تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

علاَّفُ فِي الإنْكارِ والبُطلانِ

وكذَاكَ سَوَّى الجهْمُ بَينَهما كَذَا الْـ

961

قَطْعَاً عَلَى الجَنَّاتِ والنيرَانِ؛

ولأجْلِ ذَا حَكَمَا بِحكْمٍ باطِلٍ

962

ـحَرَكَاتِ أفْنَى قالَهُ الثورَانِ.

فَالجَهْمُ أفنَى الذَّاتَ والعلافُ لِلْـ

963

وبَعْدَهُ ابنُ الطيِّبِ الرَّبَّانِي

وأبُو علِيٍّ وابْنُهُ والأشْعَرِيُّ

964

ـمَذْمُومِ عِنْدَ أئِمةِ الإيمَانِ

وجَميعُ أرْبَابِ الكَلاَمِ البَاطِلِ الْـ

965

حَقٌّ، وفِي أزَلٍ بِلاَ إمْكَانِ

فَرَقُوا وقَالُوا: ((ذَاكَ فِيمَا لَمْ يَزَلْ

966

إِحْداثِ: مَا هَذانِ يَجْتَمِعانِ

قَالوا لأجْلِ تناقُضِ الأَزَلِيِّ والـ

967

مَا فيهِ محْذُورٌ مِنَ النُّكْرَانِ!!))

لَكِن دَوَامُ الفِعْل فِي مُستْقبلٍ

968

وِيجاً عَلَى العُوْرَانِِ والعُميَانِ!!

فَانْظُر إلَى التَّلْبِيسِ فِي ذَا الفَرْقِ تَرْ

969

أزَلٍ لِذِي ذِهْنٍ وَلاَ أعيَانِ

مَا قَالَ ذُو عَقْلٍ بِأن الفَردَ ذُو

970

دٍ قَبْلَهُ أبداً بِلاَ حُسْبَانِ،

بَلْ كُلُّ فَردٍ فَهوَ مَسبُوقٌ بِفَرْ

971

ـحُوقٌ بِفَرْدٍ بَعْدَه حُكْمَانِ

ونَظِيرُ هَذَا كُلُّ فَردٍ فَهوَ مَلْـ

972

ـحُوقٌ وَكُلٌّ فَهْوَ مِنْهَا فَانِي،

للنَّوعِ وَالآحَادِ: مَسْبوقٌ وَمَلْـ

973

يَفْنَى كَذلِكَ أَوَّلاً بِبَيانِ،

وَالنَّوع لاَ يَفْنَى أخِيراً، فهو لاَ

974

فِي الذِّهن، وَهوَ كَذاكَ فِي الأعْياَنِ.

وتَعَاقُبُ الآنَاتِ أمْرٌ ثَابِتٌ

975

آنَاتِ مُفْتَتحٌ بلاَ نُكْرَانِ

فَإذَا أبَيْتُمْ ذَا وَقُلْتُمْ أوَّلُ الْـ

976

إلاَّ بِسَلْبِ وُجُودِهِ الحَقَّانِي.

مَا كَانَ ذَاكَ الآنُ مَسْبُوقاً يُرَى

977

تَعْنُونَ مُدةَ هذِهِ الأزْمَانِ

فَيُقَالُ: مَا تعنُون بالآنَاتِ، هَلْ

978

وَالأرْضِ وَالأفْلاَكِ وَالقمَرانِ؟

مِن حِينِ إحْداثِ السَّمَواتِ العُلَى

979

مِنْ قَبْلِهَا شَيْء مِنَ الأكْوانِ

وَنَظُنُّكُمْ تَعْنُونَ ذَاكَ، وَلَمْ يَكنْ

980

نَصٍّ وَمِن نَظَرٍ وَمِن بُرْهَانِ؟!

هَلْ جَاءَكُمْ فِي ذَاكَ مِنْ أثَرٍ وَمِن

981

ـمَعْقُولُ فِي الفطْرَاتِ والأذْهَانِ،

هَذَا الكِتَابُ وهَذِهِ الآثَارُ والْـ

982

مِنْهَا فَحُكْمُ الحَقِّ ذو تِبْيَانِ

إنَّا نُحَاكِمُكُمْ إلَى مَا شِئْتُمُ

983

نَ وذَاكَ مَأخُوذٌ مِنَ القُرْآنِ؟!

أوْ لَيْسَ خَلْقُ الكونِ فِي الأيَّامِ كَا

984

كَحُدُوثِ شَيْءٍ وَهوَ عَيْنُ زَمَانِ؟!

أوْ لَيْسَ ذَلكُمُ الزَّمَانُ بِمُدَّةٍ

985

لِسِوَاهُ تِلْكَ حَقِيقَةُ الأزْمَانِ.

فَحَقِيقَةُ الأزْمَانِ نِسْبةُ حَادِثٍ

986

ـوْقِيتِ قَبْلَ جَمِيعِ ذِي الأعْيَانِ

وَاذْكُر حَدِيثَ السَّبْقِ للْتَّقْدِيرِ وَالتَـ

987

ـمُخْتَارُ سَابِقَةً لِذِي الأكْوْان،

َ خَمْسِينَ ألْفاً مِن سِنيِنٍ عَدَّهَا الْـ

988

قَبْلِ السِّنِينَ بِمُدَّةٍ وَزَمَانِ،

هَذَا وَعَرْشُ الرَّبِّ فَوْقَ المَاءِ مِنْ

989

كُتِبَ القَضَاءُ بِهِ مِنَ الدَّيَّانِ

وَالنَّاسُ مُختلفُونَ فِي القَلَمِ الذِي

990

قولاَن عِند أبِي العَلاَ الهَمَذَانِي.

هلْ كَانَ قبل العرشِ أو هُو بعدَه؟

991

قَبْلَ الكِتَابَة كَانَ ذَا أرْكَانِ،

وَالحقُّ أنَ العرْشَ قبلُ لأنَّه

992

إيجَادَهُ مِن غَير فَصْل زَمَانِ

وَكِتابةُ القَلمِ الشَّريفِ تَعَقَّبَتْ

993

فَغَدَا بِأمْرِ الله ذَا جَرَيَانِ

لمَّا برَاهُ الله قَالَ: اكتب كَذا

994

يَوْمِ المعَادِ بِقُدْرَةِ الرَّحْمَنِ

فجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ أبَداً إلِى

995

مِن قَبْلُ ذَا عَجْزٍ وذَا نُقْصَانِ؟!

أفَكَان ربُّ العَرْشِ جَلَّ جَلاَلُه

996

ـدُورٌ لَهُ أبداً وذُو إمْكانِ؟.

أمْ لَمْ يَزَل ذَا قُدرةٍ والفِعْلُ مَقْـ

997

أدَّاهُمُ لخِلاَفِ ذَا التِّبْيَانِ؟

فَلَئِنْ سَألْتَ وَقُلْتَ: مَا هَذَا الذِي

998

سُبْحَانَهُ هُوَ دَائِمُ الإحْسَانِ؟

وَلأِيِّ شَيْءٍ لَمْ يَقُولُوا إنَّهُ

999

أصْلَ الكَلاَمِ عَمُوا عَنِ القُرآنِ

فَاعْلَمْ بأنَّ القومَ لمَّا أسَّسُوا

1000

عَن فِطْرةِ الرَّحمن والبُرْهَانِ

وَعَنِ الحَدِيثِ وَمُقْتَضَى المَعْقُولِ بَلْ

1001

- قسْراً- إلَى التعْطِيلِ وَالبُطْلاَنِ:

وبَنَوا قَواعِدَهُم عليهِ فَقَادَهُم

1002

بِالرَّبِّ خَوفَ تسلسُلِ الأعْيَانِ

نَفْيُ القِيامِ لِكُلِّ أمْرٍ حَادثٍ

1003

إثْبَاتَ صَانِعِ هَذِهِ الأكْوانِ؛

فَيَسُدُّ ذَاكَ عليهِمُ فِي زَعْمِهِم

1004

دِثَةً فلاَ تَنْفَكُّ عَن حَدَثَانِ

إذْ أثْبَتُوهُ بِكَونِ ذِي الأجْسَادِ حَا

1005

لِحُدُوثِها إذ ذَاكَ مِن بُرهَانِ!!

فإذَا تسَلْسَلْت الحَوادِثُ لَم يَكنْ

1006

والجسمُ لا يخلو عن الحَدَثانِ

فَلأجْلِ ذَا قَالوا: ((التسلسُلُ بَاطِلٌ

1007

هَذَا الدَّليلِ بِواضحِ البُرهَانِ)).

فَيَصِحُّ حِينَئِذٍ حُدُوثُ الجِسْمِ مِن

1008

فِي ذَا المَقَامِ الضَّيِّقِ الأعْطَانِ

هَذِي نِهَايَاتٌ لأَقْدَامِ الوَرَى

1009

يُنْجِي الوَرَى مِن غَمْرةِ الحَيْرَانِ؟

فَمَنِ الذِي يأتِي بِفَتْحٍ بَيِّنٍ

1010

مِن جَنَّةِ المَأوَى مَعَ الرِّضْوَانِ

فَاللهُ يَجْزِيهِ الذِي هُو أهلُهُ

1011

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير