تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإن مما قوّى عزيمتي على الاستمرار في العمل -مع احتفافه بالمخاطر وكونه مظنة وقوع الخطأ - أن الكثير من كبار المحققين قد رُوجِعوا في كثيرٍ مما أثبتوه في كُتبِ الأئمة الأعلام التي حققوها فصارت هذه الكتب بعد النصح والمراجعة أقرب إلى الصورة الكاملة التي كتبها عليها مؤلفوها، وإن أردت الأمثلة على ذلك فلن تعوزك في كتب علي جواد الطاهر، وعبدالسلام هارون، وهلال ناجي، والكثير من مقالات حمد الجاسر في مجلة العرب وغير ذلك كثير. وبالتالي فالعبرة بكثرة صواب الإنسان مقابل خطئه، وليس في مقدور البشر –ولو حرصوا – ألا يخطئوا؛ فإن الخطأ من الطباع الملازمة للبشر التي لا تنفك عنهم.

ولي عزاء –أيضا- في أن هذه النشرة الإلكترونية للكتاب يمكن تداولها وتصحيحها واستبدالها بأخرى بأيسر طريق؛ ولذا فإني طامع في أن أجد من إخواني طلبة العلم، ومن المعنيين بهذا الشأن، ما يعينني على إصلاح ما ندَّ عني أو ما توهمّتُه فبان على خلاف ما ذهب وهلي إليه وإني شاكر لمن أحسن إليّ بشيء من ذلك إما على بريدي الإليكتروني أو على بريد الموقع حتى نصل بالكتاب إلى أكمل الصور الممكنة إن شاء الله.

والحمد لله رب العالمين.

حسن بن علي البار

[email protected]

الظهران

في: 22/ 9/1424

ملاحظة: سيتم نشر النظم في موقع الدرر السنية - إن شاء الله - على هيئة مجموعات، كل مجموعة منها تحوي قرابة ألف بيت من النونية، وقد فضلت أن أرجيء كافة التعليقات والفروق بين النسخ إلى النشرة الأخيرة التامة بعد انتهاء العمل بتمامه، والله ولي التوفيق.

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله الذي شهدت بربوبيته جميع مخلوقاته، وأَقرت له بالعبودية جميع مصنوعاته، وَأَدَّت له الشهادةَ جميعُ الكائنات أنه الله الذي لا إله إلا هو بما أودعها من لطيف صُنعه وبديع آياته، وسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وَزِنَة عرشه ومداد كلماته، ولا إله إلا الله الأحد الصمد الذي لا شريك له في ربوبيته، ولا شبيه له في أفعاله ولا صفاته ولا في ذاته، والله أكبر عدد ما أَحاط به علمه وجرى به قلمُه ونفذ فيه حكمه من جميع برياته، ولا حول ولا قوة إلا بالله تَفْويضَ عبدٍ لا يملكُ لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، بل هو بالله وإلى الله في مَبادئ أَمره ونهاياته.

وأَشهد أَن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا صاحبة ولا ولد له، ولا كُفء له، الذي هو كما أَثنى على نفسه وفوق ما يُثنى عليه أَحد من جميع برياته.

وأشهد أَن محمداً عبدُه ورسولُه، وأَمينُه على وحيه، وَخِيرتُه من بريتهِ، وسفيره بينه وبين عباده، وحجتُه على خلقه، أَرسله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً. أَرسله على حين فترة من الرسل، وَطُموسٍ من السبل، ودُروسٍ من الكتب، والكفرُ قد اضْطَرمت نارُه، وتطايرت في الآفاق شرارُه، وقد استوجب أَهل الأرض أَن يحل بهم العقاب، وقد نظر الجبار تبارك وتعالى إليهم فَمَقَتَهُم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أَهل الكتاب، وقد استند كل قوم إلى ظُلَم آرائهم، وحَكموا على الله سبحانه وتعالى بمقالاتهم الباطلة وأَهوائهم؛ وليل الكفر مُدلَهِمٌّ ظلامُه، شديدٌ قَتَامُه؛ وسَبيلُ الحق عافية آثاره مطموسة أعلامه. فَفَلَقَ الله سبحانه بمحمد صلى الله عليه وسلم صُبْح الإيمان فأضاء حتى ملأ الآفاق نُوراً، وأَطلع به شمس الرسالة في حَنادِس الظُّلَم سراجاً منيراً؛ فهدى الله به من الضلالة، وعَلَّم به من الجهالة، وبصرَّ به من العمى، وأَرشد به من الغي، وكَثَّر به بعد القلة، وأَعزَّ به بعد الذلة، وأغنى به بعد العَيْلَة، واستنقذ به من الهلكة، وفتح به أَعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً؛ فَبلَّغ الرسالة، وَأَدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وعَبَدَ اللهَ حتى أتاه اليقين من ربه. وشرح الله له صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل الذِّلةَ والصغارَ على من خالفَ أَمره. وأقسم بحياته في كتابه المبين، وقرن اسمه باسمه فَإِذا ذُكِرَ ذكر معه كما في الخطب والتشهد والتأذين، فلا يصح لأحد خُطْبة ولا تشهد ولا أذان ولا صلاة حتى يشهد أَنه عبده ورسوله شهادة اليقين، فصلى الله وملائكتُه وأنبياؤُه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير