تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ففي المسند من حديث ثوبان قال: قال رسول الله صلي عليه وآله وسلم: {إن الرجل يحرم الرزق بالذنب يصيبه}.

وبالتوبة ترفع آثار الذنوب من القلوب وموجباتها من الحرمان وغيره من العقوبات المترتبة علي الذنوب، بل توجب فضل الله تعالى وبركاته وجوده وكرمه ومنته توفيقه ـ سبحانه وتعالى ـ.

كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ ? وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ? [هود/3]

وقال ـ سبحانه وتعالى ـ حاكيا عن نبيه هود عليه السلام ? وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ? [هود /52]

وقال ـ سبحانه وتعالى ـ حاكيا عن نبيه نوح عليه السلام ? فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا? [نوح/12:10]

4) بالذكر السرمدي

1 - حتى تكون في المعية الإلهية الخاصة:

يقول ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: (أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه. وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتوفيق.

كقوله تعالى ? إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُون َ? , ? إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ?، ? إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ??، ? إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ? وللذاكرين من هذه المعية نصيب وافر كما في الحديث الإلهي (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه).

[البخاري تعليقا، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وابن ماجه، وابن حبان، وفي المسند]

والمعية الحاصلة للذاكر معية لا يشبها شئ، وهي أخص من المعية الحاصلة للمحسن والمتقي، وهي معية لا تدركها العبارة ولا تنالها الصفة. [الوابل الصيب باختصار]

تخيل كم يكون فتح الله تعالى عليك وتوفيقه لك وأنت في المعية الإلهية الخاصة.

2 - وتستجلب بالذكر ذكر الله تعالى لك كما قال تعالى ? فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ?.

يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفي بها فضلا وشرفا

فتخيل كم يكون مقتضى ذكر الله تعالى من الفتح والنصر والقوة والمعونة والتوفيق.

3 - وبالذكر تستمد القوة القلبية والبد نية من الله تعالى حتى أنك لتفعل ما لا تتخيل أن تفعله بدونه ويجعلها قرة عين.

ففي حديث عبد الله بن بسر ـ رضي الله عنه ـ قال: جاء أعرابي قال: يا رسول الله {إن أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكلها، فأخبرني بما شئت أتشبث به، ولا تكثر علي فأنس. وفي رواية. إن شرائع الإسلام قد كثرت علي. وأنا قد كبرت. فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى}

[الترمذي، ابن ماجه، الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي]

يقول ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: فدله الناصح صلي الله عليه وآله وسلم علي شئ يعينه علي شرائع الإسلام والحرص عليها والاستكثار منها، فإنه إذا اتخذ ذكر الله تعالى شعاره أحبه وأحب ما يحب، فلا شئ أحب إليه من التقرب بشرائع الإسلام، فدله صلي الله عليه وآله وسلم علي ما يتمكن به من شرائع الإسلام وتسهل به عليه وهو ذكر الله تعالى

ً وقد علم النبي صلي الله عليه وآله وسلم ابنته فاطمة وعلياً ـ رضي الله تعالى عنهما ـ أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثاً وثلاثين ويحمدا ثلاثا وثلاثين ويكبرا أربعا وثلاثين لما سألته الخادم وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة، فعلمها ذلك وقال: {إنه خير لكما من خادم}. [البخاري7/ 3705]

فقيل إن من داوم علي ذلك وجد قوة في يومه مغنية عن خادم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير