تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهماً من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع في صدغه، فوضع يده في صدغه فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام)).

((فأُتِيَ الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس، فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت، وأضرم فيها النيران، وقال من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها –أي: خافت فجبنت فتأخرت- فقال لهم الغلام: يا أماه اصبري فإنك على الحق))

مواقف إيمانية فيها دروس وعظات وعبر، فمن هذه الدروس والعظات والعبر التي تؤخذ من هذه القصة العجيبة:

1 - أن الدين عند المؤمن الصادق أغلى من النفس والمال والأهل والولد.

2 - الداعية إلى الله يموت ويقدم نفسه من أجل دعوته لتبقى دعوته في الناس.

3 - لا ينفع حذر من قدر، فقد حذر الملك، وعمل ما يستطيع عمله حتى لا يؤمن الناس، ولكن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فقد آمن الناس برب الغلام.

4 - أن الجزاء من جنس العمل عند الله يوم القيامة، فالذين أضرموا النيران وأشعلوها، وعذبوا المؤمنين بها في هذه الدنيا، وأحرقوا أجسادهم، فالله عز وجل يعذبهم يوم القيامة بالتحريق في نار جهنهم.

5 - أن الله وحده هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، فالذي استجاب للغلام عندما رمى الدابة هو الله، والذي استجاب للغلام عندما دعا على ذروة الجبل هو الله، والذي استجاب للغلام وهو في وسط البحر هو الله، والذي استجاب ليونس عليه السلام وهو في ظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت وجوف الليل هو الله.

قال تعالى: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المرجع: أحسن البيان من مواقف أهل الإيمان، لصالح بن طه عبد الواحد، الأردن، مكتبة الغرباء الإسلامية، ط1، 1423هـ - 2002م.

ملاحظة: أصل هذا المقال محاضرة ألقيت في إحدى مدارس دبي.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير