهودي على فلسطين منذ سقوط الهيكل، وكان أول مندوب سام بريطاني في فلسطين، وأول من كتب مذكرة مررها على أعضاء الوزارة البريطانية يقترح فيها: إنشاء محمية إنجليزية في فلسطين بعد الحرب، وتشجيع الاستيطان اليهودي فيها، وإعطاء الأولوية للهجرة اليهودية ولبناء مؤسسات استيطانية تساعد في نهاية الأمر على توطين جماعة يهودية يبلغ عددها ثلاثة ملايين، تصبح مكتفية ذاتياً إلى أن تشكل دولة ذات سيادة تكون مركزاً لحضارة جديدة. تبنى «لويد جورج» رئاسة الوزارة البريطانية التي كانت تضم «بلفور» ـ تبنى مشروع صموئيل، وعند تنفيذه له عُيّن «صموئيل» كأول مندوب سام بريطاني في فلسطين. استصدر «صموئيل» في العام الذي عين فيه كمندوب سام قانون الهجرة الذي سمح لستة عشر ألفاً وخمسمائة يهودي بدخول فلسطين. ساعد «صموئيل» النشاط الاستيطاني اليهودي، واعترف باللغة العبرية، وزاد عدد المستوطنات في عهده من أربع وأربعين إلى مائة مستوطنة، واستمر اهتمامه بالمستوطن اليهودي حتى بعد تركه منصبه؛ فكان رئيساً لشركة فلسطين للكهرباء، ثم رئيساً للجامعة العبرية.

ورغم تسجيل «المفكر العربي» لكل ذلك عاد ينكر أن كل ما فعله «صموئيل» كان دافعه يهوديته؛ فيقول: «وصموئيل نموذج جيد للصهيوني غير اليهودي الذي لا تختلف رؤيته لليهود عن رؤية أي عضو في الحضارة الغربية؛ فهو لا يهتم بالعرقية اليهودية ولا بالمصالح اليهودية، ولا بالتاريخ اليهودي، ولا بالعقيدة اليهودية؛ إنه يهودي مندمج تماماً، يود الحفاظ على وضعه، ولكن شأنه شأن أي سياسي غربي، ينظر إلى اليهود من الخارج، ويراهم كمادة بشرية نافعة يمكن أن توظف لصالح الحضارة العربية.

دافع «المفكر العربي» عن «كيسنجر» قائلاً: بأن محاولة اكتشاف المكون اليهودي في تفكير «كيسنجر» أمر لا طائل من ورائه، وأن ما يحدد موقف «كيسنجر» من إسرائيل ليس يهوديته، أو رغبته في الدفاع عن المصالح اليهودية، أو حماية الدولة اليهودية وإنما حرصه على أن تكون إسرائيل حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة، وسوطاً رادعاً في يدها؛ ومن ثم لا يمكن تفسير مواقف «كيسنجر» السياسية على أساس يهوديته، كما يفعل بعض المحللين العرب.

? المسيري مع العدو الصهيوني أم ضده؟

من يقرأ «للمفكر العربي» سيطرح حتماً سؤالاً مؤداه: هل هو مع إسرائيل أم ضدها؟ هل هو مع دعاة السلام أم من دعاة الحرب؟ وقبل أن يطرح أحد السؤال على «المفكر العربي» طرحه هو بنفسه، وانتقده بأنه سؤال بسيط ينم عن عملية اختزالية، تفترض أن العالم مربعات بيضاء وسوداء، وأن المعرفة يتم التوصل إليها من خلال الاختيارات الموضوعية التي يجيب عليها الإنسان بنعم أو لا، وأنه أي «المفكر العربي» يتجاوز هذه الاختزالية، ومع ذلك فهو يجيب عن السؤال فيقول: «نحن ـ والحمد لله ـ لسنا من دعاة الحرب، ولا من دعاة السلام، وإنما نحن من دعاة إقامة العدل في الأرض، ونحن كبشر نفضل بلا شك أن يقام العدل بالطرق السلمية ومن خلال قرارات الأمم المتحدة، إن توفرت السبل إلى ذلك؛ فإراقة الدماء دون مسوغ مذبحة». ثم يستطرد قائلاً: «ولكن إذا لم تتوفر السبل السلمية فهناك طرق مشروعة، تعترف بها المواثيق الدولية للدفاع عن الأرض والذات مثل المقاومة المسلحة».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير