لَيْسَ القَدِيمُ سِوَاهُ في الأكْوَانِ
هَذَا وَمَا دُونَ الْمهَيْمِنِ حَادِثٌ
919
مَا رَبُّنَا وَالخَلْقُ مُقْتَرِنَانِ
وَاللهُ سَابِقُ كُلِّ شَيْءٍ غَيْرِهِ
920
سُبْحَانَهُ جَلَّ الْعظِيمُ الشَّانِ،
وَاللهُ كَانَ وَلَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَهُ
921
نْدِيقُ صَاحِبُ مَنْطِقِ اليُونَانِ
لَسْنَا نَقُولُ كَمَا يَقُولُ المُلْحِدُ الزِّ
922
أرْوَاحِ فِي أزَلٍ وَلَيْسَ بِفَانِي
بِدَوَامِ هَذَا العَالَمِ الَمشْهُودِ وَالْـ
923
كَفَرُوا بِخَالِقِ هَذه الأكْوانِ.
هذي مَقَالاتُ المَلاحِدةِ الأُلى
924
للمُسْلِمينَ فَقَالَ بالإمْكَانِ
وأتَى ابنُ سِينَا بَعدَ ذَاكَ مصَانِعاً
925
ما كَانَ معدُوماً ولا هُوَ فَانِي
لَكِنَّهُ الأزليْ فليسَ بمُحْدَثٍ
926
ـنَهُمَا الحروبُ وما هُمَا سِلْمَانِ،
وأتى بصُلْحٍ بَين طَائِفَتَيْنِ بَيْـ
927
ـيونان صُلحاً قَطُّ فِي الإيمانِ
أنَّى يكون المسلمون وشيعةُ الـ
928
والحَرْبُ بَينَهُمَا فَحَرْبُ عَوَانِ!
والسيْفُ بين الأنبياءِ وَبَيْنَهمْ
929
ـح بِصَارِمٍ منْهُ وَسَلِّ لِسَانِ
وكَذَا أتى الطُّوسِيُّ بالحَرْبِ الصَّريـ
930
مِنْ أُسِّهِ وَقَوَاعِدِ البُنْيَانِ؛
وَأتَى إلَى الإسْلام يَهْدِمُ أصْلَهُ
931
كَفَرُوا بِدِينِ الله والقُرْآنِ،
عَمَرَ المَدَارِسَ لِلْفَلاسِفَةِ الأُلَى
932
ـقُلُهَا إلَيْهمْ فِعْلَ ذِي أضْغَانِ،
وَأتَى إِلَى أوْقَافِ أهْلِ الدِّينِ يَنْـ
933
هِيَ لابْنِ سِينَا مَوضِعَ الفُرْقَانِ،
وَأرَادَ تَحْوِيلَ (الإشَارَاتِ) الِتي
934
مِيسِ الِتي كَانَتْ لدى اليُونَانِ
وَأَرَادَ تَحْوِيلَ الشَّرِيعَةِ بِالنَّوَا
935
ذَا لَيْسَ فِي الَمْقدُورِ والإِمْكَانِ
لَكِنَّهُ عَلِمَ اللَّعِينُ بِأنَّ هَا
936
ةَ وسَائِرَ الفُقَهَاءِ فِي البُلْدَانِ
إلاَّ إِذَا قَتَلَ الخَلِيفَةَ وَالقَضَا
937
أمْرِ الذِي هُوَ حِكْمَةُ الرَّحْمَنِ-
فَسَعَى لِذَاكَ - وَسَاعَدَ الْمَقْدُورُ بِالْـ
938
فِي عَسْكَرِ الإِيمَانِ والقُرآنِ
فَأشَارَ أنَّ يَضَعَ التَتَارُ سُيُوفَهُمْ
939
نْيَا لأجْلِ مَصَالِحِ الأبْدَانِ
لكِنَّهُمْ يُبْقُونَ أهْلَ صَنَائِعِ الدُّ
940
مِثْلٍ لَها مَضروبةً بِوِزانِ
فَغَدَا عَلَى سَيْفِ التَّتَارِ: الألْف فِي
941
مَضْرُوبَةً بالعَدِّ والحُسْبَانِ
وكَذَا ثَمَانِ مِئينِهَا فِي ألْفِها
942
دُ كَذَا المَجُوسُ وعَابِدُ الصُّلْبَانِ
حَتَّى بَكَى الإسْلامَ أعْدَاهُ اليَهُو
943
لِ وَعَسْكَرِ الإيمَانِ والقُرْآنِ
فَشَفَى الْلعِينُ النَّفْسَ مِنَ حَزْبِ الرَّسُو
944
شَهِدَ الوَقِيعَةَ مَعْ أبِي سُفْيَانِ
وَبِوُدِّهِ لَوْ كَانَ فِي أحُدٍ وقَدْ
945
أوْ أنْ يُرَى مُتَمَزِّقَ اللُّحْمَانِ.
لأقَرَّ أعْيُنَهُمْ وأوْفَى نَذْرَهُ،
946
ذَا العَالَم المَخْلُوقِ بِالبُرْهَانِ
وشَوَاهِدُ الإحْدَاثِ ظَاهِرَةٌ عَلَى
947
بِحُدُوثِ كُلِّ مَا سِوَى الرَّحْمَنِ،
وَأدِلَّةُ التَّوْحِيدِ تَشْهَدُ كُلُّهَا
948
مَعَهُ قَدِيماً كَانَ رَبَّاً ثَانِي
لَوْ كَانَ غَيْرَ الله جَلَّ جَلاَلُهُ
949
فَيَكُونُ حِينَئذٍ لَنَا رَبَّانِ،
إذْ كَانَ عَنْ رَبِّ العُلَى مُسْتَغْنيِاً
950
أفَمُمْكِنٌ أنْ يَسْتَقِلَّ اثْنَانِ؟!
وَالرَّبُّ بِاسْتِقْلاَلِهِ مُتَوَحِّدٌ
951
فَإذَاً هُمَا عَدَمَانِ مُمْتَنِعَانِ.
لَوْ كَانَ ذَاكَ تَنَافِياً وتَسَاقُطاً
952
كُلٌّ لِصَاحِبِهِ هُمَا عِدْلاَنِ
والقَهْرُ والتَّوحِيدُ يَشْهَدُ مِنْهُمَا
953
تِ الله فَانْظُرْ ذَاكَ فِي القُرآنِ
ولِذَلِكَ اقْتَرَنَا جَمِيعاً فِي صِفَا
954
إمْكَانِ أنْ تَحْظَى بِهِ ذَاتَانِ
فَالوَاحِدُ القَهَّارُ حَقَّا لَيْسَ فِي الْـ
955
فَصْلٌ
فِي اعْتِراضِهِم عَلَى القَول بِدوام فَاعِلِيِةِ الرَّبِّ تَعَالَى وكَلاَمِهِ
والانْفِصَال عَنْهُ
قُلْنَا صَدَقْتُمْ وَهْو ذُو إمْكَانِ
فَلئِنْ زَعَمْتُمْ أنْ ذَاكَ تَسَلْسُلٌ
956
هَلْ بَيْنَ ذَيِنكَ قَطُّ مِنْ فُرْقَانِ؟!
كَتَسَلْسُلِ التَّأْثير فِي مُسْتَقْبَلٍ
957
نَقْلٍ وَلاَ نَظَرٍ وَلاَ بُرْهَانِ
والله مَا افْتَرَقَا لِذَي عَقْلٍ وَلاَ
958
هَذِى العُقولُ ونحن ذُو أذْهَانِ
فِي سلبِ إمْكانٍ ولا فِي ضِدِّه
959
فرقاً يَبِينُ لصالحِ الأذْهانِ.
فليَأتِ بالفُرقانِ من هو فارقٌ
960
¥