فقد حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة أنها قالت: أقبل رجل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بئس أخو العشيرة، فلما جاء وجلس كلمه وانبسط إليه قالت عائشة: إنك قلت ما قلت فلما دخل أَلَنْتَ له القول فقال: يا عائشة إن شر الناس منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه) هذا أو نحوه قال الحاكم: فإني علقت هذا الحديث هنا حفظا، هذا خبر صحيح وفيه الدلالة على أن الأخبار في الرجل على الديانة ليس من الغيبة.
وأيضا فإن فاطمة بنت قيس لما انقضت عدتها وأرادت أن تتزوج استشارت النبي صلى الله عليه وسلم في معاوية وأبي الجهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه) هذا خبر صحيح مستعمل عند الفقهاء وفيه الدليل الواضح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر من أحوالهما على الديانة فلم يكن غيبة.
وأول من وقى الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق رضى الله عنه لما مات جاءت الجدة تسأله ميراثها والقصة مشهورة، ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه حبس جماعة من الصحابة وقال قد أكثرتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم على بن أبي طالب كرَّم الله وجهه قال: كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني وإذا حدثني غيره استحلفته فإذا حلف لي صدَّقته، وحدثني أبو بكر وصدق ابو بكر، ثم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنا نحفظ الحديث وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفظ حتى ركبتم الصعب والذلول.
وأما التابعون وأتباع التابعين فمن بعدهم من أئمة المسلمين فقد عدَّلوا وجرحوا رواة الحديث ودُوِّنَ كلامهم في التاريخ ونقل إلينا بنقل العدل عن العدل.
فظهر بهذا الاجماع يعني ذكرناه أن الطريق إلى معرفة الحديث والتعديل والجرح وأنه ليس بغيبة كما توهم عوام الناس.
ولما استدعى الأمير المظفر رحمه الله الإشارة إلى الصحيح والسقيم من الأخبار المخرجة في كتاب الإكليل قدمت هذه الخطبة مستدلا على ما وفق له من الإصابة وسميتها المدخل إلى معرفة الصحيح والسقيم من الاخبار المروية علم لا يستغني عنه عالم، وأنا ممتثل بمشيئة الله تعالى ما رسمه بعلامات تدل على (كل) حديث منها ما شرحته في أول الرسالة.
فعلامة ما في الدرجة الأولى من الصحيح المخرج في كتاب البخاري ومسلم (ص) وعلامة القسم الثاني (صب) والإشارة فيه أنه صحيح براوي واحد للصحابي، وعلامة القسم الثالث (صمت) والإشارة فيه أنه براوي واحد للتابعي، وعلامة القسم الرابع (صف) والإشارة فيه أنه صحيح تفرد به ثقة واحد، وعلامة القسم الخامس من الصحيح (طش) والإشارة فيه أنه أخبار رواتها ثقات وهو شاذ بلا شواهد، وعلامة القسم السادس من الصحيح (ص م ف) والإشارة فيها إلى مراسيل بأنها صحيحة على مذهب الكوفيين، وعلامة القسم السابع (صد) والإسارة فيه إلى أخبار أئمة الثقات من المدلسين، وعلامة القسم الثامن (صح) والإشارة فيه أنه صحيح الإشارة قد خولف الراوي الثقة فيه، وعلامة القسم التاسع من الصحيح (حظ) والإشارة فيه أن راويه صدوق وليس بحافظ، وعلامة القسم العاشر (صع) والإشارة فيه أنه صحيح الاسناد في رواية متبوع فيه.
وكل حديث يخلو من علامة من هذه العلامات المبينة فإنه من رواية المجروحين والله أعلم أولا وآخر وباطنا.
قال كاتب النسخة الأصلية:
تم المدخل على يد صاحبه الفقير الخاطىء الحقير إلى رحمة الله وعفوه المضطر إلى كرمه وفضله عبد الخالق السميرمي تاب الله عليه وأيده من لديه وجعله ممن استجيب في شأنه دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال نضَّر اللهُ.
ضحى الجمعة من ذي الحجة حجة اثنين وثمانمائة في المدرسة المباركة المسماة بالفراتية بشيراز حفظها الله عن الزلل والأعواز
ـ[صلاح]ــــــــ[10 - 04 - 03, 01:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 06 - 04, 02:04 م]ـ
وهذا مخطوط للكتاب لم يعتمد عليه أحد ممن حقق الكتاب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8861
وهذه فائدة من هذا المخطوط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11911&highlight=%C7%E1%C5%DF%E1%ED%E1
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 05 - 05, 08:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو أنس العلي]ــــــــ[28 - 05 - 05, 11:08 م]ـ
نفع الله بجهودكم
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[29 - 05 - 05, 01:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[30 - 05 - 05, 02:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 06:34 م]ـ
بارك الله فيك