ـ[حسام سعيد]ــــــــ[12 - 05 - 05, 01:46 ص]ـ
أخي الكريم ابن راجح صاحب العقل الراجح وفقك الله:
جزاك الله خيرًا على غيرتك، وصدقني أنا موافقك على كل ما تقوله وزيادة، وأنت تعلم موقفي من الأمر من مشاركاتي السابقة، ولكني أستأذنك في كلامي الآتي، وأرجو أن تنصح لي فيه:
لعلنا أخي بعد كلام الأخ ابن عباس الخطيب وكذا بعد المداخلة الجميلة من الشيخ أبي المعاطي والتي أظهر فيها خلقًا جمًّا، وهو الذي سُبَّ وشُتِم أصالةً، بل جاء اسمه في رأس قائمة العصابة إياها التي تصورها الخطيب وبدأ في توزيع أدوارها وتهمها، حتى تخيلنا لبعض الوقت أننا أمام مافيا جديدة.
ثم جرتْ في الناس أمور لا تخفى عليكم، وصدقني قد خشيتُ منها على شركة التراث، وأن تكون سببًا في انقطاعها عن المسيرة، وقد كتبتُ هذا في مشاركاتي السابقة صراحة ونصحتُ للتراث في هذا الجانب.
ولكن أخي الحبيب: أما وقد اعتذرت التراث عما بدر منها، ثم جاءت تمشي على استحياء، صدقني على استحياء، وهذا واضح جدًا من هدوء مشاركاتهم، وهدوء لهجتهم هذه المرة، في محاولة إصلاح ما أفسدته أيديهم أولا.
فدعنا أخي نفسح لهم الطريق، ونقول للمذنب: هيا تقدم فقد سامحناك بشرط أن لا تعود لمثلها أبدًا، ونأخذ بأيديهم للطريق الصحيح.
لستُ تُراثيًّا، ولا أعمل عندهم، ولا تربطني بهم أية صلة، ولا أريدها إلا إذا أصلحوا كتبهم وكفوا ألسنتهم وأقلامهم وبرامجهم السيئة عن الناس، وجوَّدوا وحسنوا في أعمالهم، فساعتئذٍ سأكون أول الراغبين فيهم، أما الآن فالهجر لهم والشدة عليهم قد تصلحهم، ولكن إذا عادوا راغبين كما في المشاركات الأخيرة لهم، فعلينا حينئذٍ أن نفتح لهم الباب، وعفى الله عما سلف، ومن شيم الكرم التي لا تخفى عليكم العفو عند المقدرة، وقد قدرتَ يا ابن راجح حقيقةً، حتى لو حاولت التراث وعملاؤها أن تقول خلاف هذا فلا تسمع لهم، فالصفحات الماضية شاهدةٌ عليهم، فاعفُ أيها القادر، ولنفتح المجال لابن راتب وأبي المعاطي يُصلحا ما كان لعلهما يقدران.
قد أبدو حالمًا، ربما، ولكن ما أطلبه ليس مستحيلاً، وبهذه المناسبة أرجو من أخينا الخطيب أن يبادر هو بالاتصال بأصحاب الموسوعة الشاملة، فظني كما بدأهم أول مرة بالهجوم عليهم، فليبدأ هو أيضًا بالمصالحة، ومد اليد بالسلام لهم ولغيرهم، فهذا أدعى لقبول سعيه ونجاحه بإذن الله.
وأرجو من أخينا الخطيب أن يُسمعنا هنا أخبارًا سارةً في خلال الأيام القادمة، بمصالحة أجراها مع طرف من الأطراف، وخاصة إخوانه أصحاب الموسوعة الشاملة الذين أوفاهم الكيل وزيادة، فليُقَدِّم المصالحة معهم على غيرهم، كما ليحرص على المصالحة مع المحققين والناشرين.
أخي الخطيب: ليتك تترك مسألة النقاشات وتبدأ بتطييب الخواطر فهو أولى وأصح طريقًا، والنقاش لا يجدي مع من أهنته سلفًا، وأظن الفرصة الآن قد أتتك لاغتنامها فلا تضيعها، وسننتظر لنرى نتيجة ما يجري وما تبلغنا به في خلال الأيام القادمة بإذن الله تعالى.
الشيخ أبو المعاطي: أعود وأكرر لكم ما سبق مني في مشاركة سابقة: أرجو أن يكون الدافع في الإصدار الثاني من الموسوعة لله، ولله فقط، وأن لا يغرنكم تصفيق مُصَفِّق، ولا يجزعنكم ذمّ ذامّ.
والسلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته.
حسام سعيد.
ـ[عطية]ــــــــ[12 - 05 - 05, 06:46 ص]ـ
الذي لمسته من كلام الأخ ابن عباس الخطيب بارك الله فيه في رده المطول أنه يميل إلى التفريق بين أمرين: نقل كلام المؤلف التراثي من المطبوع إلى كتاب إلكتروني و نقل كلام المؤلف من كتاب إلكتروني إلى كتاب إلكتروني آخر. فما عملته شركتهم وغيرها من الشركات هو الأول أي النقل من المطبوع وجعله في صورة إلكترونية، وما عمله أصحاب الموسوعة هو الثاني أي نقل كتبهم الإلكترونية الجاهزة إلى صورة إلكترونية أخرى وتضمينها برنامجا آخر.
ومن الفروق بين العَمَلَيْن: أن النقل من المطبوع إلى الإلكتروني يحتاج إلى جهد ووقت ومال وموظفين لإدخال البيانات، وتدقيقها، ويزداد ذلك إذا أجريت هناك تعديلات على المطبوع من قبيل فصل المتن عن السند وغير ذلك من الأمور التي قامت بها شركة التراث. أما النقل من صورة إلكترونية إلى صورة إلكترونية أخرى كما فعله أصحاب الموسوعة الشاملة أحسن الله إليهم فليس فيه جهد يذكر لأنه يقوم أصلا على القص واللصق دون أي شيء آخر.
لكن هل يكفي هذا الفرق لإباحة العمل الأول دون الثاني؟ ما أراه هو لا، فإذا ملنا إلى القول بأن حقوق المحققين والناشرين محفوظة ومحترمة شرعا فيجب أن نحرم كلا العملين ما قامت به التراث وما قام به أصحاب الموسوعة وإذا ملنا إلى إباحته فيجب أن نبيح كلا العملين أيضا أما دعوى الفرق بأن العمل الأول مكلف والآخر غير مكلف فهذا الفرق غير مؤثر، خصوصا إذا علمنا أن عمل المحقق الذي ينقل من المخطوط إلى المطبوع مكلف أيضا بل ربما هو أكثر مما تكلفته شركة التراث نفسها.
نقطة أخرى لم يتضمنها رد الأستاذ ابن عباس الخطيب، وهي أنهم في مكتباتهم لم يكتفوا بنقل النص من المطبوع فقط بل قاموا بالعزو إليه بالرقم والجزء والصفحة مع إضافة بطاقة للتعريف بالكتاب، وهذا فيه من الضرر على المحقق الكثير لأن ذلك سيقلل من مبيعات الكتاب لاكتفاء الناس بالنسخة الإلكترونية التي يمكن العزو من خلالها إلى المطبوع فكأنك تملك المطبوع مع أنك لم تدفع شيئا. فلو قامت التراث بنقل كلام المؤلفين القدماء ثم صاغت ذلك في كتب إلكترونية خاصة بأرقام صفحات مختلفة عن المطبوع ووببطاقة خاصة بالكتاب الإلكتروني والنشر الإلكتروني، لكان عملهم أبعد عن الاعتداء على حقوق المحققين والناشرين والله أعلم.
أما كلام الأخ الخطيب حول اعتبار أصل مآلات الأفعال وأن عدم اعتبار حقوق الشركات البرمجية سيؤدي إلى إغلاق هذه الشركات فكذلك أيضا عدم اعتبار الشركات البرمجية لحقوق المحققين والناشرين سيؤدي إلى إغلاق مكاتب التحقيق وعدم إصدار الكتب الجديدة.
¥