وَيَصِحُّ غَفَّارٌ بِلاَ غُفْرانِ؟!
وَيَصِحُّ عَلاَّمٌ وَلاَ عِلْمَ لَهُ
834
والسَّمْعُ والإبْصَارُ مَفْقُودَانِ؟!
ويُقَالُ هَذَا سَامِعٌ أو مُبْصِرٌ
835
وفِي اللُّغَاتِ وغيْرُ ذِي إمْكَانِ.
هذا مُحالٌ في العقول وفي النُّقُولِ
836
لَكِنْ بقَوْلٍ قَامَ بالإنْسَانِ
فَلِئنْ زَعَمْتُمْ أنَّهُ مُتَكَلِّمٌ
837
وعَلَيْكُمُ فِي ذَاكَ مَحْذُورَانِ:
أوْ غَيْرِه؛ فيُقَالُ: هَذَا بَاطِلٌ
838
ـنَاهُ بِهِ، وثُبُوتُهُ للثَّانِيِ
نَفْيُ اشتقَاقِ اللَّفْظِ للموجُودِ مَعْـ
839
قَلْبُ الحَقَائِقِ أقْبَحُ البُهْتَانِ.
أعْنِى الَّذِي مَا قامَ مَعْنَاهُ بِهِ!.
840
وَأخُوهُ مَعْدَودٌ مِنَ العُمْيَانِ
ونَظيِرُ ذَا أَخَوَانِ هَذَا مُبْصرٌ
841
هُ مُبْصِراً وبِعكْسِهِ فِي الثَّانِيِ!
سَمَّيْتُمُ الأعْمَى بَصيراً إذ أخو
842
فِي فَعْلِهِ كَالخَلْقِ للأَكْوَانِ
فَلَئِنْ زَعَمْتُمْ: ((أنَّ ذَلِك ثَابِتٌ
843
إذْ لاَ يَكُونُ مَحَلُّ ذِي حَدَثَانِ
والفِعْلُ ليْسَ بِقَائِمٍ بِإِلَهنَا
844
فَكَذلِكَ المُتَكَلِّمُ الوَحْدَانِ
ويَصَحُ أنْ يُشْتَقَّ مِنْهُ خَالِقٌ،
845
لَيْسَ الكَلاَمُ لَهُ بوَصْفِ مَعَانِي،
هُوَ فَاعِلٌ لِكَلامِهِ وكِتَابِهِ
846
فِطْرَاتِ وَالمَسمُوعِ لِلإنْسَانِ
وَمُخَالفُ المَعْقُولِ وَالمَنْقُولِ وَالْـ
847
وصْفٌ قَديمٌ أحْرُفٌ ومعانِي
مَنْ قَالَ: (إنَّ كَلامَهُ سُبْحَانَهُ
848
لَكِنْ هُمَا حَرْفَانِ مُقْتَرِنَانِ)،
وَالسِّين عِند البَاءِ لَيسَتْ بَعْدَهَا
849
مَعْنَىً قَدِيمٌ قَامَ بِالرَّحْمَنِ
أوْ قَالَ: (إنَّ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ
850
عَرَبِي حَقِيقَتُهُ وَلاَ العِبْرَانِي
مَا إنْ لَهْ كُلٌّ ولاَ بَعْضٌ ولاَ الـ
851
هُوَ عَيْنُ إخْبَارٍ بِلاَ فُرْقَانِ،
والأمْرُ عَيْنُ النَّهْيِ، وَاسْتفْهَامُهُ
852
دُوراً لهُ بَلْ لاَزِمُ الرَّحْمَنِ)
وكَلاَمُهُ كَحَيَاتِه مَا ذَاكَ مَقْـ
853
مَنْقُولَ وَالفِطْرَاتِ لِلإنْسَانِ.
هَذَا الذِي قَدْ خَالَفَ المَعْقُولَ وَالـ
854
ذُو أحْرُفٍ قَدْ رُتِّبَتْ بِبَيَانِ
أمَّا الذِي قَدْ قَالَ: إنَّ كَلاَمَهُ
855
كَالفِعْلِ مِنْهُ كِلاَهُمَا سِيَّانِ
وكَلاَمَهُ بمَشيئةٍ وإرَادَةٍ
856
عُقَلاَءُ صِحَّتَهُ بِلاَ نُكْرَانِ،
فَهْوَ الذِي قَدْ قَالَ قَولاً يَعْلَمُ الـ
857
أوْلَى وأَقْرَبَ مِنْهُ لِلبُرْهَانِ؟
فَلأِيِّ شَيْءٍ كَانَ مَا قَدْ قُلْتُمُ
858
أصْحَابَ هَذَا القَوْلِ بِالعُدْوَانِ؟
وَلأِيِّ شَيْءٍ دَائِماً كَفَّرْتُمُ
859
قِيقٍ وَإَنْصَافٍ بِلاَ عُدْوَانِ
فَدَعُوا الدَّعَاوى وَابْحَثُوا مَعَنَا بِتَحْـ
860
إنْ كَانَ ذَاكَ الرَّفْوُ في الإمْكَانِ))
وَارْفُوا مَذَاهِبَكُمْ وسُدُّوا خَرْقَهَا
861
أدْلَوْا إلَيْكَ بِحُجَّةِ وَبَيَانِ
فَاحْكُمْ هدَاكَ الله بَيْنَهُمُ فَقَدْ
862
هُمْ عَسْكَرُ القُرْآنِ والإيَمانِ
لاَ تَنْصُرَنَّ سِوَى الحَدِيثِ وَأهْلِهِ
863
لَتَكُونَ مَنْصُوراً لَدَى الرَّحْمَنِ
وَتَحَيَّزَنَّ إلَيْهمُ لاَ غَيْرِهم
864
أهْلِ الكَلاَم وَقَادَهُ أصْلاَنِ:
فَتَقُولَ: هَذَا القَدْرُ قَدْ أعْيَا عَلَى
865
أوْ غَيْرُه فَهُمَا لَهُمْ قَوْلاَنِ:
إحْدَاهُمَا هَلْ فِعْلُهُ مَفْعُولُهُ
866
فَرُّوا مِنَ الأوْصَافِ بالحَدَثَانِ
والقَائِلُونَ بِأنَّهُ هُوَ عَيْنُهُ:
867
تَعْطِيلُ خَالِقِ هَذِه الأكْوَانِ
لَكِنْ حَقِيقَةُ قَولِهِمْ وَصَرِيحُهُ
868
لَكِنَّهُ مَا قَامَ بالرَّحْمَنِ
عَنْ فِعْلِهِ إذْ فِعْلُهُ مَفْعُولُهُ
869
مَفْعُولُ مُنْفَصِلٌ عَنِ الدَّيَّانِ،
فَعَلَى الحَقِيقَةِ مَا لَهُ فِعْلٌ إذْ الـ
870
مُتَنَازِعُونَ وَهُمْ فَطَائِفَتَانِ:
وَالقَائِلُونَ بِأنهُ غَيْرٌ لَهُ:
871
بِالذَّاتِ وَهوَ كَقُدْرَةِ المَنَّانِ
إحْدَاهُمَا قَالَتْ قَدِيمٌ قَائِمٌ
872
أتْبَاعُ شَيْخِ العَالَمِ النُّعْمَانِ -
سَمَّوهُ تَكْويناً قَدِيماً - قَالهُ
873
بَلْ كَابَرُوهُمْ مَا أتَوا بِبَيانِ،
وَخُصُومُهُمْ لَمْ يُنْصِفُوا فِي رَدِّهِ
874
بِالذَّاتِ قَامَ، وَإنَّهُمْ نَوْعَانِ:
وَالآخَرُونَ رَأوُه أمْراً حَادِثاً
875
حَذَرَ التَسَلْسُلِ لَيْسَ ذَا إمْكَانِ
إحْدَاهُمَا جَعَلْتهُ مُفْتَتَحاً بِهِ
876
فَفِعَالُهُ وَكلاَمُهُ سِيَّانِ،
¥