وقال الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ عنه ما أحد أمس بيده مجبرة وقلما إلا وللشافعي في عنقه منه. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ـ رحمهما الله تعالى ـ: قلت لأبي: أي رجل كان الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال: يا بني! كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس فانظر أهل لهذين من خلف، أو عنهما من عوض؟ وقد توفي الإمام الشافعي ـ رحمه الله تعالى ـ سنة 204 هجرية.
سير أعلام النبلاء، الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام
هذا وقد خاتم الأمام الحافظ عبد العظيم المنذري ـ رحمه الله تعالى ـ كتابه العظيم الترغيب والترهيب بقوله: ستغفر الله سبحانه مما زل به اللسان أو داخله ذهول أو غلب عليه نسيان، فإن كل مصنف مع التؤدة، والتأني وإمعان النظر وطول الفكر قل أن ينفك عن شيء من ذلك.
وهو من هو؟ الأمام الحافظ الذي قال فيه الإمام الحافظ السيوطي ـ رحمه الله تعالىـ حين حججت شربت من زمزم على نية أن يجعلني الله في الحديث مثل الحافظ عبد العظيم المنذري المتوفي 656 هـ ـ رحمه الله تعالى ـ
فما بالك بنا نحن ونحن في عام 1425هـ؟ !!
نسأل الله تعالى العفو والعافية وحسن الخاتمة آمين آمين.
فإن قابلك أخي الحبيب شيء من الخلل أو النقص أو الخطأ فهو مقتضى الذنوب والعيوب وهذا ولابد لمن كان وصفه اللازم ظلوما جهولا ? يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِين?، ? وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ? وهو مني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه وحسبك كلمةً تفيدك في سيرك إلى الله تعالى وتدعو لنا بالعفو والمغفرة وترسل لنا ما تراه من النقص أو الخلل أو الخطأ لنتداركه فيما بعد إن شاء الله تعالى وجزاكم الله تعالى كل خير.
وما وجدت فيه أيها الأخ الكريم من فتح فهو من الرحمن الرحيم ـ سبحانه وتعالى ـ فهو وحده يستحق الحمد يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال لوجهك وعظيم سلطانك، يارب لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما شئت من شئ بعد، لك الحمد في الأولى والآخرة.
وما وجدت فيه أخي الحبيب من صواب فهو محض الجود والكرم والمنة والفضل من الجواد الكريم الحنان المنان، أرحم الراحمين ـ سبحانه وتعالى ـ فتري منة ربك عليك وإرادة تقريبك وحبه لك واختياره لك في سياقه الخير لك - العلم النافع وعلمك وفهمك وأهلك لمناجاته فتشكره ـ والشكر إقرار بالقلب كل الإقرار له بالفضل والمنة والجود والكرم والإحسان وثناء عليه سبحانه وتعالى بما هو أهله باللسان و المسارعة إلى العمل به والسعي في نشره بالنيات الصالحات
احذري يا نفسي من أن تدلي على الله بالظاهر و بالمقال وتصدي عنه بالقلب و بالحال وتأمري بالمعروف ولا تفعلينه واسمعي لقول الله تعالى: ? أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ?
ولقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ. * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ?.
واحذري أن تدخلي في حديث أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول: (يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقي في النار، قتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان مالك؟ ألم تك تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر؟ فيقول: بلي، كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهي عن المنكر وآتيه). [متفق عليه]
واعلمي إذا سُأل من لا يعلم فعن جهله يُسأل لم لم يتعلم، فأما أنت تسألين عن علمك بما عملت به.
فأي عذر لك وقد اختصك وعلمك وفهمك.
ولا تغتري بكثرة الأتباع، ولا بكثرة من يستفيد من كلامك وقد قال ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: (إن الله ينصر هذا الدين بمن لا خلاق له وفي رواية بالرجل الفاجر).
فاحذري أن يبدو لك يوم القيامة غير ما كنت تحتسبين ? وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ?
¥