تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولو سلَّم لمن أثبت صحبته، فإنَّهم لم يذكروا هذا الحديث ضمن رواياته إذ إنَّ البزَّار (6) روى له حديثاً ونصُّه:" إنَّمَا أخَافُ عَلَى أُمَّتِي ثَلاثَاً؛ شُحٍّ مُطَاعٍ، وَهَوىً مُتَّبَعٍ، وَإمَامِ ضَلالَةٍ ". وقال: لا نعلمه بهذا الَّلفظ إلاّ بهذا الإسناد، وليس لأبي الأعور غيره.

وذكر ابن كثيرٍ (7) له هذا الحديث فحسب واقتصر عليه.

إذاً فالحديث غير معروفٍ عن أبي الأعور، هذا إن صرنا إلى القول بأنَّه صحابيٌّ، وهذا سبب قد يؤثِّر على صحة الحديث، سيما وأنَّ أبا حاتمٍ قد وصف حديثه الوحيد بالمرسل.

ثانياً: إسناد ابن عساكرٍ إلى عُبيدٍ لا يستقيم، إذ فيه شجاع بن عليٍّ، وقد وُصِف بأنَّه (8): " كثير السَّماع واسع الرِّواية معروفٌ بالطَّلب " وهذا لا يعدُّ تعديلاً وإنَّما هو وصف حالٍ، وقال عنه السَّمْعانيُّ (9):" كان شيخاً صالحاً من بيت العلم غير أنَّه لم يكن يعرف شيئاً "

(1) التاريخ الكبير: 6/ 336.

(2) الكنى: ورقه 9، صورة عن مخطوط قدَّم له: مطاع الطرابيشي، دار الفكر - دمشق 1404 هـ / 1984 م.

(3) وانظر: الدُّولابي - الكنى: 1/ 16 - 17 دار الكتب العلمية - بيروت، ط الثانيه 1403 هـ / 1983 مصور عن الطَّبعة الهنديَّة بحيدر أباد سنة 1322 هـ. وذكر ابن حجرٍ أنَّ أبا أحمد الحاكم ذهب إلى هذا القول.

(4) الجرح والتعديل: 6/ 234 - 235.

(5) التاريخ: 308.

(6) كشف الأستار عن زوائد البزَّار: 2/ 238 رقم (1602)، ورواه كذلك الدُّولابيُّ في " الكنى ": 1/ 17.

(7) انظر: جامع المسانيد:13/ 39.

(8) انظر: ابن نقطة - التقييد: 297 رقم (363).

(9) نظر: التحبير في المعجم الكبير: 1/ 325 تحقيق: منيرة ناجي سالم، مطبعة الإرشاد - بغداد 1395 هـ / 1975 م.

فهذا صريحٌ في غمزه، بالرُّغم من صلاحه، إذ الصَّلاح والتَّقوى لا يُعدَّان توثيقاً للرَّجل في الرِّواية، وإنَّما تعديلٌ له في دينه وحاله ليس أكثر، ولهذا قال الإمام مالك عمَّن هذه حاله (1): " أدركت ببلدنا هذا - يعني المدينة - مشيخةً لهم فضلٌ وصلاحٌ وعبادةٌ يحدِّثون، فما كتبت عن أحدٍ منهم قطُّ ..... قال: لأنَّهم لم يكونوا يعرفون ما يُحدِّثون ". وصاحبنا هذا يتناوله هذا الوصف.

ثالثا: إنَّ من رواة هذا الحديث - حسب رواية ابن عساكر - محمد بن فُضَيلٍ وهو ابن غَزْوان، وهذا وصَفَهُ أحمدٌ بأنَّه شيعيٌّ، وقال أبو داود: كان شيعياً محترقاً (2) بل قال عنه الجُوزَجَانيُّ (3): زائغٌ عن الحقِّ، ولعلَّه يقصد التَّشيُّع، لأنَّ الجُوْزَجانيَّ مرميٌّ بالنَّصب وعلى كلِّ حالٍ فوجود هذا الشِّيعي في إسناد حديثٍ قيل في الحقبة الأمويَّة أو العباسيَّة وكلا العهدين مناهضٌ للشِّيعة، قد يوحي بأنَّ لصاحبه مآرب سياسيَّةٍ. والحديث أورده السُّيوطيُّ ورمز لحُسنه، وصحَّحه الشَّيخ الألباني، وهو لا يستقيم حسبما قدَّمت عن حال الرَّجل والإسناد، بل إنِّ قواعد العلم تأبى علينا أن نجعله حسناً كذلك، فهو ليس في درجةٍ لا تسمح له بأن يُعارِض - والله اعلم -.

(1) أُنظر: الرَّامَهُرْمُزي - المحدِّث الفاصل: 403 - 404، والخطيب - الكفايه: 116 - 117.

(2) أُنظر هذه النقول عند الذَّهبي - ميزان الإعتدال: 4/ 9 / وابن حجر - تهذيب التهذيب: 9/ 406.

(3) أحوال الرجال: 62 رقم (63) تحقيق: صبحي السَّامرائي، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط الاولى 1405هـ / 1985.

ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[19 - 05 - 05, 02:27 ص]ـ

جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك ووالديك

ليتك تضع الرسالة كاملة

وجزاك الله خيرا

ـ[عصمت الله]ــــــــ[19 - 05 - 05, 02:17 م]ـ

و حتى لو وضعت هذا الجزء بملف ضغط للتنزيل كان أفضل و جزاك الله خيرا

و نفع بعلمك

ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[19 - 05 - 05, 07:39 م]ـ

الأخوة الكرام جزاهم الله خيراً أجمعين، بالنسبة لكامل الرسالة آمل أن أستطيع ذلك بعد حصر الأجزاء المعطوبة في بعض الملفات إن شاء الله تعالى وإعادة كتابتها، أما عن وضع الرسالة على ملفات مضغوطة فحتى الآن لم أجرِّب هذه الإمكانية، ,إن أراد أي أخ أن يفعل هذا فله ذلك، ولسوف أحاول وأتبع الخطوات التي يستلزمها هذا الأمر للقيام به في عمل قادم إن شاء الله.

ـ[حسيني]ــــــــ[20 - 05 - 05, 10:30 ص]ـ

هذا ما كتبه الاخ لطفي بن محمد الزغير في ملف واحد مضغوط للتنزيل.

آملين ان يضع الاخ الرسالة كاملة في اقرب وقت.

و جزاكم الله خيرا

ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[20 - 05 - 05, 06:30 م]ـ

جزاك الله خيراً أيها الأخ الكريم.

ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[25 - 05 - 05, 06:06 م]ـ

جزاكم الله خيرا، و انا ايضا اتمنى ان يتم وضع الكتاب كاملا

ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[25 - 05 - 05, 10:50 م]ـ

الأخوة الأفاضل جميعاً جزاكم الله خيراً، ,انا بصدد تجهيز الباب الأول من الرسالة لوضعه هنا في أقرب وقت، وآمل في هذه الفترة أن أستطيع التعامل مع ضغط الملفات لأضع ه مضغوطاً،والله الموفق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير