[الكافية الشافية]
ـ[المغناوي]ــــــــ[14 - 04 - 05, 12:55 ص]ـ
[الكافية الشافية]
في الانتصار للفرقة الناجية
(نونية ابن القيم)
للإمام محمد بن أبي بكر ابن قَيِّم الجوزية (751)
قرأ النص وضبطه
وقابل بين نُسخه المخطوطة
حسن بن علي بن أحمد البار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد:
فإن كتب العلامة شمس الدين ابن قيم الجوزية – رحمه الله – تعد من الكتب العظيمة التي يتسابق طلاب العلم، والعلماء إلى اقتنائها والإفادة منها؛ لما فيها من دقيق النظر في نصوص الكتاب والسنة، وحسن الاستنباط، وبراعة التناول لما يعالجه فيها من القضايا.
وتأتي النونية لتحتل منها مكانة متميزة إذ إنها عمل ضخم عظيم من أعمال هذا العالم الجهبذ، وقد حشاها علماً، وضمّنها من المسائل والفوائد، ومن الانتصار لأهل السنة والحديث، ودقيق وجوه الرد على المبتدعة ما لم يرد مثله في كثير من كتب العقيدة مع جمال في الأسلوب، وقوة في التعبير مع ما للشعر من وقعٍ حسن في نفوس مستمعيه؛ كل ذلك وغيره من مزاياها جعل لها ذكراً وصيتا بين العلماء وطلبة العلم فمنهم المُكِبُّ على دراستها وتأمُّلها، ومنهم من يتحفَّظُها، ومنهم من يترنم بأبيات حفظها من هذه النونية ويكررها في دروسه وكتاباته وهكذا، وحسبك من ذلك أن الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي كان قد قرأها كاملة على مؤلفها العلامة ابن القيم رحمهما الله.
وعلى ما لهذه النونية من المنزلة إلا أنها لم تلق إلى الآن من الخدمة ما يليق بمكانتها من جهة شرحها الشرح الوافي الذي يُخلي ساحة أهل السنة والحديث من حقها عليهم، ومع أن الشيخين أحمد ابن عيسى ومحمد خليل هراس قد قاما ببعض الواجب في ذلك إلا أن الحاجة لا زالت قائمة إلى شرح يوفيها حقها، ويوضح إشكالاتها، ويفك معضلاتها. و من جهة أخرى لم تلق النونية كذلك ما يوفيها حقها من جهة إخراجها الإخراج اللائق بكتاب له مثل هذه الأهمية.
ومن هنا جاءتني دعوة كريمة من الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف المشرف على موقع الدرر السنية على شبكة الانترنت لضبط هذا النظم بالشكل وتصحيح طباعته وذلك لرغبته في إخراج النونية ضمن ما ينشر في موقعه من كتب نافعة مفيدة. ثم تطوّر الأمر بأن طلبتُ منه صورة للمخطوط فوافاني مشكوراً بصورتين لمخطوطين قديمين قريبي العهد من حياة المؤلف رحمه الله. فبذلت وسعي في قراءة النص وتفهّمه ومن ثم ضبطه بالشكل، وبعد الفراغ من هذه العملية قمت بمقابلة المطبوع بالمخطوطين المنوه بهما. وهذان المخطوطان هما:
أ- نسخة مصورة من مخطوطة محفوظة في (برلين) و صورتها في مكتبة جامعة الإمام برقم (7087) جاء على طرتها: ((هذا كتاب الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية تصنيف العلامة العمدة الفهّامة فريد عصره ووحيد دهره شمس الدين محمد ابن القيم الحنبلي رحمه الله تعالى)). ويقع هذا المخطوط في 166 لوحة. جاء في آخرها: ((تمَّت الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية علقها لنفسه إسماعيل بن حاجي عفا الله عنه بمنِّه وكرمهِ. وكان الفراغ في مستهل ذي القعدة من سنة سبعين وسبعمائة. والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلّم تسليما)). وجاء في آخرها الأبيات التالية في مدح ابن القيم والثناء عليه وعلى دعوته:
يا أيها الطالب سُبْلَ الهُدى إني لمن رام الهدى ناصحُ
لا ينفع المرء لدى عوده إلا التقى والعملُ الصالحُ
وَهْديُ خَيرِ المرسلين الهُدى وتاجرُ الأجر هو الرابحُ
وقد أتى بهديه مهتدياً بحزبه من جدُّه مانحُ
شمسُ الهدى والدينِ خيرُ التُّقى القيِّمُ ابنُ القيِّمِ السابحُ
لا زال في أعلى العُلا سالماً من كل شَيْنٍ شانهُ فاضِحُ
فانتهز الفرصةَ منه فما جاء به غادٍ ولا رائح
أولئك القومُ لهم دعوةٌ من النبيِّ نورُها لائح
قد جددوا الدين وهم زمـ رةُ الحق فلا يغرركُمُ نابح
وعهدة النصح أزَلْنا فلا يُطالِبَنْ يوماً بها طامِح
وابنُ المغيثيِّ خديم الهُدى ها نصحه لذي الحِجى واضح
¥