تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

23 وَأتَتْ على وَادِي الأرَاكِ - وَلَمْ يَكُنْ

قَصْداً لَها - فَأْلاً بِأنْ سَتَراني،

24 وَأتَتْ على عَرفَاتِ ثُمَّ مُحَسِّرٍ

وَمِنىً فَكَمْ نَحَرَتْه من قُربَانِ،

25 وَأتَتْ عَلى الجَمَراتِ ثُمَّ تَيمَّمَتْ

ذاتَ السُّتُورِ وَرَبَّةَ الأرْكَانِ

26 هذَا وما طَافَت ولا اسْتَلمتْ ولا

رَمَتِ الجمارَ ولا سَعتْ لِقِرَانِ،

27 وَرَقَتْ على أعلَى الصَّفا فَتَيمَّمَت

دَاراً هنالِكَ لِلْمُحِبِّ العَانيِ

28 أتَرَى الدَّلِيلَ أعَارَهَا أثْوَابَهُ

وَالرِّيحَ أعطَتْها مِنَ الخَفَقَانِ؟! ِ

29 واللهِ لَوْ أنَّ الدَّلِيلَ مَكَانَها

ما كانَ ذلِك مِنهُ فيِ إمْكَانِ

30 هَذا وَلو سَارَتْ مَسِيرَ الريحِ مَا

وصَلَتْ بِه لَيْلاً إلى نَعْمَانِ

31 سَارَت وكانَ دليلُها فيِ سَيْرِها

سَعْدَ السُّعُودِ وَلَيْسَ بالدَّبَرَانِ

32 وَرَدَتْ جِفَارَ الدَّمْعِ وَهْيَ غَزِيرَةٌ

فَلِذَاك مَا احْتاجَتْ وُرُودَ الضَّانِ

33 وَعَلتْ عَلى مَتْنِ الهَوَى وتزوَّدَت

ذِكرَ الحبيبِ وَوَصْلَهُ المتَدانِي

34 وَعَدَتْ بِزَوْرَتِها فَأوفَتْ بِالذي

وعَدَتْ وَكَانَ بمُلْتَقَى الأجفَانِ

35 لَمْ تَفْجَأِ المُشَتَاقَ إلا وَهْي دا

خِلةَ السُّتُورِ بِغَيرِ مَا اسْتِئْذَانِ

36 قَالَتْ وَقَدْ كَشَفَتْ نِقَابَ الحُسْن: ما

بالصَّبرِ لي عَنْ أنْ أرَاكَ يَدانِ

37 وَتَحدَّثَت عِندِي حَديثاً خِلتُه

صِدْقاً، وَقَدْ كَذَبَتْ بِه العينَانِ

38 فَعجبْتُ مِنْهُ وقُلتُ من فَرحِي بِه

طَمَعاً ولكنَّ المَنَامَ دَهَانيِ:

39 إنْ كُنْتِ كَاذبَةَ الذي حَدَّثْتنِي

فَعلَيْكِ إِثْم الكَاذِبِ الفَتَّانِ

40 جَهْمِ بنِِ صفوانٍٍ وشِيعَتِهِ الأُلَى

جَحَدُوا صِفَاتِ الخالِقِ الديَّانِ

41 بل عَطَّلوا مِنْهُ السَّمواتِ العُلَى

والعَرْشَ أخْلَوهُ مِنَ الرحْمن

42 ونَفَوْا كَلامَ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ

وَقَضَوْا لَهُ بالخَلْقِ والحَدَثَانِ

43 قَالوا: ((وليس لِرَبِّنَا سَمْعٌ وَ لاَ

بَصَرٌ وَلاَ وَجْهٌ، فَكَيْفَ يدانِ؟

44 وكذاك لَيْسَ لربّنَا مِنْ قُدرةٍ

وَإرَادَةٍ أوْ رحْمَةٍ وَحَنَانِ

45 كلاَّ ولا وَصفٌ يقومُ به سِوَى

ذَاتٍ مُجَرَّدَةٍ بِغَيرِ مَعَان

46 وحياتُهُ هِيَ نفسُه، وكَلاََمُه

هوَ غيرُهُ)) فاعْجَبْ لِذا البُهتَانِ!

