يَنْفِي الصِّفَاتِ مَخَافَةَ الَّتجْسِيمِ لاَ
500
وكَذَاكَ يَعْلَمُ سِرَّ كُلِّ جَنَانِ
ويقُولُ: إنَّ الله يَسْمَعُ أوْ يَرَى
501
هُوَ كَائِنٌ مِنْ هَذِهِ الأكْوَانِ
ويقُولُ: إنَّ الله قَدْ شَاءَ الَّذِي
502
وَالكَوْنَ يَنْسِبُهُ إلىَ الحَدَثَانِ،
وَيقُولُ: إنَّ الفِعْلَ مقْدُورٌ لَهُ
503
وَاللهِ مَا هَذَانِ مُتَّفِقَانِ
وَبِنفْيِه التَّجْسِيمَ يَصْرُخُ فِي الوَرَى!!
504
حَذَرًا مِنَ التَّجْسِيم والإمْكَانِ))
لَكِنَّنَا قُلْنَا مُحالٌ كُلُّ ذا
505
فَصْلٌ
فى قدوم ركب الإيمان وعسكر القرآن
قَدْ جئْتُكُمْ مِنْ مَطْلَِعِ الإيمَانِ
وَأتَى فَريقٌ ثُمَّ قَالَ: ألاَ اسْمَعُوا
506
بِالحَقِّ والبُرْهَانِ والتِّبْيَانِ
مِنْ أرْضِ طَيْبَةَ مِنْ مُهَاجَرِ أحْمَدٍ
507
ـهَادِي عَلَيْهِ، ومُحْكَمُ القُرْآنِ
سَافَرْتُ في طَلَبِ الإلَهِ فَدَلَّني الـ
508
وَصَرِيحِ عَقْلي فَاعْتَلَى ِبُنْيَانِي
مَعْ فِطْرَةِ الرَّحْمَنِ جَلَّ جَلاَلُهُ
509
حْمنِ والمعقُولُ فِي إيمَانِ
فَتَوَافَقَ الوَحْيُ الصَّرِيحُ وَفِطْرَةُ الرَّ
510
مُتَفَرِّدٌ بِالُملْكِ والسُّلْطَانِ
شَهِدُوا بِأنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ
511
وَجْهُهُ الأعْلَى العَظِيمُ الشَّانِ
وَهُوَ الإلَهُ الحَقُّ لاَ مَعْبُودَ إلاَّ
512
مِنْ عَرْشِهِِ حَتَّى الحَضِيضِِ الدَّانيِ.
بَلْ كُلُّ مَعْبودٍ سِوَاهُ فَبَاطِلٌ
513
مَعْ ذُلِّ عَابِدِهِ هُمَا قُطْبَانِ
وَعِبَادَةُ الرَّحْمنِ غَايةُ حُبِّهِ
514
مَا دَارَ حَتَّى قَامَتِ القُطْبانِ
فَعَليْهِمَا فَلَكُ العِبَادَةِ دَائِرٌ
515
لاَ بِالهَوَى والنَّفْسِ والشَّيْطَانِ
وَمدَارُهُ بالأمْر - أمْرِ رسُولِهِ -
516
إحْسَانِ إنَّهُمَا لَهُ أصْلاَنِ
فَقِيامُ دِينِ اللهِ بالإخْلاصِ وَالـ
517
إلاَ الَّذِي قَامَتْ بِهِ الأصْلاَنِ،
لَمْ يَنْجُ مِنْ غَضَبِ الإلهِ وَنَارِهِ
518
أوْ ذُو ابْتِدَاعٍ أوْ لَهُ الوَصْفَانِ.
وَالنَّاسُ بَعْدُ فَمُشْرِكٌ بإلهِه
519
لَكِنْ بأحْسَنِهِ مَعَ الإيمَانِ
واللهُ لاَ يَرْضَى بِكَثْرَةِ فِعْلنَا
520
والجَاهِلُونَ عَمُوا عَنِ الإحْسَانِ.
فالعَارِفُونَ مُرادُهُمْ إحسَانُهُ
521
سَمْعٍ وَذُو بَصرٍ هُمَا صِفَتَانِ
وكَذَاكَ قَدْ شَهِدُوا بأنَّ اللهَ ذُو
522
مِنْ فَوْقِ عَرْشٍ فَوْقَ سِتِّ ثَمَانِ
وَهُوَ العليُّ يَرَى وَيْسمَعُ خَلْقَهُ
523
وَيَرى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأجْفَانِ،
فَيَرى دَبِيبَ الَّنمْل فِي غَسَقِ الدُّجَى
524
وَلَدَيْهِ لاَ تَتَشَابَهُ الصَّوْتَانِ،
وَضَجَيَجُ أصْواتِ العِبَادِ بِسَمْعِهِ
525
فِي نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ نُطْقِ لسَانِ
وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يُوَسْوِسُ عَبْدُهُ
526
ـقَاصِي وَذُو الإِسْرَارِ والإعْلانِ،
بَلْ يَسْتَوِي فِي عِلْمِه الدَّاني مَعَ الـ
527
قَدْ كَانَ، وَالمعْلُومُ في ذَا الآنِ
وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يَكُونُ غَداً، وَمَا
528
يَكُونُ موجُوداً لذِي الأعْيَانِ،
وبكُلِّ شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ
529
ـدُورٌ لَهُ طَوْعاً بِلاَ عِصْيَان
ِ وَهُوَ القَدِيرُ فَكُلُّ شَيْءٍ فَهْوَ مَقْـ
530
هوَ خَالِقُ الأفْعَالِ للحَيَوَانِ
وَعُمُومُ قُدْرَتِهِ تَدُلُ بِأنَّهُ
531
حَقّاً، وَلاَ يَتَنَاقَضُ الأمْرَانِ
هِيَ خَلْقُهُ حَقَّاً، وأفْعَالٌ لَهُمْ
532
أقْدَارِ مَا انْفَتَحتْ لُهمْ عَيْنَانِ
لَكنَّ أهْلَ الجَبْرِ والتَّكْذِيبِ بالـ
533
نَظَرَُ البَصِيرِ وَغَارَتِ العَيْنَانِ
نَظَرُوا بِعَيْنَيْ أعْوَرٍ إذْ فَاتَهُمْ
534
في شَأنِهِ هوَ قُدْرَةُ الرَّحْمنِ
فَحَقِيقَةُ القَدَرِ الَّذِي حَارَ الوَرَى
535
لًّما حَكَاهُ عَنِ الرِّضَى الرَّبَّانيِ
واسْتَحْسَنَ ابنُ عَقيِل ذَا مِنْ أحْمدٍ
536
ذَاتِ اخْتِصَارٍ وَهْيَ ذَاتُ بَيَانِ
قَالَ: الإمَامُ شَفَا القُلُوبَ بلَفْظَةٍ
537
فَصْلٌ
مَا لِلمَمَاتِ عَلَيهِ مِنْ سُلْطَانِ
وَلَهُ الحَيَاةُ كَمَالهُا فِلأجْلِ ذَا
538
مَا لِلمَنَامِ لَدَيْهِ مِنْ غِشْيَانِ
وَكَذَلِكَ القَيُّومُ مِنْ أوْصَافِهِ
539
ثبتَتْ لَهُ وَمَدَارُهَا الوَصْفَانِ،
وَكَذَاك أوْصَافُ الكَمَالِ جَمِيعُهَا
540
أسْمَاءِ حَقَّاً ذَانِكَ الوَصْفَانِ؛
فمُصَحّحُ الأوْصَافِ وَالأفْعَالِ وَالـ
541
¥