[قصيدة لابن القيم]
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 - 02 - 05, 07:45 م]ـ
السلام عليكم:
هل يمتلك احد قصيدة ابن القيم التي مطلعها
ذهب الرجال وحال دون محالهم****زمر من الاوباش والانذال
التي تتكلم عن الصوفية والمحتالين من الفقهاء والمرتشين
والتي في اخرها بيان شرع النبي واخلاق اصحابه
ـ[علي بن صالح الغامدي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 11:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لعلها تكون هذه، وإن لم تكن فالتمس لي العذر ..
ذهب الرجال وحال دون مجالهم * زمر من الأوباش والأنذال
زعموا بأنهم على آثارهم * ساروا ولكن سيرة البطال
لبسوا الدلوق مرقعا وتقشفوا * كتقشف الأقطاب والأبدال
قطعوا طريق السالكين وغوروا * سبل الهدى بجهالة وضلال
عمروا ظواهرهم بأثواب التقى * وحشوا بواطنهم من الأدغال
إن قلت: قال الله قال رسوله * همزوك همز المنكر المتغالي
أو قلت: قد قال الصحابة والأولى * تبعوهم في القول والأعمال
أو قلت: قال الآل آل المصطفى * صلى عليه الله أفضل آل
أو قلت: قال الشافعي: وأحمد * وأبو حنيفة والإمام العالي
أو قلت: قال صحابهم من بعدهم * فالكل عندهم كشبه خيال
ويقول: قلبي قال لي عن سره * عن سرع سري عن صفا أحوالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي * عن شاهدي عن واردي عن حالي
عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي * عن سر ذاتي عن صفات فعالي
دعوى إذا حققتها ألفيتها * ألقاب زور لفقت بمحال
تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا * بظواهر الجهال والضلال
جعلوا المرا فتحا وألفاظ الخنا * شطحا وصالوا صولة الإدلال
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم * نبذ المسافر فضلة الأكال
جعلوا السماع مطية لهواهم * وغلوا فقالوا فيه كل محال
هو طاعة هو قربة هو * سنة صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال
شيخ قديم صادهم بتحيل * حتى أجابوا دعوة المحتال
هجروا له القرآن والأخبار * والآثار إذ شهدت لهم بضلال
ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى * من أوجه سبع لهم بتوال
تالله ما ظفر العدو بمثلها * من مثلهم واخيبة الآمال
نصب الحبال لهم فلم يقعوا بها * فأتى بذا الشرك المحيط الغالي
فإذا بهم وسط العرين ممزقى * الأثواب والأديان والأحوال
لا يسمعون سوى الذي يهوونه * شغلا به عن سائر الأشغال
ودعوا إلى ذات اليمين فأعرضوا * عنها وسار القوم ذات شمال
خروا على القرآن عند سماعه * صما وعميانا ذوي إهمال
وإذا تلا القارى عليهم سورة * فأطالها عدوه في الأثقال
ويقول قائلهم: أطلت وليس ذا * عشر فخفف أنت ذو إملال
هذا وكم لغو وكم صخب وكم * ضحك بلا أدب ولا إجمال
حتى إذا قام السماع لديهم * خشعت له الأصوات بالإجلال
وامتدت الأعناق تسمع وحى * ذاك الشيخ من مترنم قوال
وتحركت تلك الرءوس وهزها * طرب وأشواق لنيل وصال
فهنا لك الأشواق والأشجان * والأحوال لا أهلا بذي الأحوال
تالله لو كانوا صحاة أبصروا * ماذا دهاهم من قبيح فعال
لكنما سكر السماع أشد * من سكر المدام وذا بلا إشكال
فإذا هما اجتمعا لنفس مرة * نالت من الخسران كل منال
يا أمة لعبت بدين نبيها * كتلاعب الصبيان في الأوحال
أشمتمو أهل الكتاب بدينكم * والله لن يرضوا بذي الأفعال
كم ذا نعير منهم بفريقكم * سرا وجهرا عند كل جدال
قالوا لنا: دين عبادة أهله * هذا السماع فذاك دين محال
بل لا تجىء شريعة بجوازه * فسلوا الشرائع تكتفوا بسؤال
لو قلتمو فسق ومعصية وتزيين * من الشيطان للأنذال
ليصد عن وحى الإله ودينه * وينال فيه حيلة المحتال
كنا شهدنا أن ذا دين أتى * بالحق دين الرسل لا بضلال
والله منهم قد سمعنا ذا * إلى الآذان من أفواههم بمقال
وتمام ذاك القول بالحيل التي * فسخت عقود الدين فسخ فصال
جعلته كالثوب المهلهل نسجه * فيه تفصله من الأوصال
ما شئت من مكر ومن خدع * ومن حيل وتلبيس بلا إقلال
فاحتل على إسقاط كل فريضة * وعلى حرام الله بالإحلال
واحتل على المظلوم يقلب ظالما وعلى الظلوم بضد تلك الحال
واقلب وحول فالتحيل كله * في القلب والتحويل ذو إعمال
إن كنت تفهم ذا ظفرت بكل ما * تبغى من الأفعال والأقوال
واحتل على شرب المدام وسمها * غير اسمها واللفظ ذو إجمال
واحتل على أكل الربا واهجر شنا * عة لفظه واحتل على الابدال
واحتل على الوطء الحرام ولا تقل * هذا زنا وانكح رخى البال
واحتل على حل العقود وفسخها * بعد اللزوم وذاك ذو إشكال
¥