تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في كتاب (البر والصلة والأدب) عند شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قاتل أحدكم أخاه، فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته ".

قال الشارح:

(قوله: " فإن الله خلق آدم على صورته " اختلفوا شديداً في تأويل هذا الحديث، فقيل: الضمير يرجع إلى الله فيكون هذا من أحاديث الصفات، ومذهب السلف الإيمان بها كما وردت من غير تكييف ولا تعطيل ولا نفي ولا تمثيل، لكن يرد على هذا في هذا الحديث أن آدم لو كان مخلوقاً على صورة الله لحصل بين الصورتين تشابه فلا يمكن نفي التشبيه، وقول السلف يوجب نفي التشبيه وقيل: إضافة الصورة إلى الله إضافة تشريف واختصاص، مثل ناقة الله، وبيت الله. وقيل: الضمير في " صورته " يرجع إلى آدم. قالوا: إذن لا فائدة فيه؛ لأن كل أحد خلق على صورته. يقال: فائدته التنبيه على أن آدم خلق على هذه الصورة من أول يوم، وليس أنه خلق على صورة أخرى، ثم ارتقى إلى هذه الصورة والهيئة خلال آلاف السنين. وقيل: الضمير في " صورته " يرجع إلى هذا الرجل المضروب. ولا إشكال فيه من حيث المعنى).

وقال الشارح أيضاً عند شرحه حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم (7163) في كتاب (صفة الجنة وأهلها):

(قوله: " خلق الله آدم على صورته " اختلفوا في إرجاع هذا الضمير، فمنهم من رده إلى الله، ومنهم من رده إلى آدم، ووجهه بأن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها، لم ينتقل في النشأة أحوالاً ولا تردداً في الأرحام أطواراً كذريته، بل خلقه الله رجلاً كاملاً سوياً من أول ما نفخ فيه الروح، ويمكن توجيهه أيضاً بأنه حينما خلق، خلق على هذه الصورة، لا أنه خلق على صورة أخرى، ثم تطور تطورات حتى وصل إلى هذه الصورة كما يقول الإرتقائيون) انتهى كلام الشارح.

أقول:

أما قوله: (اختلفوا شديداً في تأويل هذا الحديث .. ).

فيقال:

لم يكن بين السلف الصالح من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله سبحانه، ولهذا أنكر إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد رحمه الله على من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم، فقد روى الخلال عن أبي طالب، قال سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل يقول: (من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم، فهو جهمي، وأي صورة لآدم قبل أن يخلقه).

وقال الخلال: وأخبرنا أبو بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد الله كيف تقول في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " خلق الله آدم على صورته " قال وقد رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم على صورته، فنقول كما جاء الحديث. قال سمعت أبا عبد الله يقول: لقد سمعت الحميدي بحضرة سفيان بن عيينة فذكر هذا الحديث " خلق الله آدم على صورته " فقال: (من لا يقول بهذا فهو كذا وكذا يعني من الشتم وسفيان ساكت لا يرد عليه شيئاً).

وقول الشارح: (فقيل: الضمير يرجع إلى الله فيكون هذا من أحاديث الصفات، ومذهب السلف الإيمان بها كما وردت من غير تكييف ولا تعطيل ولا نفي ولا تمثيل .. ): يوهم أن هناك خلاف بين السلف الصالح في رجوع الضمير في الحديث إلى الله وهذا ليس بصحيح.

أما قوله: (من غير تكييف ولا تعطيل ولا نفي ولا تمثيل .. ).

فيقال:

عبارة أهل السنة والجماعة: (من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل) والشارح حذف من العبارة نفي التحريف وقال: (ولا نفي) ومن المعلوم أن التعطيل والنفي معناهما واحد؛ فإن التعطيل في الاصطلاح هنا: إنكار ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات أو إنكار بعضه.

أما التحريف الذي وقع فيه الشارح وحذف نفيه من كلام أهل السنة، فمعناه في الاصطلاح: تغيير النص لفظاً ومعنى، والتحريف اللفظي كتحريف بعضهم قوله تعالى (وكلم الله موسى تكليماً) (سورة النساء: آية 164).بنصب لفظ الجلالة ليكون التكليم من موسى.

والتحريف المعنوي هو صرف اللفظ عن ظاهره بلا دليل، كتحريف الشارح لهذا الحديث.

ثم قال الشارح: (لكن يرد على هذا في هذا الحديث أن آدم لو كان مخلوقاً على صورة الله لحصل بين الصورتين تشابه فلا يمكن نفي التشبيه، وقول السلف يوجب نفي التشبيه).

فيقال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير