تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واحدية صلبة، فيها شمولية التفسير، وطموح في درجة عالية من اليقينية والدقة المتناهية في المصطلحات، وهي نفس خصائص النموذج الاختزالي كما حددها بنفسه.

انتهى «المفكر العربي» إلى نتيجة غريبة لم تكن في الحسبان مطلقاً، وهي: أن اليهود ليسوا بأعدائنا بالدرجة الأولى؛ حيث يقول: «إن عدونا ليس الأفعى اليهودية ... وإنما هو العالم الغربي الذي يدافع عن مصالحه الاستراتيجية التي يمكن تعريفها والتصدي لها ومحاربتها في كل مكان». والذي لا شك فيه هو عداء العالم الغربي للإسلام، لكن الله ـ تعالى ـ وليس «المفكر العربي» هو صاحب الحق الوحيد في تحديد من هو العدو؛ إذ قال في كتابه العزيز {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} [النساء: 45].

لقد حدد الله ـ تعالى ـ هؤلاء الأعداء في اليهود، كما جاء في الفقرة التي قبْلها في نفس الآية: {يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} [النساء: 44] ثم في الفقرة التي تليها في نفس الآية {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} [النساء: 46]، وقال الله ـ تعالى ـ في سورة المائدة: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ} [المائدة: 82]، وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسير هذه الآية عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما خلا يهودي بمسلم إلا همّ بقتله».

ومن أحسن ما يختم به ما يراه علماء الإسلام أن المشتغلين بعلوم لا تتعلق بها ثمرة تكليفية تُدخل عليهم الفتنة والخروج على الصراط المستقيم، فيتركون الاقتصار من العلم على ما يعني، ويخرجون إلى ما لا يعني، ويكون ذلك فتنة على المتعلم والعالم، أو تعطيل للزمان من غير تحصيل. (الموافقات للشاطبي 1/ 22 - 23).


(*) أكاديمي مصري.

http://www.albayan-magazine.com/bayan-208/bayan-17.htm

ـ[شهاب الدين]ــــــــ[18 - 02 - 05, 03:27 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
والموسوعة جميلة والمسيري رجل معروف بوطنيته والنقد مباح

ـ[النصري]ــــــــ[14 - 06 - 05, 11:11 ص]ـ
رد موضوعي تحليلي منطقي، جزى الله الناقل والكاتب.

ـ[إبراهيم الملولي]ــــــــ[28 - 06 - 05, 07:16 م]ـ
لقد حاول المسيري حهد المستطاع، بمساعدة من باحثين قلائل، أن ينجز موسوعة على مدى سنوات طويلة، تعرض بسببها للتهديد والوعيد، وصرف عليها من ماله الخاص، وهو الأستاذ الجامعي، لكي يحاول تقديم الصورة الحقيقية عن اليهود والصهيونية بعيدا عن الصور النمطية المزيفة، والتي تهول من اليهود أوتهون منهم، واعتمد على مصادر عديدة بلغات عديدة، وفق رؤية علمية منهجية غير متحيزة .. كل هذا الجهد لكي نعرف عدونا على حقيقته فنحسن التعامل معه. وهذ الجهد المتخصص يخول له الحكم أحسن من غيره على اليهود. وللآخرين الحق في نقده وانتقاده دون التهوين من عمله والتشكبك في نواياه، وفي كل خير إن شاء الله.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير