[أسباب قبول رمضان]
ـ[عبد الرحمن الازهري]ــــــــ[10 - 03 - 05, 11:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
وبعد أخي الحبيب
كيف تتلذذ بالصيام؟ كيف تتعرف على الله من الصيام؟ ومن ثم تحبه سبحانه وتعالى.
كيف يكون رمضان عمل مقبول؟ كيف يكون رمضان غير كل رمضان؟
كيف تخرج من رمضان وقد ترقيت في سيرك إلى الله تعالى؟
كيف تخرج وقد حصلت مقاصد رمضان العامة والخاصة؟
ما هي الأعمال التي تؤدى في رمضان؟ وكيف تتلذذ بها؟
وكيف تتعرف عليه منها؟ ومن ثم يزداد حبك له سبحانه وتعالى.
وما هي المعاني والمقاصد في الصيام وفى أعمال رمضان؟
تخيل مدى الحسرة يوم القيامة لعبدٍ جاء مفلساًًً ليس لأنه لم يعمل بل عمل أعمالاً كثيرة وكبيرة جداُ ولكنه وقف مع ظاهرها دون الاهتمام بأن تكون أعمالاً مقبولة، دون النظر لبواطنها، دون النظر لمقاصدها ودون الفهم عن الله تعالى و معرفة مراده والتحقق بذلك.
يخشى عليه من أن الدخول في قول الله تعالي: ? قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا? الكهف103، 104
يخشى عليه من أن الدخول في قول الله تعالي: ? وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ? الزمر47
يخشى عليه من أن الدخول في قول الله تعالي: ? وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا? الفرقان30
مر عمر - رضي الله عنه- بدير راهب، فناداه فأشرف الراهب، فجعل عمر ينظر إليه ويبكي، فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما يبكيك من هذا؟ قال: ذكرت قوله عز وجل ?عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً? الغاشية 3،4 فذاك الذي أبكاني.
يخشى عليه من أن الدخول في حديث النبي صلي الله عليه وآله وسلم: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، رب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب)
ولو قبل لك رمضان رفعه الله إليه وجمّل به ظاهرك وباطنك وظهر عليك أثر مقاصده في رمضان وبعده.
ولكن كيف يكون رمضان عمل مقبول؟ (على الاختصار والإيجاز الشديد)
بشيئين: 1 - الاهتمام بذات رمضان 2 - الاهتمام بأعمال رمضان
يقول الإمام على - رضي الله عنه-: (كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً من العمل، فإنه لا يقل عمل مع التقوى، وكيف يقل عمل متقبل؟!)
والملاحظ من كلام الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ أن الاهتمام الأول بالقبول أي بأسباب القبول إذ أن القبول موكول إلى فضل الله تعالى وكرمه وجوده ومنته مع الاهتمام بالعمل نفسه. وأن من يهتم بأسباب القبول يهتم بالتقوى في العمل أي يهتم بمحاسبة النفس في الأعمال لأن أصل التقوى محاسبة النفس قبل ووسط وبعد العمل.
كما قال ميمون بن مهران ـ رحمه الله تعالى ـ: (لا يكون العبد تقياً حتى يكون محاسباً لنفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه) ولهذا قيل أن النفس كالشريك الخوَّان إن لم تحاسبه ذهب بمالك.
والملاحظ كذلك من كلام الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ أنه قد يكون في الظاهر أن من يهتم بأن يجعل عمله بقدر استطاعته وقدر جهده أرجي للقبول أقل عملاً من غيره، ولكن وإن كان صحيحًا في الظاهر إلا أن حقيقة الأمر خلاف ذلك إذ أن هذا العمل المقبول يرتفع عن غيره من الأعمال مهما كثرت فلا مجال للمقارنة علي أي حال من الأحوال.
ويقول الأمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ ومنها: (أي من علامات القلب السليم الذي لا ينفع عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ يوم القيامة إلا هو كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ: ?? يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ? الشعراء88،89
من علامات القلب السليم أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل فيحرص علي الإخلاص فيه والنصيحة والمتابعة والإحسان، ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه وتقصيره في حق الله تعالى. فهذه من مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحي السليم). [إغاثة اللهفان]
ما هي أسباب القبول وكيف تطبق على رمضان؟
أسباب القبول:
¥