لاَ يَقْبَلُونَ حَقَائِقَ المعْقُولِ إلاَّ
792
إلاَّ إذَا وُضِعَتْ لَهُمْ بأوَانِي
وَمَشَارِبُ العُقَلاَءِ لاَ يَرِدُونَهَا
793
ـمَحْسُوسِ فِي ذَا العَالَمِ الجُثْمَانِ))
مِنْ جِنْسِ مَا ألِفَتْ طِبَاعُهُمُ مِنَ الـ
794
سِيمٍ، وتخْييلٍ إلَى الأذْهَانِ
فأتَوْا بِتَشْبِيهٍ، وتَمْثِيلٍ، وَتجْـ
795
لَكِنَّهُ حِلٌّ لِذِي العِرْفَانِ
ولِذَاكَ يَحْرُمُ عِنْدَهُمْ تَأوِيلُهُ
796
مِنَّا وَخرْقَ سِيَاجِ ذَا البُسْتَانِ.
فَإذَا تَأوَّلْنَاهُ كَانَ جِنَايَةً
797
بِالكِذْبِ فيه مَصَالِحُ الإنْسَانِ!!
لَكِنْ حَقِيقَةُ قَولِهِم: أنْ قَدْ أتَوْا
798
مُتَفَاوِتَانِ ومَا هُمَا عِدْلاَنِ؛
وَالفَيْلَسُوفُ وذَا الرَّسُولُ لَدَيْهِمُ
799
والفَيْلسُوفُ نَبِيُّ ذِي البُرْهَانِ،
أمَّا الرَّسُولُ فَفَيلَسُوفُ عَوَامِّهِمْ
800
أتْبَاعُ صَاحِبِ مَنطِقِ اليُونَانِ.
والحَقُّ عِنْدَهُمْ فَفِيمَا قَالَهُ
801
خَلْفَ ابْنِ سينَا فاغْتَذُوْا بِلِبَانِ؛
وَمَضَى عَلَى هَذِي المَقَالِةِ أمَّةٌ
802
النَّاصِرينَ لِمِلَّة الشَّيْطَانِ
مِنْهُمْ نَصيرُ الكُفْرِ فِي أصْحَابِهِ
803
أعْدَاءَ كُلِّ مُوَحدٍ رَبَّانِيِ
فاسْأل بِهِمْ ذَا خِبْرَةٍ تَلْقَاهُمُ
804
أَعْدَاءَ رُسْلِ الله والقُرآنِ،
واسْأل بِهِمْ ذَا خِبْرةٍ تَلْقَاهُمُ
805
ـمَعْدُومَ عِنْدَ العَقْلِ فِي الأعْيَانِ،
صُوفِيُّهُمْ عَبَدَ الوُجُودَ المطْلَقَ الـ
806
ـوحِيدِ مُنْسَلِخٌ مِنَ الأدْيَانِ
أوْ مُلِحدٌ بِالاِتِّحَادِ يَدِينُ لاَ التَّـ
807
وَصْفَ الجَمَالِ وَمَظْهَرَ الإحْسَانِ
مَعْبُودُهُ مَوطُوؤهُ فِيهِ يَرىَ
808
مَلْعُونِ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ شِيخَانِ؟!
الله أكْبَرُ كَمْ علَى ذَا المذْهَبِ الـ
809
نَ أيَادِياً مِنْهُمْ رَجَا الغُفْرَانِ
يَبْغُونَ مِنْهُم دَعْوَةً ويقَبِّلُو
810
رَجَمُوهُمُ لاَ شَكَّ بالصَّوَّانِ.
وَلَو انَّهُمْ عَرَفُوا حقِيقَةَ أمْرِهِمْ
811
وَافْرِشْ لَهمْ كَفَّاً مِنَ الأتْبَانِ
فابْذُرْ لَهُمْ إن كُنتَ تَبْغي كَشْفَهُم
812
تَظْهَر بِمظْهرِ صَاحِبِ النُّكْرَانِ
وَاظْهَرْ بِمَظْهَرِ قَابِلٍ مِنْهُم ولاَ
813
وَتَهِمُّ لَولا السَّيْفِ بِالجَرَيَانِ
وَانْظُرْ إِلَى أنْهَارِ كُفْرٍ فُجِّرَتْ،
814
فَصْلٌ
فِي مَقالاَتِ طَوائِفِ الاتحادية في كَلامِ الرَّب جَلَّ جَلاَلُه
طَمَّتْ عَلَى مَا قَالَ كُلُّ لِسَانِ
وَأتَتْ طَوَائِفُ الاتِّحادِ بِمِلَّةٍ
815
ذا الخَلْقِ مِنْ جِنٍّ وَمِنْ إنْسَانِ
قَالُوا: ((كَلاَمُ الله كُلُّ كَلامِ هَـ
816
صِدْقاً وَكِذْبًا وَاضِحَ البُطْلاَنِ
نَظْماً وَنَثْراً زُورُهُ وَصَحِيحُهُ
817
لِلْمُحْصَنَاتِ وَكُلُّ نَوْعِ أغَانِي
فالسَّبُّ والشَّتْمُ القَبِيحُ وَقَذْفُهُمْ
818
ـنُ وسَائِرُ البُهْتَانِ والهَذَيَان
وَالنَّوحُ والتَّعْزِيمُ وَالسِّحْرُ المُبيـ
819
وكَلاَمُهُ حَقَّاً بلاَ نُكْرَانِ))
هُو عَيْنُ قَوْلِ الله جَلَّ جَلاَلُهُ
820
وعَلَيْهِ قَامَ مُكَسَّحُ البُنْيَانِ؛
هَذَا الذِي أدَّى إليْهِ أصْلُهُمْ
821
عَيْنُ الوُجُودِ وعَيْنُ ذِي الأكْوانِ
إذْ أصْلُهُمْ أنَّ الإلهَ حَقِيقَةً
822
وَصِفَاتُهُ مَا هَا هُنَا قَوْلاَنِ.
فَكَلاَمُهَا وَصِفاتُهَا هُوَ قَولُهُ
823
يْنِ مِنْ قُبْحٍ ومِنْ إحْسَانِ
وكَذَاكَ قَالُوا إنَّهُ الموْصُوفُ بالضِّدَّ
824
لِ وَضِدِّهِ مِنْ سَائِر النُّقْصَانِ.
وَكَذَاكَ قَدْ وَصَفُوهُ أيضاً بالكَمَا
825
حُمِلَتْ إليكَ رَخِيصَةَ الأثمَانِ
هَذِي مَقَالاَتُ الطَّوَائِفِ كُلِّهَا
826
ألْفَيتَهَا أبداً بذَا التِّبْيَانِ
وأظُنُّ لَوْ فَتَّشْتَ كُتْبَ النَّاسِ مَا
827
أبصَرْتَ ذَاتَ الحُسنِ والإحسَانِ،
زُفَّتْ إلَيْكَ فإنْ يَكُنْ لَكَ نَاظِرٌ
828
خَرَقُوا سِيَاجَ العَقْلِ والقُرْآن
فَاعْطِفْ عَلَى الجَهمِيَّةِ المُغُلِ الأُلَى
829
بَلْ نَادِ فِي نَادِيهُمُ بأذَانِ
شَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ واكسِرْهُمُ
830
ـمَسْمُوعَ مِنْ لُغَةٍ بِكُلِّ لِسَانِ
أفسَدتُمُ المَعْقُولَ والمنقُولَ و والـ
831
ـمَسْلُوبِ مَعْنَاهُ لِذِي الأذْهَانِ؟!
أيَصِحُّ وَصْفُ الشَّيءِ بالمشْتَقِّ للْـ
832
ويَصِحُّ شَكَّارٌ بلاَ شُكْرَانِ؟!
أيَصِحُّ صَبَّارٌ ولاَ صَبْرَ لَهُ
833
¥