47 وَكَذاكَ قَالُوا: ((مَا لَهُ مِنْ خَلْقِه

أحَدٌ يَكُونُ خَليِلَهُ النَّفْسَانِي

48 وَخَليلُهُ المُحتَاجُ)) (عِنْدهُمُ) وفي

ذَا الوصْفِ يدخُلُ عابدُو الأوثانِ

49 فَالْكُلُّ مُفْتَقِرٌ إليه لذاتِه

في أسْرِ قَبضتِهِ ذَليلٌ عَانِي

50 وَلأجلِ ذا ضَحَّى بجعْدٍ خالدُ الـ

ـقَسْرِىُّ يَومَ ذَبائحِ القُرْبَانِ

51 إذْ قَالَ: إبْرَاهِيمُ ليسَ خَليلَهُ

كلا ولا مُوسى الكليمَ الداني

52 شكَرَ الضَّحِيَّةَ كُلُّ صاحِبِ سُنَّةٍ

للهِ درُّكَ مِنْ أخِي قُرْبَانِ

فَصْلٌ

بَلْ فعْلُهُ كَتَحرُّكِ الرَّجَفَانِ

وَالعبْدُ عندهُمُ: فَلَيْسَ بِفَاعلٍ

53

وتحرُّكِ الأشْجَارِ للمَيَلاََنِ،

وهبُوبِ ريحٍ أوْ تحرُّكِ نائمٍ

54

أفْعالِه حَرَّ الحَمِيمِ الآنِي!!

واللهُ يُصْليهِ على مَا لَيْس مِنْ

55

فيهِ - تعالَى اللهُ ذُو الإحسَانِ -!!

لَكِنْ يُعاقِبُهُ عَلى أفعَالِهِ

56

أنى يُنزَّهُ عَنْهُ ذُو السُّلطَانِ!

والظُّلمُ عِنَدَهُمُ: المحالُ لذاتِهِ.

57

هَذا بِمَعْقولٍ لِذِي الأذْهَانِ

ويكونُ مَدْحاً ذَلِكَ التنزيهُ!! ما

58

فَصْلٌ

هي غَايَةٌ للأمْرِ والإتْقَانِ

وَكَذاكَ قالُوا: ((مَاله مِنْ حِكمَةٍ

59

مِثْلاً على مِثْلٍ بِلاَ رُجْحَانِ

ما ثَمَّ غيرُ مَشيئةٍ قد رَجَّحَتْ

60

بَلْ ذَاتُه أوْ فِعْلُهُ قَوْلاَنِ،

هَذا وَمَا تِلْكَ المَشِيئةُ وَصْفُهُ

61

ـلُوقاً لَهُ مِنْ جُمْلَةِ الأكْوَانِ))

وكلامُهُ مُذْ كَانَ غَيراً كَانَ مَخْـ

62

خلاَّقُهُمْ هُوَ مُنْتهَى الإِيمَانِ

قَالُوا: ((وإقْرَارُ العِبَادِ بِأنَّه

63

كالمِشْطِ عِنْدَ تَماثُلِ الأسْنَانِ)).

والناسُ في الإيمانِ شيٌ واحدٌ

64

وَالاهُمُ مِنْ عَابِدِي الأوثَانِ

فاسْألْ أبا جَهلٍ وشيعتَهُ وَمَنْ

65

-عَبَدَ المَسِيحَ- مُقَبِّلِ الصُّلبَانِ

وسَلِ اليهُودَ وكُلَّ أقْلَفَ مُشرِكٍ

66

أعْدَاءَ نُوحٍ أُمَّةَ الطُّوفَانِ

وَاسْألْ ثَمُودَ وعادَ بل سَلْ قَبلَهُم

67

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير