بايعتكن " كلاماً
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني [قوله (قد بايعتكن) بينته بعد ذلك بقولها في آحر الحديث (فقد بايعتكن كلاما أي كلاما يكلمها به و لا يبايع بضرب اليد على اليد،كما كان يبايع الرجال)]
7 - عن عروة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله تعالى (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك إلى قوله – غفور رحيم) قال عروة: قالت عائشة فمن أقرّ بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بايعتك، كلاماً لا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما بايعهن إلا بقوله: قد بايعتك على ذلك
قال ابن حجر العسقلاني (قوله " قد بايعتك، كلاماً) أي يقول ذلك كلاماً قط، لا مصافحة باليد كما جرت العادة بمصافحة الرجال عند المبايعة. قوله (ولا والله) فيه القسم لتأكيد الخير).
8 - عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية (لا يشركن بالله شيئاً) قالت: وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها.
قال ابن حجر العسقلاني (قوله " قالت وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها " هذا القدر أفرده النسائي فأخرجه عن محمد بن يحيى عن عبد الرزاق بسند حديث الباب بلفظ لكن ما مسّ وقال: يد امرأة قط، وكذا أفرده مالك عن الزهري بلفظ ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم يده امرأة قط، إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته قال: اذهبي فقد بايعتك أخرجه مسلم، قال النووي: هذا الاستثناء منقطع وتقدير الكلام ما مس يد امرأة قط ولكن يأخذ عليها البيعة. هم يقول لها اذهبي).
9 - عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن بقول الله (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك… ألخ قالت عائشة: فمن أقر بها من المؤمنات فقد أقر بالمحنة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، اذا أقررن بذلك من قولهن، قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم " انطلقن فقد بايعتكن " لا والله! ما مست بد رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط، غير أنه يبايعهن بالكلام، قالت عائشة: والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء إلا ما أمره الله، ولا مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط وكان يقول لهن، إذا أخذ عليهن " قد بايعتكن " كلاماً.
قال القاضي ابن محمد عبد الحق الأندلسي {وقوله تعالى (فبايعهن) أمضى معهن صفقة الإيمان بأن يعطيهن ذلك من أنفسهن ويعطيهن عليه الجنة، واختلفت هيئات مبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بعد الإجماع على أنه لم تمس يده يد امرأة أجنبية قط}.
قالت أميمة بنت رقيقة " ولم يصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم منا امرأة ".
10 - عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (كان المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن بقول اله تعالى {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين} الى آخر الآية، قالت عائشة فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقن فقد بايعتكن، ولا والله ما مسَّت بد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه بايعهن بالكلام. قالت عائشة: والله ما أخذ رسول الله كف امرأة قط، وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن، قد بايعتكن كلاماً).
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله [اعلم أنه لا يجوز للرجل الأجنبي أن يصافح امرأة أجنبية منه ولا أن يمس شيء من بدنه شيئاً من بدنها والدليل على ذلك أمور:
الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال " إني لا أصافح النساء " والله تعالى يقول {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} فيلزمنا أن لا نصافح النساء إقتداء به صلى الله عليه وسلم.
¥