وكَرَاهَةٍ ومحبَّةٍ وَحَنَانِ
ووصَفْتَهُ بِإرَادَةٍ وَبِقُدْرَةٍ
415
في الكَوْنِ مِنْ سِرٍّ وَمِنْ إعْلان
ِ وَزَعمت أنَّ الله يعْلَمُ كُلَّ مَا
416
عَرَضٌ يَقُومُ بغَيْرِ ذِي جُثْمَانِ،
والعِلْمُ وصْفٌ زائِدٌ عَنْ ذَاتِهِ
417
موسَى فَأسْمَعَهُ نِدَا الرَّحْمَنِ
وَزَعَمْتَ أنَّ الله كلَّمَ عَبْدَهُ
418
ـوتِ الَّذِي خُصَّتْ بِه الأُذُنانِ،
أفتسمَعُ الأُذُنانِ غيرَ الحرْفِ وَالصَّـ
419
ـمَاعِ النُّحَاةِ وَأهْلِ كُلِّ لِسَانِ
وكَذَا النِّدَاءُ فَإنَّهُ صَوْتٌ بِإجْـ
420
لِلْنِّجَاءِ كِلاَهُمَا صَوْتَان
ِ لَكِنَّهُ صَوتٌ رَفِيعٌ وَهْوَ ضِدٌ
421
جَاهُ وَفيِ ذَا الزَّعْمِ مَحْذُورَانِ:
فَزَعَمْتَ أنَّ الله نَادَاه وَنَا
422
نَوْعَاهُ مَحْذُورَانِ مُمْتَنِعَانِ،
قُربُ المَكَانِ وَبُعْدُهُ، والصَّوتُ بَلْ
423
لَيْلاً إلَيْهِ فَهْوَ مِنْهُ دَانِي
وَزَعَمْتَ أنَّ مُحَمَّداً أسْرَى بِهِ
424
يُدْنِيهِ رَبُّ العَرْشِ بِالرِّضْوَانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ مُحَمَّداً يَومَ اللِّقَا
425
مَعَهُ عَلَى العَرْش الرَّفِيعِ الشَّانِ،
حَتَّى يُرَى المُخْتَارُ حَقّاً قَاعِداً
426
كالرَّحْلِ أطَّ بِراكِبٍ عَجْلاَنِ
وَزَعَمْتَ أنَّ لعرشِهِ أَطَّاً بِه
427
للطُّورِ حَتَّى عَادَ كَالكُثْبَانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ اللهَ أبْدَى بَعْضَهُ
428
موسَى الكلِيمِ مُكلِّمِ الرَّحمنِ،
لَمَّا تَجَلَّى يَومَ تَكْلِيمِ الرِّضَى
429
وَلَهَ يَمِينٌ بَلْ زَعَمْتَ يَدَانِ
وَزَعَمْتَ للمعْبُودِ وَجْهاً بَاقِياً
430
والأرْضِ يَوْمَ الحشْرِ قَابِضَتَانِ
وَزَعَمْت أنَّ يَدَيْهِ للسَّبْعِ العُلَى
431
خَيْرَاتِ مَا غَاضَتْ علَى الأزْمَانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ يمينَهُ مَلأى مِنَ الْـ
432
رَفْعٌ وَخَفْضٌ وَهْوَ بِالميزَانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ العدْلَ في الأخْرَى بِهَا
433
يَهْتَزُّ فَوقَ أصَابِعِ الرَّحْمنِ
وَزَعَمْتَ أنَّ الخَلْقَ طُرًّا عِنْدَهُ
434
بَيْنَ اثْنَتَيْنِ مِنْ الأصَابعِ عَانِي
وَزَعَمْتَ أيضاً أنَّ قَلْبَ العْبدِ مَا
435
يَتَقَابَلُ الصَّفَّانِ يَقْتتِلاَنِ
وَزَعَمْتَ أنَّ اللهَ يَضْحَكُ عِنْدَمَا
436
لِعَدُوِّهِ طَلَباً لِنَيْلِ جِنَانِ
مِنْ عَبْده يَأتي فَيُبْدِي نَحْرَهُ
437
مِنْ فُرْشِهِ لِتِلاَوَةِ القُرْآنِ
وَكَذَاكَ يَضْحَكُ عِنْدَمَا يَثِبُ الفَتَى
438
إذْ أجْدَبُوا وَالغَيْثُ مِنْهُمْ دَانِ،
وَكَذَاكَ يَضْحَكُ مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ
439
ـحُسْنَى ويغضَبُ مِنْ أوليِ العِصْيَانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ اللهَ يَرضَى عَنْ أُوليِ الْـ
440
يَوْمَ المَعَادِ بَعِيْدُهُمْ والدَّانيِ
وَزَعَمْتَ أنَّ اللهَ يَسْمعُ صَوْتَهُ
441
ظُلْمٌ لَدَيَّ فَيَسْمَعُ الثَّقَلاَنِ،
لَمَّا ينَادِيِهِمْ أنَا الدَّيَانُ لاَ
442
فِي الأرْضِ يومَ الفَصْلِ والميزانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ الله يُشْرِقُ نُورُهُ
443
فَيَخِرُّ ذَاكَ الجمْعُ للأذْقَانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ الله يَكْشِفُ سَاقَهُ
444
لِمُسِيئِنَا لِيَتُوبَ مِنْ عِصْيَانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ اللهَ يَبْسُطُ كَفَّهُ
445
طَيَّ السِّجِلِّ عَلَى كِتَابِ بَيَانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ يَمِينَهُ تَطْوِي السَّمَا
446
في ثُلْثِ لَيْلٍ آخِرٍ أوْ ثَانِي
وَزَعَمْتَ أنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِي الدُّجَى
447
فَأنَا القَرِيبُ أجِيبُ مِنْ نَادَانيِ،
فَيقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُجِيبَُهُ؟
448
يَوْمَ القِيَامَةِ لِلقَضَاءِ الثَّانيِ
وَزَعَمْتَ أنَّ لَهُ نُزُولاً ثَانِياً
449
لِعِبَادِهِ حَتَّى يُرَى بِعِيَانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ اللهَ يَبْدُو جَهْرَةً
450
فَالمُقْلَتَانِ إليْهِ نَاظِرَتَانِ،
بَلْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَهُ وَيَرَوْنَهُ
451
اللهَ وَاضِعُهَا عَلَى النِّيرَانِ
وَزَعَمْتَ أنَّ لربِّنَا قَدَماً وَأنَّ
452
وَتَقُولُ قَطْ قَطْ حَاجَتيِ وكَفَانيِ،
فَهُنَاكَ يَدْنُو بَعْضُهَا مِنْ بَعْضِهَا
453
كُلٌّ يُحَاضِرُ رَبَّهُ ويُدَانيِ
وَزَعَمْتَ أنَّ النَّاس يَوْمَ مَزيِدِهمْ
454
وَجْهَانِ فِي ذَا اللَّفْظِ مَحْفوظَانِ
بالحَاءِ مَعْ صادٍ وجَا مَعْ ضَادِهَا
455
مِنْ كُتْبِ تَجْسِيمٍ بِلاَ كِتْمانِ،
فِي التِّرْمِذِيِّ وَمُسْنَدٍ وسِوَاهُمَا
456
بالاِخْتِيَارِ وذَانِكَ الأصْلاَنِ
وَوَصَفْتَهُ بِصِفَاتِ حَيٍّ فَاعِلٍ
457
¥