فيُقَالُ: سَلْبُ كَلاَمِهِ -وقَبُولُه
709
مِنْ ذَا الجَمَادِ بأوضَح البُرهَانِ
إذْ أخْرَسُ الإنسَانِ أكَمَلُ حَالَةً
710
ـجْسِيمِ والتَّشبِيهِ بالإِنسانِ
فَجَحدْتَ أوْصَافَ الكَمَالِ مَخَافَةَ التَّـ
711
تِ الناقِصَاتِ وذَا مِنَ الخِذْلاَنِ!!
ووَقعْتَ فِي تَشْبِيههِ بِالجَامدا
712
حَتَّى غَدَوْتُمْ ضُحْكَةَ الصِّبْيَانِ!!
اللهُ أَكَبرُ هُتِّكَتْ أسْتَارُكُمْ
713
فصلٌ
في إلزامهم بالقول بأن كلام الخلق، حقَّه وباطلَه، عينُ كلام الله سبحانه
ـعَالَ العِبَادِ خَليقَةُ الرَّحمنِ
أوَليْسَ قَدْ قَامَ الدَّليلُ بأنَّ أفْـ
714
ـصِيهَا الذِي يُعْنَى بِهَذَا الشَّانِ؛
مِنْ ألفِ وَجْهٍ أوْ قَرِيبِ الألفِ يُحْـ
715
ـنَ كَلاَمِهِ!! سُبحَانَ ذِي السُّلْطَانِ؛
فيكُونُ كلُّ كَلاَمِ هَذَا الخَلْقِ عَيْـ
716
خَلْقاً كبَيْتِ اللهِ ذِي الأرْكَانِ.
إذْ كَانَ مَنْسُوباً إليهِ كَلاَمُهُ
717
ذُو الاِتحِّادِ مُصَرِّحاً بِبَيَانِ
هَذَا ولاَزِمُ قَولِكُم قَدْ قَالَه
718
كِن طَردُهُ فِي غَايَةِ الكُفْرَانِ
حَذَرَ التَّنَاقُضِ - إذْ تَنَاقَضْتُمْ - وَلَـ
719
نِ كَبيتهِ وكِلاَهُمَا خَلْقَانِ
فَلَئِنْ زَعَمْتُمْ أنَّ تَخْصِيصَ القُرا
720
مَ ولا الخصوصَ كربِّ ذِي الأكْوَانِ،
فَيُقَالُ: ذَا التَّخْصِيصُ لا ينْفِي العُمُو
721
تَخْصِيصُهُ لإضَافَةِ القُرآنِ
ويُقَالُ: (رَبُّ العَرْشِ) أيضاً، هَكَذَا
722
فِي غَايَةِ الإيضَاحِ والتِّبْيَانِ
لاَ يَمنَعُ التَّعْمِيمَ فِي البَاقِي وذَا
723
فصلٌ
في التفريق بين الخلق والأمر
أمْرِ الصَّريحِ وذَاكَ فِي الفُرْقَانِ.
ولَقد أتَى الفُرقَانُ بَيْنَ الخَلْقِ والْـ
724
والكُلُّ خَلْقٌ مَا هُنَا شَيئَانِ!!
وَكِلاَهُمَا عِنْدَ الُمنَازِعِ وَاحِدٌ
725
نَوْعٍ عَلَيهِ وذَاكَ فِي القُرآنِ!!
والعَطْفُ عندَهُمُ كعَطْفِ الفَرْدِ مِنْ
726
فِي آيةِ التَّفريقِ ذُو تبيانِ؛
فَيُقَالُ: هَذَا ذُو امتناعٍ ظَاهِرٍ،
727
قَدْ سُخِّرَتْ بالأمرِ للجَرَيَانِ
فالله بَعْدَ الخَلْقِ أخبَرَ أنَها
728
بِالأمْرِ بَعْدَ الخَلْقِ بالتِّبيَانِ،
وأبَانَ عَنْ تَسْخِيرِهَا سُبحَانَهُ
729
ـعُولاً هُمَا فِي ذَاكَ مُستويَانِ
والأمْرُ إمَّا مَصْدَرٌ أو كَانَ مَفْـ
730
مَصْنُوعِ قَابِلِ صَنْعةِ الرَّحْمَنِ)
مَأمُورهُ هُوَ قَابِلٌ للأمْرِ، كـ (الـ
731
ـمَخْلُوقِ يُنفَى لانْتِفَا الحِدْثَانِ.
فإذا انتفَى الأمرُ انتفىَ المأْمُورُ كالـ
732
سِرّاً عَجِيباً وَاضِحَ البُرْهَانِ
وانظُرْ إلى نَظْمِ السِّياقِ تَجِدْ بِهِ
733
والوصْفَ والتعمِيمَ في ذَا الثَّانيِ
ذَكَرَ الخُصُوصَ وَبَعْدَهُ مُتَقَدِّماً،
734
فِعْلاً وَوَصْفاً مُوجَزاً بِبَيَانِ
فأتَى بِنَوعَيْ خلْقِه وَبِأمْرِهِ
735
فَالعِلْمُ تَحْتَ تَدَبُّرِ القُرْآنِ
فَتَدبَّرِ القُرْآنَ إنْ رُمْتَ الُهدَى
736
فصلٌ
في التفريق بين ما يضاف إلى الرب سبحانه وتعالى من الأوصاف والأعيانِ
مِنْهُ. وَمجْرورٌ بِـ ((مِنْ)) نَوْعَانِ:
وَالله أخْبَرَ فِي الكِتَابِ بأنَّهُ
737
أعْيَانُ خَلْقُ الخَالِقِ الرَّحْمَنِ
عَيْنٌ، وَوَصْفٌ قَائِمٌ بالعَيْنِ، فَالْـ
738
أوْلَى بِهِ فِي عُرْفِ كُلِّ لِسَانِ.
والوَصْفُ بالمجرُورِ قَامَ لأنَّه
739
فُ إليهِ مِنْ صِفَةٍ وَمِنْ أعْيَانِ؛
ونَظِيْرُ ذَا أيضاً سَوَاءً: مَا يضَا
740
قَامَتْ بِهِ كإرادَةِ الرَّحمنِ،
فَإضَافَةُ الأوصَافِ ثَابِتَةٌ لِمَنْ
741
مُلْكاً وخَلْقاً مَا هُمَا سِيَّانِ
وَإضافَة الأعيَانِ ثَابِتَةٌ لَهُ
742
لَمَّا أُضِيفَا كَيْفَ يَفْتَرِقَانِ
فانْظُرْ إلَى بَيتِ الإلهِ وعِلْمِهِ
743
فِي ذي الإضافَةِ إذْ هُمَا وَصْفَانِ
وَكَلاَمُهُ كحَيَاتِهِ وكَعِلمِهِ
744
فكعَبْدِهِ أيضاً هُمَا ذَاتَانِ
لَكِنَّ نَاقَتَهُ وَبَيتَ إلهِنَا
745
حَقُّ الُمبِينُ وَوَاضِحُ الفُرْقَانِ
فَانْظُرْ إلَى الَجهْمِيَّ لَمَّا فَاتَهُ الْـ
746
والصُّبْحُ لاَحَ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ
كَانَ الجَميعُ لدَيْه بَاباً واحِداً!
747
فصلٌ
لِلْنَّاسِ قُرْآنٌ وَلاَ إثْنَانِ
وأتَى ابنُ حزْمٍ بَعْدَ ذَاكَ فَقَالَ مَا
748
نِ - وذَاكَ قَولٌ بَيِّنُ البُطْلاَنِ-:
بَلْ أرْبَعٌ كُلٌّ يُسَمَّى بِالقُرْا
749
¥