تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخبرنا أبو عمران موسى بن الحنظلي الحافظ بهمذان حدثنا محمد بن إسحاق القاضي بالدينور سمعت سمعت أبا بكر الأثرم يقول: رأى أحمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء في زاوية وهو يكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس فإذا اطّلع عليه إنسان كتمه، فقال له أحمد: تكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس وتعلم أنها موضوعة فلو قال لك قائل: أنت تتكلم في أبان ثم تكتب حديثه على الوجه. فقال: رحمك الله يا أبا عبدالله أكتُبُ هذه الصحيفة عن عبدالرزاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلّها وأعلم أنها موضوعة حتى لا يجيء بعده إنسان فيجعل بدل أبان ٍ ثابتاً ويرويها عن معمر عن ثابت عن أنس فأقول له كذبت إنما هي عن معمر عن أبان عن ثابت.

حدثنا دعلج بن أحمد ببغداد حدثنا أحمد بن علي ألأبار قال: قال يحيى بن معين كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور وأخرجنا به خبزا ناضجا.

قال الحاكم رحمه الله وأهل الحجاز والعراق والشام يشهدون لأهل خراسان بالتقدم في معرفة الصحيح لسبق الإمامين البخاري وأبي الحسين وتفردهما بهذا النوع من العلم جزاهما الله عن الاسلام خيرا.

وقد صنفت على كتاب كل واحد منهما كتابا وعرّفت شرط كل واحد منهما في الصحيح والسقيم مما اتفقا عليه واختلفا فيه وأنا مبين من ذلك ما فيه البلغة.

ذكر معرفة الصحيح

قال الحاكم رحمه الله: والصحيح من الحديث منقسم على عشرة أقسام خمسة منها متفق عليها وخمسة مختلف فيها:

(فالقسم الاول من المتفق عليها)

اختيار البخاري ومسلم وهو الدرجة الأولى من الصحيح، ومثله الحديث الذي يرويه الصحابي المشهور بالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وله راويان ثقتان، ثم يرويه التابعي المشهور بالرواية عن الصحابة وله راويان ثقتان، ثم يرويه عن أتباع التابعين الحافظ المتقن المشهور وله رواة من الطبقة الرابعة ثم يكون شيخ البخاري أو مسلم حافظا مشهورا بالعدالة في روايته فهذه الدرجة الأولي من الصحيح.

والأحاديث المروية على هذه الشريطة لا يبلغ عددها عشرة آلاف حديث

وقد أراد مسلم بن الحجاج أن يخرج الصحيح على ثلاثة أقسام في الرواة فلما فرغ من هذا القسم الاول ادركته المنية وهو في حد الكهولة رحمه الله فكيف يجوز أن يقال إن حديثه لا يبلغ عشرة آلاف حديث.

وقد روى عنه صلى الله عليه وسلم من الصحابة أربعة آلاف رجل وامرأة صحبوه نيفا وعشرين سنة بمكة قبل الهجرة ثم بالمدينة بعد الهجرة حفظوا عنه أقواله وأفعاله ونومه ويقضته وحركاته وسكونه وقيامه وقعوده واجتهاده وعبادته وسيرته وسراياه ومغازيه ومزاحه وزجره وخطبته وأكله وشربه ومشيه وسكوته وملاعبته أهله وتأديبه فرسه وكتبه إلى المسلمين والمشركين وعهوده ومواثيقه والحاظه وأنفاسه وصفاته، هذا سوى ما حفظوا عنه من أحكام الشريعة وما سألوا عن العبادات والحلال والحرام وتحاكموا فيه إليه.

وقد نقل إلينا أنه صلى الله عليه وسلم كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص، وأنه صلى الله عليه وسلم مشى عن زميل له، وأنه صلى الله عليه وسلم مازح صبيا فقال: يا أبا عمير ما فعل النغير، ومازح عجوزا فقال: إن الجنة لا يدخلها عجوز، وأنه صلى الله عليه وسلم (كان) يرفع الحسن بن على رضي الله عنه برجليه فيقول: خزّقة ترقّ عين بقة، وأنه صلى الله عليه وسلم يغط إذا نام، وأنه صلى الله عليه وسلم شرب وهو قائم، وأنه صلى الله عليه وسلم بال قائما من جرح بمأبضه في أخبار كثيرة من هذا النوع يطول شرحه.

وهؤلاء الصحابة الراوون في الصفوف أو تبدوا ولم يظهر له رواية ولا حديث وأنه صلى الله عليه وسلم وقف عام الفتح بمكة وبين يديه خمسة عشر ألف عنان.

وقد كان من الحفاظ من حفظ خمسمائة ألف حديث

سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الرازي سمعت أبا عبدالله محمد بن مسلم ابن وارة يقول: كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور فقال رجل من أهل العراق سمعت أحمد بن حنبل صح من الحديث سبعمائة ألف حديث.

سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكى سمعت محمد بن إسحاق بن راهوية يملي سبعين ألف حديث حفظا.

سمعت أب بكر بن أبي دارم: كتبت بأصابعي عن أبي جعفر الحضرمي مطين مائة ألف حديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير