تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لَوْ كَانَ فَوقَ العَرْشِ كَان كَهَذِهِ الـ

329

ماً قَامَهُ في النَّاسِ مُنْذُ زَمَانِ

وَلَقَدْ وَجَدتُ لفاضِلٍ مِنْهُمْ مَقَا

330

قَد قَالَ قَولاً وَاضِحَ البُرْهَانِ:

((قَالَ: اسمَعُوا يَا قَومُ إنَّ نبيَّكُمْ

331

ذِي النُونِ يُونُسَ ذَلِكَ الغَضْبَانِ)

(لاَ تَحْكُمُوا بالفَضْلِ لي أصْلاً علَى

332

اللهُ فَوقَ العَرْشِ والأكْوانِ

هَذَا يَرُدُّ عَلَى المُجَسِّمِ قَوْلَهُ:

333

وبحَمْدِهِ يُلْقَى بِكُلِّ مَكَانِ))

وَيَدُلُّ أنَّ إلَهَنَا سُبْحَانَهُ

334

يَفْعَلْ، فأعْطُوهُ مِنَ الأثْمَانِ

قَالُوا لَهُ: بَيِّنْ لَنَا هَذَا، فَلَمْ

335

تِبْيَانِهِ فاسْمَعْ لِذَا التِّبْيَانِ:

ألفَاً مِنَ الذَّهَبِ العَتِيقِ فَقَالَ في

336

ـتَ المَاءِ فيِ قَبْرٍ مِنَ الحِيتَانِ

((قَدْ كَانَ يُونُسُ فيِ قَرَارِ الَبحْرِ تَحْـ

337

ـبْعَ الطِّبَاقَ وَجَازَ كُلَّ عَنَانِ

ومحَمَّدٌ صَعِدَ السَّمَاءَ وَجَاوَزَ السَّـ

338

سُبْحَانَهُ إذْ ذَاكَ مُسْتَويَانِ

وَكِلاَهُمَا في قُرْبِهِ مِنْ رَبِّهِ

339

فيِ بُعْدِه مِنْ ضِدَّهِ طَرَفَانِ

فَالعُلْوُ والسُّفْلُ اللَذانِ كِلاهُمَا

340

بالاِخْتِصَاصِ، بَلَى هُمَا سِيَّانِ

إنْ يُنْسَبَا لِلَّهِ نُزِّه عَنْهُمَا

341

مِنْ رَبِّهِ فَكِلاَهُمَا مِثْلاَنِ

في قُرْبِ مَنْ أضْحَى مُقِيماً فِيهِما

342

بالذِّكْرِ تَحْقِيقاً لهَذَا الشَّانِ))

فلأجْلِ هَذَا خَصَّ يُونُسَ دُونَهُمْ

343

مِنْ كُلِّ نَاحِيةٍ بِلاَ حُسْبْانِ.

فأتَى النِّثَارُ عَلَيْهِ مِنْ أصْحَابِهِ

344

عَافَاكَ مِنْ تَحْرِيفِ ذِي بُهْتَانِ،

فاحْمَدْ إلهَكَ أيُّها السُّنِّيُّ إذْ

345

مِنْ رَبِّهِ أمسَى عَلَى الإِيمَانِ

واللهِ مَا يَرْضَى بِهَذَا خائِفٌ

346

ـحْرِيفُ مَحْضاً أبرَدُ الهَذَيَانِ

هَذَا هُوَ الإلحَادُ حَقَّاً، بَلْ هُوَ التَّـ

347

ـبَلْوَى ولاَ أمْسَى بِذِي الخُذْلاَنِ

واللهِ ما بُليَ المُجسِّمُ قطُّ ذِي الْـ

348

أدْيَانَ حِينَ سَرَى إلَى الأدْيَانِ

أمثَالُ ذَا التَّأويلِ أفْسَدَ هَذِهِ الـ

349

لتهدَّمتْ منْهُ قُوَى الأرْكَانِ

وَاللهِ لولاَ اللهُ حَافِظُ دِينِهِ

350

فَصْلٌ

فيِ قُدُومِ رَكْبٍ آخَرَ

هَذَا وَزَادَ عَلَيْهِ فيِ الميزَانِ

وأتَى فَريقٌ ثمَّ قَارَبَ وَصْفُهُ

351

هَذِي الأمَاني هُنَّ شَرُّ أمَانيِ

قَالَ: ((اسمَعُوا يَا قَومِ لا تُلهِيكُمُ

352

وَبَذلْتُ مَجهُودِي وَقَدْ أعْيَانيِ

أتعبْتُ رَاحِلَتي وكُلَّ مَطِيَّتيِ

353

وَوَرَاءَ ثُمَّ يَسَارَ مَعْ أيْمَانِ

فَتَّشْتُ فَوقَ وَتحتَ ثُمَّ أمَامَنَا

354

كَلاَّ وَلاَ بَشرٌ إليْهِ هَدَاني

مَا دلَّنيِ أحَدٌ عَلَيْهِ هُنَاكُمُ

355

تُعْزَى مَذَاهِبُهَا إلَى القُرآنِ

إلاَّ طَوَائِفُ بالحَدِيثِ تَمَسَّكَتْ

356

فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ

قَالُوا: (الَّذي تَبْغِيهِ فَوْقَ عِبَادِهِ

357

لكِنَّهُ اسْتَوْلَى عَلَى الأكْوانِ

وهوَ الَّذِي حَقَّاً عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى

و 358

وإليِه يُرْفَعُ سَعْيُ ذِي الشُّكرَانِ

وإليْهِ يَصْعَدُ كُلُّ قَولٍ طَيِّبٍ

359

وإليِه تَعْرُجُ عِنْدَ كُلِّ أوَانِ

والروحُ والأمْلاكُ مِنْهُ تَنَزَّلَتْ

360

نَحْوَ العُلُوَّ بِفِطْرَةِ الرَّحْمَنِ

وإليْهِ أيدِي السَّائِلينَ تَوجَّهَتْ

361

مِنْ قُرْبِه مِنْ رَبِّهِ قَوْسَانِ

وإليهِ قَدْ عَرجَ الرسُولُ فقُدِّرَتْ

362

ولسَوفَ يَنْزِلُ كَيْ يُرَى بِعِيَانِ

وإلَيهِ قَدْ رُفِعَ المسِيحُ حَقِيقَةً

وو 363

عِنْدَ المَماتِ فَتَنْثَنيِ بأمَانِ

وإليْه تصْعَدُ رُوحُ كلِّ مُصَدِّقٍ

364

نَحْوَ العُلُوِّ بِلاَ تَواصي ثَانِي

وإليْهِ آمالُ العِبَادِ توجَّهَتْ

365

إلاَّ عَلَيْهَا (الخلْقُ والثَّقَلاَنِ)

بَلْ فِطرةُ اللهِ التي لَمْ يُفْطَرُوا

366

إقرَارِهِمْ لاَ شَكَّ بالدَّيَّانِ

ونَظِيرُ هَذَا أنَّهُمْ فُطِروا عَلَى

367

مَرْضَى بدَاءِ الجَهْلِ والخِذْلاَنِ).

لَكِنْ أُولُوا التعطِيلْ مِنْهُمْ أصْبَحُوا

368

أصْحَابَ جَهْمٍ حِزْبَ جِنْكسْخَانِ:

فَسَألَتُ عَنهم رِفْقَتي وأحبتي

369

جَاُؤوا بِأمْرٍ مَالىءِ الآذَانِ

مَنْ هؤلاءِ وَمن يُقالُ لُهمْ؟ فقَدْ

370

ذُو بَاطِلٍ بَلْ صَاحِبُ البُرهَان

ِ وَلَهُمْ عَلينَا صَوْلَةٌ مَا صَالَهَا

371

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير