تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اتحافُ الثَبت فِي حُكم صِيام يَوم السبت

ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 11:18 م]ـ

بسم اللهِ الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله أجمعين… ..

فقد كثر الكلام حول حكم صوم يوم السبت وخصوصاً إذا وافق عادة الإنسان كصوم يوم أو فطر يوم،أو الثلاثة الأيام البيض، أو يوم عرفة،أو يوم عاشوراء، فأحببت أن أدلي بدلوي لاسيما وهو ميثاق أخذه الله تعالى حيث قال {وإذ اخذ الله ميثاق الذين أُوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم {من كتم علماً يحفظه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار} رواه ابن ماجة وهو صحيح وقال عليه السلام:

{مثل الذي يتعلم العلم ولا يحدث به كمثل الذي يكنز ولا ينفق منه} حسن رواه الطبراني في الأوسط.

فأقول: لا يجوز لشخصٍ أن يستدل بالسنة إلا بنظرين اثنين:

1 - النظر في ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ ليس كل ما ينسب إليه صحيح.

2 - النظر في دلالة النص على الحكم.

والدليل هو / ما يستدل بالنظر الصحيح فيه على حكم شرعي.فبناءً على هذا:

لا يجوز صوم يوم السبت مطلقاً سواء أكان مفرداً أو وافق عادة للصائم أو وافق أيام فاضلة أو صيم يوماً قبله أو بعده فراراً من الإفراد و الدليل على هذا هو الحديث الصحيح الصريح المروي عن لقمان بن عامر الوصابي و ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء بنت بسر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم و إن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه) أخرجه أبو داود و الترمذي و الدارمي و ابن ماجه و النسائي و الطحاوي في مشكل الآثار و ابن خزيمة في صحيحه و الحاكم و البيهقي و أحمد و الضياء المقدسي في المختارة و الضياء في المنتقى من مسموعا ته بمرو، فهذا الحديث يدل على تحريم صيام يوم السبت بثلاث مؤكدات:

الأولى: قوله (لا تصوموا يوم السبت) و الأصل في النهي التحريم ما لم يصرف إلى الكراهة أو الإباحة بصارف صحيح يحتمله النص كما تقرر في الأصول و لا صارف.

الثانية: قوله (إلا فيما افترض عليكم) و إلا تفيد الحصر فلا يدخل غير المحصور و هو قوله افترض عليكم و هو رمضان و الكفارات و النذور و القضاء.

الثالثة: شدة النهي حيث قال (و إن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه) و قد علم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أصبح فلم يجد شيئاً يأكله قال (إني صائم) و في الحديث يقول (إن لم يجد أحدكم لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه) و هذا من شدة النهي و قد اعترض على هذا الحديث بأحاديث أخرى و بأقوال لبعض أهل العلم و عند تأمل هذه الاعتراضات نجد أنها لا تثبت على قدم التحقيق.

الإعتراض الأول:-

الحديث الذي استدللتم به على تحريم صوم السبت حديث ضعيف، قال ابن تيمية أنه شاذ و كذلك قال ابن حجر بضعف اسناده و قال الإمام مالك رحمه الله كذب و قال النسائي مضطرب و كذلك الطحاوي. و جوابنا: الحديث صحيح بلا ريب و هذا عرض مجمل لطرق الحديث و قد صحح هذا الحديث الترمذي و الذهبي و الحاكم و النووي و أبو داوود و سنعرض أوجه الحديث و بيان كيف حدث اللبس في دعوى الاضطراب:

الطريق الأول:

سفيان بن حبيب (ثقة) ـــ الوليد بن مسلم (ثقة و لكنه كثير التدليس و لا يضر لأنه قد توبع) ـــ أبوعاصم النبيل (ثقة ثبت) ـــ يحيى بن نصر (ثقة) - كلهم رواو عن-: ثور بن يزيد (ثقة ثبت)، عن خالد بن معدان (ثقة عابد)، عن عبدالله بن بسر (صحابي)، عن أخته الصماء (صحابية)، عن الرسول صلى الله عليه وَسلم.

الطريق الثانية:

أ- يحيى بن حسان (ثقة) ـــ حسان بن نوح (ثقة)، عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وَسلم.

ب - حسان بن نوح (ثقة)، عن إبي أمامة (صحابي)، عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

الطريق الثالثة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير