مِثْلَ الصواعِقِ لَيْسَ ذَا لِجَبَانِ
أوَ مَا سَمعْتُمْ قَولَهُم وَكَلاَمَهُم
372
مِنْ تَحْتِهِمْ مَا أنْتُمُ سِيَّانِ
جاؤوكُمُ من فَوْقِكُمْ وَأتَيْتُمُ
373
بِنُحَاتَةِ الأفْكَارِ والأذْهَانِ.
جَاؤُوكُمُ بالوَحْيِ لَكِنْ جِئتمُ
374
تَسْمَعْ مَقَالَ مُجَسِّمٍ حَيَوَانِ
قَالُوا: (مُشَبِّهَةٌ مَجسِّمَةٌ فَلا
اَ 375
بِعَسَاكِرِ التَّعْطِيلِ غَيرَ جَبَانِ
والْعَنْهُمُ لَعْناًً كَثيراً وَاغْزُهُمْ
376
أوْ لاَ فَشَرِّدْهُمْ عَنِ الأوْطَانِ
وَاحْكُمْ بسَفْكِ دِمَائِهِمْ وَبِحَبْسِهِمْ
377
مِنَ الَيهُودِ وعَابِدِي الصُّلْبَانِ
حَذِّرْ صِحَابَكَ مِنْهُمُ فَهُمُ أضَلُّ
378
قَالَ الرسُولُ فَتَنثَنِي بِهَوَانِ
وَاحْذَرْ تُجَادِلَهُمْ بقَالَ اللهُ أوْ
379
فِيهِ قُوَى الأذْهَانِ والأبْدَانِ.
أنَّى وَهُمْ أوْلَى بِهِ قَدْ أنْفَذُوا
380
ـأويلِ لْلأخْبَارِ وَالقُرْآنِ،
فإذَا ابْتُلِيْتَ بِهمْ فَغَالِطهُمْ عَلَى التَّـ
381
آحَادِ ذَانِ لِصحْبِنَا أصْلاَنِ
وكذَاكَ غَالِطْهُمْ عَلَى التكذِيبِ للـ
382
فَاحْفَظْهُمَا بِيَدَيْكَ والأسْنَانِ.
أوْصَى بِهَا أشْيَاخَنَا أشْيَاخُهُمْ
383
فَابْدُرْ بإيرَادٍ وشَغْلِ زَمَانِ
وإذا اجْتَمعْتَ وهُمْ بمشْهَدِ مَجْلِسٍ
384
أخْبَارِ والتفسِيرِ للفُرْقَانِ
لا يَمْلِكُوهُ عَلَيْكَ بالآثَارِ والـ
385
عَارَضْتَ زِنْدِيقاً أخَا كُفْرَانِ
فَتَصِيرَ إنْ وَافَقْتَ مِثْلَهُمُ، وإنْ
386
فَابْدُرْ ولوْ بِالفَشْرِ والهذَيَانِ
وإذا سَكَتَّ يُقَالُ هَذَا جَاهِلٌ
387
فِي سَاِلفِ الأوقَاتِ والأزْمَانِ)
هَذَا الَّذِي أوْصَى بِهِ أشْيَاخُنَا
388
وَمَطِيَّتى قَدْ آذنتْ بِحِرَانِ:
فرجعْتُ مِنْ سَفَرِي وقلتُ لصَاحِبِي
389
ما ثَمَّ شَيٌء غيرَ ذي الأكْوَانِ
عَطِّلْ رِكَابَكَ وَاسْترِحْ مِنْ سَيْرِهَا
390
كَانَ المُجَسِّمُ صَاحِبَ البُرْهَانِ
لَو كَانَ للأكْوَانِ رَبٌّ خَالِقٌ
391
كَانَ المُجَسِّمُ صَاحِبَ الإيمَانِ
أو كَانَ رَبٌّ بائنٌ عَنْ ذِي الوَرَى
392
إسْلاَمِ والإِيمَانِ والإِحْسَانِ
وَلَكَانَ عِنْدَ النَّاسِ أولَى الخَلْقِ بالـ
393
لَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيهِ اثْنَانِ.
وَلَكَانَ هَذَا الحِزْبُ فَوْقَ رؤوسِهِمْ
394
وَاخْلَعْ عِذَارَكَ وَارْمِ بالأرْسَانِ
فَدَعِ التَّكَالِيفَ اَّلتِي حُمِّلْتَهَا
395
يَتَكَلّمِ الرَّحَمنُ بالقُرْآنِ
مَا ثَمَّ فَوقَ العرشِ مِن رَبٍّ وَلَمْ
396
لزِمَ التحيُّزُ وافتقارُ مَكَانِ
لَو كَانَ فَوقَ العرشِ رَبٌّ نَاظِرٌ
397
حَرْفاً وَصَوْتاً كَانَ ذَا جُثْمَانِ
لو كَانَ ذَا القُرْآنُ عَيْنَ كَلاَمِهِ
398
يَبْقَى عَلَى ذَا النَّفْي مِنْ إيمَانِ؛
فإذَا انتَفَى هَذَا وَهَذا مَا اَّلذِي
399
فهُمَا السِّيَاجُ لَهُمْ عَلَى البُسْتَانِ
فَدَعِ الحَلاَلَ مَعَ الحرَامِ لأهْلِهِ
400
قَدْ هُيِّئَتْ لَكَ سَائِرُ الألْوَانِ
فاخرُقْهُ ثمَّ ادْخُلْ تَرَى فيِ ضِمْنِهِ
401
مِنْ كُلِّ ما تَهْوَى بِهِ زَوْجَانِ،
وتَرَى بِهَا ما لاَ يَرَاهُ مُحَجَّبٌ
402
هَذَا الوَرَى مِنْ سَالِفِ الأزْمَانِ
واقْطَعْ عَلاَئِقَكَ الَّتيِ قَدْ قَيَّدَتْ
403
كَلاَّ وَلاَ نَهْيٍ وَلاَ فُرْقَانِ
لِتَصِيرَ حُرًّا لَسْتَ تَحْتَ أوَامِرٍ
404
فَوْقَ السَّمَا للنَّاسِ مِنْ دَيَّانِ
لَكِنْ جَعَلتَ حِجَابَ نَفْسِكَ إذْ تَرَى
405
وَالعَرْشَ تُخْلِيهِ مِنَ الرَّحْمَنِ
لَوْ قُلْتَ: (مَا فَوْقَ السَّمَاءِ مُدَبِّرٌ
406
كَلاَّ وَلاَ مُتَكَلِّماً بِقُرَانِ
واللهُ لَيْسَ مُكَلِّماً لِعِبَادِهِ
407
قَولٌ بَدَا مِنْهُ إلَى إنْسَانِ
مَا قَالَ قَطُّ ولا يقولُ ولاَ لَهُ
408
وعَلِمتَ أنَّ النَّاسَ فِي هَذَيَانِ)
لَحَلَلْتَ طِلَّسْمَهْ وَفُزْتَ بكَنْزِهِ
409
مِنْ خَلْقِهِ إذْ قُلْتَ مَوْجُودَانِ
لَكِنْ زَعَمْتَ: بأنَّ ربَّكَ بَائِنٌ
410
ـكُرْسِيَّ حَقًّا فَوْقَهُ القَدَمَانِ
وزَعَمْتَ أنَّ الله فَوْقَ العرْشِ، والـ
411
وَيَرَاهُمُ مِنْ فَوقِ سَبْعِ ثَمانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ الله يَسْمَعُ خَلْقَهُ
412
وإلَيْهِ يَرْجِعُ آخرَ الأزْمَانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ كلاَمَهُ مِنْهُ بَدَا
413
لا يَنْبَغِي إلا لِذِي الجُثْمَانِ
ووصَفَتَهُ بالسَّمْعِ والبْصَرِ الذِي
414
¥