تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا أردت أن تستجلب التوفيق صحح العبودية لله تعالى، وتحقق بوصفك اللازم الذاتي لك صحح الفقر والفاقة و الافتقار والذل وألانكسار للعزيز الجبار ـ سبحانه وتعالى ـ.

قال ـ سبحانه وتعالى ـ: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ? فاطر/15

وقال ـ سبحانه وتعالى ـ: ? وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ? [العمران/123]

وفي الحديث الذي رواه أبو داود بسند جيد عن حديث عائشة رضي الله عنها في الاستسقاء وفيه قول الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلاغاً إلى حين).

وقال أحد السلف ـ رحمه الله تعالى ـ: ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك

وقال- رحمه الله تعالى -: إن أردت ورود المواهب عليك صحح الفقر والفاقة لديك ? إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ ?

وقال ـ رحمه الله تعالى ـ: ما طلب لك شيء مثل الاضطرار ولا أسرع بالمواهب إليك مثل الذلة والافتقار.

وقال ـ رحمه الله تعالى ـ: تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه، تحقق بذُلِّك يمدك بعزه، تحقق بعجزك يمدك بقدرته، تحقق بضعفك يمدك بحوله وقوته.

ويقول الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى ـ:

يحكى عن بعض العارفين أنه قال: دخلت علي الله تعالى من أبواب الطاعات كلها فما دخلت من باب إلا رأيت عليه الزحام، فلم أتمكن من الدخول، حتى جئت باب الذل والافتقار، فإذا هو أقرب باب إليه وأوسعه ولا مزاحم فيه ولا معوق، فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته، فإذا هو – سبحانه – قد أخذ بيدي وأدخلني.

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رضي الله عنه ـ يقول من أراد السعادة الأبدية، فليلزم عتبة العبودية. وقال بعض العارفين لا طريق أقرب إلى الله من العبودية ولا حجاب أغلظ من الدعوى، ولا ينفع مع الإعجاب والكبر عمل ولا اجتهاد، ولا يضر مع الذل والافتقار بطالة يعني بعد الفرائض.

والقصد أن هذه الذلة والكسرة الخاصة تدخله علي الله تعالى، وترميه علي طريق المحبة فيفتح له منها باب لا يفتح له من غير هذا الطريق وإن كان طرق سائر الأعمال تفتح للعبد أبواب من المحبة، لكن الذي يفتح منها من طريق الذل والانكسار والافتقار وازدراء النفس ورؤيتها بعين الضعف والعجز والعيب والنقص والذنب بحيث يشاهدها ضيعة، وعجزاً، وتفريطاً وذنباً وخطيئةً نوع آخر وفتح آخر، والسالك بهذا الطريق غريب في الناس، هم في واد وهو في واد وهي تسمي طريق الطير، يسبق النائم فيها علي فراشه السعاه، فيصبح وقد قطع الطريق وسبق الركب بينما هو يحدثك إذا به قد سبق الطرف وفات السعاه، والله المستعان، وهو خير الغافرين. [المدارج]

فكن على يقين أن الله تعالى قادر أن يجعلك أن تصوم صيام الأولياء الصالحين لا تفكر إلا فيما يحب ويرضى فضلاً عن صيام القلب والجوارح بل مسخرة فيما يحب ويرضى واعقد العزم والنية الصادقة على ذلك

فمن وفقه الله تعالى صام صيام الأولياء الصالحين، ومن لم يوفقه لم يصوم حتى عن الطعام والشرب والشهوة بل يجاهر بالإفطار.

لا تحجر رحمة ربك عليك فيعاملك بما تظن به، ففي الحديث الصحيح (أنا عند ظن عبدي بي)

وللافتقار أركان:

أ) المعرفة بالله ـ سبحانه وتعالى ـ علي الحقيقة:

تعلم أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ هو الأول والأخر والظاهر والباطن بيده مقاليد كل شيء وعنده خزائن كل شيء خزائنه لا تنفذ " وأن من شيء إلا عندنا خزائنه ".

خزائن الفهم والعلم والقوة والصحة والمال والحج والعمرة والطاعة وتربية الأولاد وصلاح الأولاد وأن ترزق بأولاد ……………………… الخ خزائن كل شيء.

و كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ في الحديث القدسي: (يا عبادي لو أن أولكم وأخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدا واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسائلته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير