وَاسْمعْ نصيحَةَ من لهُ خُبْرٌ بمَا
243
أخذُوهُ عَمَّنْ جَاءَ بالقُرْآنِ
مَا عِنْدَهُمْ وَاللهِ خَيْرٌ غَيرَُ مَا
244
أوْ بَحْثُ تَشْكِيكٍ وَرأيُ فُلانِ.
والكُلُّ بَعْدُ فَبِدْعةٌ أو فِريَةٌ
245
فيِ اللهِ وَاخْشَاهُ تَفُزْ بأمَان
فاصْدَعْ بأمْرِ اللهِ لا تَخْشَ الوَرَى
246
لاَ فيِ هَوَاك وَنَخْوةِ الشَّيْطَانِ
وَاهْجُر وَلَوْ كُلَّ الوَرَى فيِ ذاتِهِ
247
وَاصْفَحْ بِغَيرِ عتَابِ مَنْ هُوَ جَانِي
وَاصْبِرْ بِغَيْرِ تَسَخُّطٍ وشِكَايةٍ
248
إنْ لَمْ يَكنْ بُدٌّ مِنَ الهِجْرَانِ،
واهجُرهُمُ الهَجْرَ الجَمِيلَ بِلا أذىً
249
قَدْ شَاءَ مِنْ غَيٍّ وَمِنْ إيمَانِ
وانْظُر إلى الأقْدَارِ جَارِيَةً بِمَا
250
بالحَقِّ في ذَا الخَلْقِ نَاظِرَتَانِ؛
وَاجْعَلْ لِقَلْبِكَ مُقْلَتينِ كِلاَهُمَا
251
إذْ لا تُرَدُّ مَشِيئةُ الدَّيَّانِ،
فانظُرْ بِعينِ الحُكمِ وَارحَمهُم بِهَا
252
أحْكَامِهِ فَهُمَا إذاً نَظَرانِ.
وانظُرْ بِعَيْنِ الأمرِ واحْمِلْهُمْ عَلَى
253
مِنْ خَشْيِةِ الرَّحمنِ بَاكيَتَانِ
وَاجْعَلْ لِوجْهكَ مُقْلَتَينِ كِلاَهُما
254
فَالقَلْبُ بَيْنَ أصَابِعِ الرَّحْمَنِ.
لَوْ شَاءَ رَبُّك كُنْتَ أيضاً مِثْلَهُمْ
255
خَرَجَتْ عَليكَ كُسِرتَ كَسْرَ مُهَانِ
وَاحْذَرْ كَمَائِنَ نَفْسِكَ اللاَّتي مَتَى
256
طَفْيَ الدُّخَانِ بِمَوْقِدِ النِّيرَانِ.
وَإذَا انْتصَرْتَ لَهَا يكون كَمَنْ بَغَى
257
أنْ سَوْفَ يَنْصُرُ عَبْدَهُ بأمَانِ
واللهُ أخْبَرَ وَهْو أصدَقُ قَائِلٍ
258
أو يَعْمَلِ الحُسْنَىَ يَفُزْ بِجِنَانِ
مَنْ يَعْمَلِ السُّوأى سَيُجْزَى مِثْلَهَا
259
وَصَّى، وَبَعدُ لِسَائِرِ الإِخْوَانِ
هَذِي وَصَّيةُ نَاصِحٍ، وَلِنَفْسِهِ
260
فَصْلٌ
وَهَذَا أوَّلُ عَقْدِ مَجْلسِ التَّحْكيِمِ
حْمَنِ لا للنَّفْسِ والشَّيْطَانِ:
فاجْلِسْ إذًا فيِ مَجلِسِ الحَكَمَيْنِ للَّر
261
عَقْلُ الصَّريحُ وفِطرةُ الرَّحمنِ،
إحداهما النقلُ الصحيحُ وبعدَهُ الـ
و 262
يَبْغُونَ فاطِرَ هَذِهِ الأكْوَانِ
واحْكُمْ إذاً فيِ رُفْقَةٍ قَدْ سَافَرُوا
263
عِنْدَ افتراقِ الطُّرْقِ بالحَيْرانِ
فترافَقُوا فيِ سَيْرِهمْ وَتَفَارَقُوا
264
(هَذَا الوجودَ) بِعَينِه وَعِيانِ
فأتَى فَرِيقٌ ثم قَالَ: ((وَجدْتُهُ
265
غَلِطَ اللِّسَانُ فَقَالَ مَوجُودانِ
ما ثََمَّ موجودٌ سِوَاهُ وإنَّمَا
266
وكذَلِكَ الأفْلاَكُ والقَمَرَانِ
فهوَ السَّماءُ بعينِهَا ونجُومِهَا،
267
أمْطَارُ مَعْ بَرَدٍ ومَعْ حُسْبانِ
وَهو الغَمَامُ بعيِنهِ والثَّلْجُ والـ
268
ـتُّرْبُ الثقِيلُ ونَفْسُ ذِي النِّيرانِ
وَهوَ الهَواءُ بعيِنهِ وَالمَاءُ والـ
ه 269
هَذِي المظاهِرُ مَا هُنَا شَيْئانِ.
