وأن تعلم أنه ـ سبحانه وتعالى ـ قد أحاط بكل شيء علما وهو ـ سبحانه وتعالى ـ علي كل شيء قدير له ملك السماوات والأرض له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير ـ سبحانه وتعالى ـ. وأنه لا يسكن ساكن ولا يتحرك متحرك إلا بأذنه، ولا يكون إلا ما يريد ـ سبحانه وتعالى ـ وهو ـ سبحانه وتعالى ـ رب العالمين له الأسماء الحسنى وله صفات الكمال والجلال والجمال ـ سبحانه وتعالى ـ.
فذكر نفسك بهذا وكرر وذكرها هنا وكرر عليها ذلك مرارا وتكررا عليها ما يخص هنا عند الصيام تعلم بأن القوة من الله والحفظ من الله والعصمة من الله والبركة من الله في الوقت والجهد وفي كل شيء.
ب) المعرفة بالنفس
أن تعلم أنها الظلوم الجهول لا حول لها ولا قوة لا تعرف علي الحقيقة شيء، ولا تملك علي الحقيقة شيء ولا تقدر علي أي شيء لو وكلت إليها طرفة عين وكلت إلى ضعف وذل وخطيئة وهو الخذلان بعينه.
ولو نظرت في سابق عمرك وخطاياك ومدفون ذنوبك وما ينطوي عليه ضميرك وتعلق قلبك بغير الله ـ سبحانه وتعالى ـ والأنس به. ولو نظرت إلى صلاتك السابقة لعلمت عن الحقيقة أنك ظلوم جهول وأنك ضعف وعجز وضيعة ولولا منن الله تعالى السابغة عليك ظاهرة وباطنه ليلاً و نهاراً سرمدياً لكنت محض العدم، وأن ما أنت فيه من خير أو صحة أو عافية أو علم أو فهم أو تزكية لنفسه، أو خشوعاً أو معرفة بالله أو حفظ للقرآن أو القيام أو الصيام ………… أي عبادة ظاهرة أو باطنة، محض الجود والكرم والفضل والمن من الجواد الكريم الرحمن الرحيم الحنان المنان ـ سبحانه وتعالى 0
ج) المعرفة بكثرة القواطع والمشاغل والعلائق والعوائد والعوائق وشدتها.
لو وكلت إلى نفسك طرفة عين ـ أي منها كفيل بالقضاء عليك ويقطعك عن الطريق بل بمحو أثرك ودينك.
ح) المعرفة بأعدائك: وبكثرتهم وشدتهم وأن كل منهم متربص بك ليظفر بك ويفتك بك ـ لو وكلت إلى نفسك ـ طرفة عين لم تر أيهم ظفرا بك.
د) المعرفة بشدة احتياجك لهذا الأمر الذي أنت قادم عليه وأنه لابد لك منه ولولاه لخسرت الدنيا والآخرة.
لو رسخت هذه المعارف الخمسة أنتجت لا محالة شدة الافتقار والذل والمسكنة للكبير المتعال العزيز الجبار ـ سبحانه وتعالى ـ.
ثم الركن العملي الدعاء.
دعاء العبد المضطر (المضطر الذي لا يتوهم منه لنفسه شيئا من الحول والقوة، ولا يري لنفسه سببا من الأسباب يعتمد عليه أو يستند إليه، ويكون بمنزلة الغريق في البحر أو الضال في التيه القفر لا يري لغيثه إلا مولاه، ولا يرجو لنجاته من هلكته أحد سواه.
وقال بعض العارفين: (المضطر الذي يقف بين يدي مولاه، فيرفع يده إليه بالمسألة، فلا يري بينه وبين الله حسنة يستحق بها فيقول يا مولاي هب لي بلا شيء).
دعاء هذا العبد للرب القدير ـ سبحانه وتعالى ـ الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الحي القيوم الحنان المنان ذو الجلال والإكرام، له صفات الجمال والجلال والكمال الرحمن الرحيم أرحم الراحمين ـ سبحانه وتعالى ـ.
دعاء يظهر فيه أثر المعارف السابقة.
يقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: (الدعاء هو العبادة) أي أعظم ركن في العبادة الدعاء كقوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: (الحج عرفة) أي الركن الأعظم في الحج الوقوف بعرفة ومن فاته فاته الحج وكذلك من فاتته معاني الدعاء فاتته العبادة.
الدعاء بأن يوفقك الله تعالى إلى ما يحب ويرضى كما يحب ويرضى.
وأن يعيذك ـ سبحانه وتعالى ـ من كل قاطع يقطع عنه (الدنيا، النفس، الهوى، الناس، الشيطان) وأن يكون هو وحده ـ سبحانه وتعالى ـ همك.
وبالنسبةللصيام هنا بأن يعينك علي االصيام كما يحب ويرضي علي أحسن الوجوه وأكملها، وأن يوفقك كذلك لأعمال رمضان كما يحب ويرضي، وأن يثبتك بالدوام علي ذلك كما يحب ويرضي، وأن لا يكلك إلى نفسك الأمارة بالسوء وقدرتك الضعيفة الواهية وعقلك القاصر.
وارفع يدك بالدعاء ولا تحمل هم الإجابة
قال تعالى: ? وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ…?
¥