وَكَذا عَلَى الطَّاعَاتِ أيضاْ قَدْ غَدَتْ
157
قَدْ كُلِّفتْ بالحَمْلِ والطَّيَرانِ
وَالعَبْدُ في التَّحْقيقِ شِبْهُ نَعَامَةٍ
158
هَذَا ولَيسَ لَهَا بِذَاكَ يَدَان))
إذْ كَانَ صُورَتُها تَدُلُّ عَلَيهمَا
159
وكذَاكَ ما فعلُوهُ مِنْ عِصْيَانِ
فَلِذَاكَ قَالَ بأنَّ ((طَاعَاتِ الوَرَى
160
فَيصِحُّ عَنْهُمْ عِنْدَ ذَا نَفيَانِ
هِىَ عَيْنُ فِعْلِ الرَّبِّ لا أفْعَالُهُم))
161
وصُدورِهَا مِنْهُمْ بِنَفْيٍ ثَانِي
نَفْيٌ لِقُدرتِهِم عَلَيْهَا أوَّلاً
162
زَكَّوا ولا ذَبَحُوا مِنَ القُرْبَانِ
فَيُقالُ: ما صَامُوا ولاَ صَلَّوا وَلاَ
163
سَرَقُوا ولا فِيِهمْ غَوِيٌّ زانِي
وَكَذاكَ مَا شَرِبُوا ومَا قَتَلوُا ومَا
164
بالكُفْر والإسلاَمِ والإِيمَانِ
وَكذَاكَ لَمْ يأتُوا اختياراً مِنْهُمُ
165
قَامَتْ بِهِمْ كالطَّعْمِ والألْوَانِ!!
إلا عَلَى وَجْهِ المَجَازِ لأنَّهَا
166
ما ثَمَّ: (ذُو عَوْنٍ) وَ (غَيْرُ مُعانِ)!!
جُبِرُوا عٍلَى ما شَاءَهُ خَلاّقُهمْ
167
كَالمَيْتِ أُدْرِجَ دَاخِلَ الأكْفَانِ!!
الكُلُّ مَجْبُورٌ وغَيْرُ مُيَسَّرٍ
168
أيضاً بِهِ)) خَوْفاً مِنَ الحَدَثَانِ.
((وكذَاكَ أفعالُ المُهَيمنِ لَمْ تَقُمْ
169
كَذِباً وزُوراً واضِحَ البُهْتَانِ
فإذَا جَمَعْتَ مَقَالتَيْهِ أنْتَجَا
170
والرَّبُّ لَيْسَ بِفَاعِلِ العِصْيَانِ
إذْ لَيْسَتِ الأفْعالُ فِعْلَ إلهِنا
171
وَكَلاَمُهُ وفَعائِلُ الإِنْسَانِ
فإذَا انتَفَتْ صِفَةُ الإلهِ وَفِعْلُهُ
172
وَحْيٌ ولاَ تَكْلِيفُ عَبدٍ فَانٍي.
فهُناكَ لا خَلْقٌ وَلا أمْرٌ وَلا
173
وبِخَلْقهَا مِنْ جُمْلَةِ الأكوانِ.
وَقَضى عَلى أسمِائِهِ: بحُدُوِثِهَا
174
أفعَالَ والأسْمَاءَ للرَّحمْنِ
فانظُرْ إلى تَعطيِلِه الأوصَافَ والـ
175
نَفيٍ ومِنْ جَحدٍ وَمِنْ كُفْرَانِ؟!
مَاذَا الذِي في ضِمْنِ ذَا التعطِلِ مِنْ
176
في قَالَبِ التنزيهِ للرَّحْمَنِ،
لَكِنَّه أبْدَى المَقَالَةَ هَكَذَا
177
عِجْلاً لِيَفْتِنَ أمَّةَ الثِّيرَانِ،
وأتى إلى الكُفْرِ العَظِيمِ فَصَاغَهُ
178
مِنْ لُؤلُؤٍ صَافٍ وَمِنْ عِقْيَانِ
وكَسَاهُ أنْوَاعَ الجواهِرِ والحُلَى
179
كَمُصَابِ إخْوَتِهِم قَديمَ زَمَانِ
فَرَآه ثيرانُ الوَرَى فَأصَابَهُمْ
180
إحْدَاهُمَا، وَبحَرِفِهِ ذَا الثَّانِي.
(عِجلاَن قَدْ فَتَنَا العِبَادَ) بصوتِهِ
181
تَبْدُو لَهُمْ ليسُوا بأهْلِ مَعَاني
وَالنَّاسُ أكْثَرُهُم فَأهْلُ ظَوَاهِرٍ
182
وَاللُّبُّ حَظُّ خُلاَصَةِ الإنْسَانِ؛
فَهُمُ القشُورُ وبِالقشُورِ قِوَامُهُمْ،
183
وتوارثُوه إ رْثَ ذِي السُّهْمَانِ
وَلِذَا تَقَسَّمَتِ الطوَائِفُ قَولَهُ
184
أهْلِ الحَدِيثِ وَشِيعَةِ القرآنِ
لَمْ يَنْجُ مِنْ أقوَالِه طُرّاً سِوَى
185
وَبَراءةَ المولُودِ مِنْ عِمْرَانِ
فَتَبَرؤوا منهَا بَراءةَ حَيْدَرٍ
186
وَصْفُ اليهُودِ مُحَلِّلِي الحيتَانِ
مِنْ كُلِّ شِيعيٍّ خَبِيثٍ وَصْفُهُ
187
فَصْلٌ
فيِ مُقَدِّمةٍ نَافِعَةٍ قَبْلَ الَّتْحكِيمِ
إسْمَعْ مَقَالَةَ نَاصِحٍ مِعْوَانِ:
يَا أيُّهَا الرَّجُلُ المرِيدُ نَجَاتَهُ
188
بالوحيِ لا بزخارِفِ الهَذَيَانِ
كُنْ في أُمُورِكَ كُلِّها مُتمسِّكاً
189
جَاءَتْ عَنِ المبعُوثِ بالفُرقَانِ
وانصُرْ كتابَ اللهِ والسُّنَنَ الَّتيِ
190
ضَرْبَ المجاهِدِ فَوقَ كُلِّ بَنَانِ
واضْرِبْ بِسَيفِ الوحْيِ كُلَّ مُعَطِّلٍ
191
مُتَجَرِّدٍ للهِ غَيْرِ جَبَانِ
وَاحْمِلْ بعزْمِ الصِّدْقِ حَمْلَةَ مُخْلِصٍ
192
فَإذَا أُصِبْتَ فَفِي رِضَا الرَّحمنِ
واثبُتْ بِصَبْرِكَ تَحْتَ ألْوِيَةِ الهُدَى
193
ثَبَتَتْ سِلاَحَكَ ثُمَّ صِحْ بِجَنَانِ
واجْعَل كِتَابَ اللهِ والسُّنَنَ الَّتِي
194
أوْ مَنْ يسَابِقْ يَبْدُ في المَيْدَانِ؟
مَنْ ذَا يُبَارِزْ فلْيقدِّمْ نَفْسَهُ
195
مِنْ قِلَّةِ الأنْصَارِ والأعْوَانِ؛
وَاصْدَعْ بِمَا قَالَ الرَّسُولُ ولا تَخَفْ
196
واللهُ كَافٍ عَبْدَهُ بأمَانِ
فَاللهُ نَاصِرُ دِينِهِ وكتَابِهِ
197
فَقِتَالُهُمْ بِالكِذْبِ والبُهْتَانِ
لا تَخْشَ مِن كَيْدِ العدُوِّ وَمكْرِهِمْ
198
وَجُنُودُهُمْ فَعَسَاكِرُ الشَّيْطَانِ
فُجنودُ أتْبَاع الرَّسُولِ مَلاَئِكٌ،
199
مُتُحَيِّزاً فلينظُرِ الفِئَتَانِ،
¥