إلا على المحتال فهو طبيبها * يا محنة الأديان بالمحتال
واحتل على نقض الوقوف وعودها * طلقا ولا تستحي من إبطال
فكر وقدر ثم فصل بعد ذا * فإذا غلبت فلج في الإشكال
واحتل على الميراث فانزعه م * الوراث ثم ابلع جميع المال
قد أثبتوا نسبا وحصرا فيكم * حتى تحوز الإرث للأموال
واعمد إلى تلك الشهادة واجعل * الإبطال همك تحظ بالابطال
فالحصر إثبات ونفى غير * معلوم وهذا موضع الاشكال
واحتل على مال اليتيم فإنه * رزق هنى من ضعيف الحال
لا سوطه تخشى ولا من سيفه * والقول قولك في نفاذ المال
واحتل على أكل الوقوف فإنها * مثل السوائب ربة الإهمال
فأبو حنيفة عنده هي باطل * في الأصل لم تحتج إلى إبطال
فالمال مال ضائع أربابه * هلكوا فخذ منه بلا مكيال
وإذا تصح بحكم قاض عادل * فشروطها صارت إلى اضمحلال
قد عطل الناس الشروط وأهملوا * مقصودها فالكل في إهمال
وتمام ذاك قضاتنا وشهودنا * فاسأل بهم ذا خبرة بالحال
أما الشهود فهم عدول عن طريق * العدل في الأقوال والأفعال
زورا وتنميقا وكتمانا * وتلبيسا وإسرافا بأخذ نوال
ينسى شهادته ويحلف إنه * ناس لها والقلب ذو إغفال
فإذا رأى المنقوش قال: ذكرتها * يا للمذكر جئت بالآمال
ويقول قائلهم: أخوض النار في * نزر يسير ذاك عين خبال
ثقل لى الميزان إني خائض * للمنكبين أجر بالأغلال
أما القضاة فقد تواتر عنهم * ما قد سمعت فلا تفه بمقال
ماذا تقول لمن يقول: حكمت أنت * فاسق أو كافر في الحال
فإذا استغثت أغثت بالجلد الذي * قد طرقوه كمثل طرق نعال
فيقول طق فتقول: قط فتعارضا * ويكون قول الجلد ذا إعمال
فأجارك الرحمن من ضرب ومن * عرض ومن كذب وسوء مقال
هذا ونسبة ذاك أجمعه إلى * دين الرسول وذا من الأهوال
حاشا رسول الله يحكم بالهوى * والجهل تلك حكومة الضلال
والله لو عرضت عليه كلها * لاجتثها بالنقض والإبطال
إلا التي منها يوافق حكمه * فهو الذي يلقاه بالإقبال
أحكامه عدل وحق كلها * في رحمة ومصالح وحلال
شهدت عقول الخلق قاطبة بما * في حكمه من صحة وكمال
فإذا أتت أحكامه ألفيتها * وفق العقول تزيل كل عقال
حتى يقول السامعون لحكمه: * ما بعد هذا الحق غير ضلال
لله أحكام الرسول وعدلها * بين العباد ونورها المتلالى
كانت بها في الأرض أعظم رحمة * والناس في سعد وفي إقبال
أحكامهم تجرى على وجه السداد * وحالهم في ذاك أحسن حال
أمنا وعزا في هدى وتراحم * وتواصل ومحبة وجلال
فتغيرت أوضاعها حتى غدت * منكورة بتلوث الأعمال
فتغيرت أعمالهم وتبدلت * أحوالهم بالنقص بعد كمال
لو كان دين الله فيهم قائما * لرأيتهم في أحسن الأحوال
وإذا همو حكموا بحكم جائر * حكموا لمنكره بكل وبال
قالوا: أتنكر حكم شرع محمد * حاشا لذا الشرع الشريف العالي
عجت فروج الناس ثم حقوقهم * لله بالبكرات والآصال
كم تستحل بكل حكم باطل * لا يرتضيه ربنا المتعالي
والكل في قعر الجحيم سوى الذي * يقضى بدين الله لا لنوال
أو ما سمعت بأن ثلثيهم غدا * في النار في ذاك الزمان الخالي
وزماننا هذا فربك عالم * هل فيه ذاك الثلث أم هو خالي
يا باغى الإحسان يطلب ربه * ليفوز منه بغاية الآمال
انظر إلى هدة الصحابة والذي * كانوا عليه في الزمان الخالى
واسلك طريق القوم أين تيمموا * خذ يمنة ما الدرب ذات شمال
تالله ما اختاروا لأنفسهم سوى * سبل الهدى في القول والأفعال
درجوا على نهج الرسول وهديه * وبه اقتدوا في سائر الأحوال
نعم الرفيق لطالب يبغى الهدى * فمآله في الحشر خير مآل
القانتين المخبتين لربهم * الناطقين بأصدق الأقوال
التاركين لكل فعل سيء * والعاملين بأحسن الأعمال
أهواؤهم تبع لدين نبيهم * وسواهم بالضد في ذي الحال
ما شابهم في دينهم نفص * ولا في قولهم شطح الجهول الغالي
عملوا بما علموا ولم يتكلفوا * فلذاك ما شابوا الهدى بضلال
وسواهم بالضد في الأمرين قد * تركوا الهدى ودعوا إلى الإضلال
فهم الأدلة للحيارى من يسر * بهداهم لم يخش من إضلال
وهم النجوم هداية وإضاءة * وعلو منزلة وبعد منال
يمشون بين الناس هونا * نطقهم بالحق لا بجهالة الجهال
حلما وعلما مع تقى * وتواضع ونصيحة مع رتبة الإفضال
يحيون ليلهم بطاعة ربهم * بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهم * مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم * لعدوهم من أشجع الأبطال
وإذا بدا علم الرهان رأيتهم * يتسابقون بصالح الأعمال
بوجوههم أثر السجود لربهم * وبها أشعة نوره المتلالي
ولقد أبان لك الكتاب صفاتهم * في سورة الفتح المبين العالي
وبرابع السبع الطوال صفاتهم * قوم يحبهم ذوو إدلال
وبراءة والحشر فيها وصفهم * وبهل أتى وبسورة الأنفال
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[14 - 02 - 05, 09:48 ص]ـ
جزاك الله اخي علي خيرا
هي هي
ـ[ابن جبير]ــــــــ[14 - 02 - 05, 03:07 م]ـ
وعليكم السلام
كتاب اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
فصلٌ سماعُ الغِناء من المرأة الاجنبيه او الامرد