تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذاً نفهم من قوله: " مَنْ قَال لا إله إلاّ الله دَخَلَ الجنَّة وَإنْ زَنَى وإن سَرَق " أنَّ نهاية مآله إلى الجنَّة، ولا يمنع ذلك أن يُعاقب بحسب ما اقترفت يداه إذا شاء الله، ويمكث في النَّار ما شاء الله أن يمكث، والأحاديث في هذا المعنى متوافره متواتره. (2)

وقال التَّرمِذيُّ عقب روايته حديث عُبادة بن الصَّامت (3): " مَنْ شَهِدَ أن لا إله إلاّ الله وأنَّ محمداً رَسُول الله حَرَّم الله عليه النَّارَ ": قال أبو عيسى (4): وجه هذا الحديث عند بعض أهل العلم أنَّ أهل التَّوحيد سيدخلون الجنَّة وإن عُذِّبوا بالنَّار بذنوبهم فإنَّهم لا يخلدون في النَّار.

ثانياً: أحاديث بعكس ما مضى تفيد أنَّ مرتكب الكبيرة قد يصل إلى مرحلة الكفر: وهو ما يُوهَم منه تأييد مذهب المعتزلة والخوارج، ومنها بعض الأحاديث التي تعارض

(1) أخرجه البُخاريُّ، الإيمان /33زيادة الإيمان ونقصانه: 1/ 16 - والّلفظ له - ومُسلمٌ،الإيمان/أدنى أهل الجنةمنزلة فيها: 1/ 182 رقم (193)، والتِّرمِذيُّ،صفة جهنم /9: 4/ 711 - 712،رقم (2593)، وابن ماجه،الزهد/37 ذكر الشفاعة: 2/ 1443 رقم (4312)، وابن أبي شيبة في " الإيمان ": 11 رقم (35)، والطَّيالسيُّ في " المسند ": 265رقم (1966) وأحمد في " المسند ": 3/ 116، 173، 247، 276. وابن أبي عاصم في"السنة": 2/ 409 - 410 رقم (849 - 851) وأخرجه أبو يَعْلي في أكثر من موضعٍ في "المسند" منها: 3/ 229 رقم (1920)، وابن حِبَّان كما في الإحسان ": 16/ 528 رقم (7484) باختصارٍ، وابن منده في " الإيمان ": 3/ 817 - 818.

(2) نظم المتناثر: 252.

(3) الإيمان /17 ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله: 5/ 23، وأخرجه كذلك مُسلمٌ،الإيمان /الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة: 1/ 57 - 58 رقم (47)، وأحمد في " المسند ": 5/ 318، والَّنسائي في " عمل اليوم والّليلة ": 603 رقم (1128 - 1130) وأبو عَوانة في " المسند ": 1/ 15، وابن حِبَّان في " صحيحه " كما في " الإحسان ": 1/ 431 - 432 رقم (202)، وابن منده في " الإيمان ": 1/ 190 - 191 رقم (46).

(4) الإيمان /17 ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله: 5/ 24.

الأحاديث الّتي مرَّت آنفاً، مثال ذلك ما أخرجه البُخاريّ (5) وغيره عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: " لا يَزْنِي الزَّانِي حِيْنَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الَخْمَر حِيَن يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِيْنَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إليهِ فِيْهَا أبْصَارَهُمْ حِيْنَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ".

ومن هذا القبيل كذلك ما رواه البُخاريُّ (1) ومُسلمٌ (2) وغيرهما عن عبد الله بن مسعود أنَّ النَّبيَّ - صلّى الله عليه وسلّم - قال: " سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوٌق وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ".

فكما يُفهم من النَّصَّين: أنَّ مرتكب إحدى الكبائر ليس بمؤمنٍ، والحديث الثاني نصَّ على أنَّ قتال المسلم كفرٌ، والقتال كبيرةٌمن الكبائر، فعلىهذا مرتكب الكبيرة كافرٌ، وهو ما يُفهم منه تأييد مذهب الخوارج والمعتزلة0 وممّا يتعارض مع الأُصول المقرَّرة من أنَّ الكفر هو الارتداد لقول الله تعالى: {إنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (3).

فما المقصود بالحديثين عند ذلك وكيف نفهمهما؟.

(5) الصحيح، المظالم /30 النهبى بغير إذن صاحبه: 3/ 107 كما أخرجه مُسلمٌ،الإيمان /24 نقصان الإيمان بالمعاصي: 1/ 76 رقم (57)، وأبو داود،السنة /الدليل زيادة الإيمان ونقصانه: 4/ 221، والتِّرمِذيُّ،الإيمان /11ما جاء لايزني الزاني: 5/ 15 رقم (2625) وابن ماجه،الفتن /3النهي عن النهبة:2/ 1298 - 1299 رقم (3936) والنَّسائيُّ = =في"السنن": 8/ 64، 313، والحُمَيديُّ في " المسند ":2/ 478 رقم (1128) وأحمد في " المسند ": 2/ 317، 376، والدَّارميُّ في " السنن ": 2/ 115، وابن حِبَّان في " صحيحه " كما في "الإحسان ": 1/ 414 رقم (186) والآجري في "الشريعة ":113، وابن منده في " الإيمان ": 2/ 574 - 579 رقم (510 - 518). وابن أبي زِمْنين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير