تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخبرني أبو علي الحافظ حدثنا محمد بن علي البيرومي حدثنا سليمان بن عبد الحميد النهراني حدثنا محمد بن صالح حدثنا إسماعيل بن عياش قال: كنت في العراق فأتاني أهل الحديث فقالوا: ههنا رجل يحدث عن خالد بن معدان فأتيته فقلت له: أي سنة كتبت عن خالد بن معدان؟ فقال: سنة ثلاث عشرة يعني ومائة، فقلت أنت تزعم أنك سمعت من خالد بن معدان بعد موته بسبع سنين قال إسماعيل مات خالد سنة ست ومائة.

سمعت أبا علي الحافظ يقول: لما حدَّث عبد الله بن إسحاق الكرماني عن محمد بن أبي يعقوب أتيته فسألته عن مولده فذكر أنه ولد سنة إحدى وخمسين ومائتين فقلت له مات محمد بن يعقوب الكرماني قبل أن تولد بتسع سنين فاعلمه.

قال الحاكم: ولما قدم علينا أبو جعفر محمد بن حاتم الكشي وحدث عن عبد بن حميد سألته عن مولده فذكر أنه ولد بسنة ستين ومائتين، فقلت لأصحابنا سمع هذا الشيخ من عبد بن حميد بعد موته بثلاث عشرة سنة.

وهذا النوع من المجروحين فيهم كثرة ولقد لقيت أنا في رحلتي منهم جماعة ظهرت أحوالهم.

(والطبقة الرابعة من المجروحين)

قوم عمدوا إلى أحاديث صحيحة عن الصحابة رفعوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

كأبي حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الشفق الحمرة، وهو في الموطأ عن نافع عن ابن عمر قوله.

ويحيى بن سلام البصري روى عن مالك عن وهب بن كيسان عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج إلا خلف الإمام، وهو في الموطأ لملك عن وهب بن كيسان عن جابر قوله.

وأشباه هذا كثيرة فيستشهد بهذا على سائر الروايات.

(والطبقة الخامسة من المجروحين)

قوم عمدوا إلى أحاديث مروية عن التابعين أرسلوها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فزادوا فيها رجلا من الصحابة فوصلوها

مثل إبراهيم بن محمد المقدسي روى عن الفريابي عن الثوري عن الأعمش عن أبي ظبيان عن سلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس شيء خير من ألف مثله إلا الإنسان، والحديث في كتاب الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا، وعلى هذا النوع جماعة يستشهد به على الجملة.

(والطبقة السادسة من المجروحين)

قوم الغالب عليهم العبادة والصلاح ولم يتفرغوا إلى ضبط الحديث وحفظه والإتقان فيه واستخفوا بالرواية وظهرت أحوالهم.

سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب سمعت أبا العباس محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: قال لي هشام بن يوسف جاءني مطرف بن مازن فقال: أعطني حديث ابن جريج ومعمر حتى أسمعه منك فأعطيته فكتبه عني ثم جعل يحدث بها عن معمر نفسه وعن ابن جريج قال هشام: أنظر في حديثه فهو مثل حديثي سواء، فأمرت رجلا فجاءني بأحاديث مطرف بن مازن فعارضت بها فإذا هي مثلها سواء فعلمت أنه كذاب.

سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس العصمي يقول: لما ورد محمد المنكدري هراة نزل قصر جدنا محمد بن عصم فورد على إثره أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الأرزاني الحافظ فروى المنكدري أحاديث حدث بها الأرزاني عن رجل عن شيوخ المنكدري فصعدت في القصر يوما من الأيام (فوجدت) بين يدي المنكدري حديث الأرزاني وهو يتتبع تلك الأحاديث وينقلها إلى درج في يده.

(والطبقة الثامنة من المجروحين)

قوم سمعوا منا كتبا مصنفة من شيوخ أدركوهم ولم ينسخوا سماعاتهم عند السماع وتهاونوا بها إلى أن طعنوا في السن وسُئلوا الحديث فحملهم الجهل والشرة على أن حدثوا بتلك الكتب من كتب مشتراة ليس لهم فيها سماع ولا بلاغ وهو يتوهمون أنهم في روايتهم صادقون

وهذا النوع مما كثر في الناس وتعاطاه قوم من أكابر العلماء والمعروفين بالصلاح وكل من طلبه في زماننا عاينه.

(والطبقة التاسعة من المجروحين)

قوم ليس الحديث من صناعتهم ولا يرجعون إلى نوع من الأنواع العشرة التي يحتاج المحدث إلى معرفتها ولا يحفظون حديثهم يجيئهم طالب العلم فيقرأ عليهم ما ليس من حديثهم فيجيبون ويقرون بذلك وهم لا يدرون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير