خلاَّقَ أمْ أصْبَحْتَ ذَا نُكْرَانِ؟
واسألْ أبَا الجنِّ اللعينَ: أتعرفُ الـ
68
لُوطِيَّةً همُ ناكِحُو الذُّكْرَانِ
وَاسألْ شِرارَ الخلقِ أعني أُمةً
69
فِرْعَونَ مَعْ قَارُونَ مَعْ هَامَانِ
وَاسأل كَذَاكَ إمَامَ كُلِّ مُعطِّلٍ
70
بِّ العظيمِ مكوِّنِ الأكْوانِ؟
هل كانَ فيهِمْ مُنكِرٌ للخالِقِ الرَّ
71
هُمْ عندَ جَهْمٍ كَامِلو الإِيمانِ
فَلْيُبْشرُوا ما فيهِمُ مِنْ كافِرٍ
72
فَصْلٌ
والفِعْلَ مُمتنِعٌ بلا إمكَانِ
وَقَضَى: ((بِأنَّ اللهَ كَانَ مُعطَّلاً
73
مِنْ غَيْرِ أمْرٍ قَامَ بالدَّيَّانِ))
ثُمَّ اسْتَحالَ وَصَارَ مَقْدُوراً لَهُ
74
قبْلَ الحُدوثِ وَبَعْدَهُ سِيَّانِ
بَلْ حَالُهُ سُبْحَانَه في ذَاتِه
75
جَنَّاتِ عَدْنٍ بَلْ هُمَا عَدَمَانِ
وَقَضَى: ((بأنَّ النَّارَ لَمْ تُخْلَقْ ولا
76
فَهُمَا عَلى الأوْقَاتِ فَانِيَتَانِ)).
فَإذا هُمَا خُلِقَا ليومِ مَعَادِنَا
77
فَأتى بِضُحْكَةِ جَاهِلٍ مَجَّانِ؛
وتَلَطَّفَ العَلاّفُ مِنْ أتَباعه
78
في الذَّاتِ)) وَاعجَباً لِذَا الهذَيانِ!!
قالَ: ((الفَنَاءُ يكونُ في الحركَاتِ لا
79
وجَحيمِهِمْ كحِجَارَةِ البُنْيَانِ؟!
أيَصيرُ أهلُ الخُلدِ في جَنَّاتهمْ
80
عِنْدَ انقضاء ِتحرُّكِ الحَيَوانِ؟!
ما حَالُ مَنْ قَدْ كَانَ يَغْشَى أهْلَه
81
هُ أكْلَةً مِنْ صَحْفَةٍ وخِوَانِ
وكذاكَ مَا حَالُ الذي رَفَعَتْ يدَا
82
لِلْفَمِّ عِنْدَ تفتُّح الأسْنَانِ؟!
فَتَنَاهَتِ الحركَاتُ قَبْلَ وصوِلها
83
مِنْهُ إلى قِنوٍ مِنْ القِنْوانِ
وكذاكَ مَا حَالُ الذِي امتدَّتْ يَدٌ
84
يَبْقَى كَذلِكَ سَائِرَ الأزْمَاَنِ؟!
فَتنَاهَتِ الحَركَاتُ قَبْلَ الأخْذِ هَلْ
85
واللهِ قَدْ مُسِخَتْ على الأبْدَانِ
تَبّاً لَهاتِيكَ العُقُولِ فَإنها
86
آثارِ والأخْبَارِ والقُرآنِ
تَبّاً لمِنْ أضْحَى يُقَدِّمُهَا على الْـ
87
فَصْلٌ
عَدَماً ويقْلِبُه وُجُوداً ثَانِي.
وَقَضَى: ((بِأنَّ الله يَجْعَلُ خَلقَهُ
88
أمْلاكُ والأفْلاكُ والقَمَرَانِ
العَرْشُ والكُرسِيُّ والأرواحُ والـ
89
أكوَانِ مِنْ عَرَضٍ وَمِنْ جُثمَانِ
والأرضُ والبَحرُ المحيطُ وسائرُ الـ
90
يَبْقَى لَهُ أثَرٌ كَظِلٍّ فَانِي
كُلٌ سَيُفْنِيهِ الفنَاءَ المَحْضَ لا
91
مَحْضَ الوجودِ إعَادَةً بِزَمَانِ))
ويُعِيدُ ذَا المَعدُومَ أيْضاً ثانياً
92
جَهْمٍ وقدْ نَسَبُوه للقرآنِ.
هَذا المعادُ وذَلِكَ المَبْدَا لَدَى
93
قَالُوا مَقَالتَه إلى الكُفْرَانِ
هَذا الذِي قَادَ ابنَ سينَا والأُلَى
94
أنَّ الرَّسُولَ عَنَاهُ بالإِيمانِ.
لَمْ تَقْبَلِ الأذْهانُ ذَا وتوهَّمُوا
95
أو عَبدُهُ المبْعُوث بالبُرهَانِ
هَذا كِتابُ اللهِ أنَّى قَالَ ذَا
96
لَهمُ عَلى الإِيمانِ والإِحْسَانِ؟
أو صَحْبُه مِنْ بعدِه أو تَابِعٌ
97
حقًّا مُغَيِّرُ هَذه الأكْوَانِ
بَلْ صَرَّحَ الوحْيُ المبينُ بأنهُ
98
والأرضَ أيْضاً ذَانِ تَبْديلانِ
فَيُبَدِّلُ اللهُ السَّمواتِ العُلَى
99
ــيرانِ عِندَ النُّضْجِ مِنْ نِيرَانِ،
وهَما كَتَبديلِ الجُلودِ لِسَاكِني النِّـ
100
بِيدَيْهِ، مَا العَدَمَانِ مقبوضَانِ!
وكَذَاكَ يَقْبِضُ أرضَهُ وَسَمَاءَهُ
101
أخبَارَها في الحَشْرِ للرَّحمنِ
وتُحدِّثُ الأرْضُ التي كُنَّا بِهَا
102
مِنْ فَوقِهَا قَدْ أحْدَثَ الثَّقَلاَنِ
وتَظَلُّ تَشْهَدُ - وَهْيَ عَدْلٌ - بِالذِي
103
(لاشيءَ)؟! هذا لَيْسَ في الإِمكَانِ
أفيشْهَدُ العَدَمُ الذِي هُوَ كاسْمِهِ
104
ــهَدُ ثم تُبْدَل وَهْي ذَاتُ كِيانِ،
لَكِنْ تُسَوَّى ثُمَّ تُبْسَطُ ثُمَّ تَشْـ
105
مِن غيرِ أوْدِيَةٍ ولا كُثْبَانِ،
وتُمَدُّ أيضا مِثلَ مَدِّ أدِيمِنَا
106
كَالأُسْطُوَانِ نَفائِسَ الأثْمَانِ
وَتقيءُ يَومَ العَرْضِ ذا أكَبادِهَا
107
مَا لاِمْرىءٍ بِالأخْذِ مِنْه يَدَانِ،
كُلٌ يَرَاهُ بِعَينْهِ وعِيَانِهِ
108
فَتَعُودُ مِثْلَ الرَّمْلِ ذِي الكُثْبَانِ
وَكَذَا الجبالُ تُفَتُّ فَتّاً مُحْكَماً
109
وصِبَاغُهُ مِنْ سائِرِ الألْوَانِ،
وتَكُونُ كالعِهْنِ الَّذِي ألْوانُه
110
مِثْلَ الهَبَاءِ لِناظِر الإِنْسَانِ،
وتُبَسُّ بَسَّاً مِثْلَ ذَاكَ فَتنثَني
111
قَدْ فُجِّرَت تَفْجِيرَ ذِي سُلطَانِ،
وَكَذا البِحَارُ فَإنَّهَا مسْجورَةٌ
112
¥