هَذِي بسائِطُهُ ومنه تركَّبتْ
270
فِيهَا كفقْرِ الرُّوحِ للأبْدَانِ
وَهو الفقيرُ لَها لأجْلِ ظهُورِهِ
271
هو ذاتُهَا ووجودُهَا الحقَّانِي
وَهي التي افْتَقَرَتْ إليه لأنَّه
272
إيجادُ والإعدامُ كُلَّ أوَانِ،
وَتَظَلُّ تَلْبَسُه وتخلَعُه وذَا الـ
273
حُكْمُ المَظَاهِر كَي يُرَى بِعِيَانِ.
وَيظلُّ يَلْبسُهَا وَيخْلَعُهَا وَذَا
274
ــمحسوس من بَشَرٍ وَمِنْ حَيَوَانِ،
وَتَكثُّر الموجودِ: كالأعضَاء في الـ
275
مُتَكَثِّرُ قَامتْ بِهِ الأمْرَانِ
أو كالقُوَى فِي النَّفسِ، ذَلِكَ واحدٌ
276
هذِي مقالَةُ مُدَّعِي العِرْفَانِ
فَيَكُونُ كُلاً هَذِهِ أجْزَاؤه))
277
جِنْسٍ)) كَمَا قالَ الفريقُ الثانِي
أو أنها ((كَتَكْثُّرِ الأنواع فِي
278
هَذَا الوجودُ فهذِهِ قَولاَنِ
فَيَكُونُ كُلِّيَّاً وجُزْئيَّاتُهُ
279
قولُ ابنُ سَبْعِين، ومَا القَوْلاَنِ
إحْداهُمَا نَصُّ الفُصُوصِ وَبَعْدَهُ
280
هوَ غايةٌ فِي الكُفْرِ والبُهتَانِ-
عِنْدَ العفيفِ التِّلْمِسَانِيِّ - الذي
281
وَهْمٍ وتلكَ طَبيعَةُ الإنْسَانِ
((إلا مِنَ الأغْلاَطِ في حِسٍّ وَفِي
282
مَا لِلتَعَدُّدِ فِيهِ مِنْ سُلْطَانِ
وَالكُلُّ شَيْءٌ واحِدٌ فِي نَفْسِهِ
283
والوَهْمُ يَحْسبُ هَا هُنَا شَيْئَانِ
فَالضَّيفُ والمأكُولُ شَيْءٌ وَاحِدٌ
284
ـوَهْمُ البعيدُ يقُولُ ذَان اثْنَانِ)).
وَكَذَلِكَ الموطُوءُ عَيْنُ الوَاطِ وَالْـ
285
قَدْ قَالَ قَوْلَهُمَا بِلاَ فُرقَانِ.
وَلَرُبَّمَا قَالاَ مَقَالَتَهُ كَمَا
286
¥