تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ينهاهم عنه قبل ذلك وهذه سياسة حكيمة – هذه هى السياسة الشرعية – رعاية المصالح – النبى كان ينهى الصحابة عن القيام فقد فعلوا فى هذا الموقف ما هو اعظم من القيام ومع ذلك تركهم النبى صلى الله عليه وسلم، لماذا؟؟ حتى يرى عدوه أن هؤلاء لا يسلمونه أبدا وان هؤلاء لو دخلوا فى حرب لا يهزمون، جيء بوضوء فتوضأ النبى صلى الله عليه وسلم فاغتسل أصحابه على وضوءه، ما سقطت قطرة ماء على الأرض.

قلت لكم كان ينهى عن اقل من ذلك – لما قال له رجل أنت سيدنا وابن سيدنا قال قولوا بقولكم ولا يستجدينكم الشيطان إنما انا عبد الله ورسوله، مجرد كلام قاله الرجل وهو كذلك، هو سيدنا لا شك فى ذلك ومع ذلك يقول قولوا بقولكم ولا يستجدينكم الشيطان إنما أنا عبد الله ورسوله، تركهم يغتسلون على وضوءه وما تنخم نخامه فوقعت فى يد رجل إلا دلك بها وجهه وجلده، ولا يحدون النظر اليه تعظيما له – اى لا ينظر إليه فيملأ عينيه منه ولكن كان يصوب وجهه إلى الأرض – ولا يرفعون أصواتهم عنده.

عروة بن مسعود الثقفى قدم كما قلت لكم الست منكم بمنزلة الولد؟؟؟ ألستم منى بمنزلة الوالد؟؟ فذهب إلى النبى عليه الصلاة والسلام ليسجل – كانت عينيه كالكاميرا المسجلة دخل منتفخا وخرج صاغرا – دخل يقول ما أرى حولك إلا أوباشا خليقا أن يفروا ويدعوك، ولكن الصورة تغيرت فى ساعة زمن، فلما راى هذا المنظر رجع إلى قريش ورفع التقرير لهم على الأمانة التى أشار إليها فى مطلع كلامه، فقال يا قوم لقد وفدت على الملوك، على كسرى وقيصر والنجاشى فوالله ما رأيت أصحاب ملك يعظمون ملكهم كما يعظم أصحاب محمد محمدا، فوالله ما سقطت قطرة ماء على الأرض وما تنخم نخامة إلا فوقعت فى يد رجل إلا دلك بها وجهه وجلده ولا يحدون النظر اليه تعظيما له ولا يرفعون أصواتهم عنده، وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها - اى فاقبلوا الهدنة – النبى عليه الصلاة والسلام قال لبديل ابن ورقاء قال له أمرين:

الحل الأول إن شاؤو ماددتهم مدة يعنى هدنة نأخذ كمان عشر سنوات – وإلا فوالذى نفسى بيده لا قاتلنهم على آمري حتى تنفرج سالفتى (والسالفة هى صفحة العنق) اى كأنه قال لو مات كل من حولى جميعا سأقاتل وحدى يعنى لا ادع هذا الأمر أبدا يعنى المسالة فيها إصرار والمسالة ليست هزلا، فلما راى حوله مثل هؤلاء الرجال عرف ان المسالة ليست لها حل – لو دخلت قريش فى حرب انتهى أمرهم، فرجع عروة ابن مسعود يقول فقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها اى اقبلوا الهدنة فانه لا قبل لكم بهؤلاء.

إنما قدمت لكم بهذا الكلام حتى أضع أيضا تقريرا لكم عن رحلتى هذه لأمريكا لتستفيد بها امتى لا سيما ونحن فى سنوات الضعف والهزيمة والقزامة – ويظن كثير من الناس أننا لا نستطيع أن نقاوم هؤلاء.

أيها الاخوة الكرام إن المجتمع الامريكى مجتمع مهلل ممزق بما تحمله هذه الكلمة من معانى هذا المجتمع ساقط بكل ما تحمله الكلمة من معانى ولا يحمل عوامل الحضارة ولا يحمل عوامل القيام، عمر ابن الخطاب رضى الله عنه أرسل جيشه ليقاتل فى جهة ما، وكان قلقا لانه لم تصله تقارير عن حالة الجيش هل انتصر؟ هل انهزم؟ وجاء البشير ليلا ليبشر امير المؤمنين بالفتح، فقال له عمر رضى الله عنه متى فتح لكم – فقال البشير بعد العصر – فبكى عمر رضى الله عنه وقال لا يقف كفر أمام إيمان كل هذه المدة إلا لامر أحدثتموه، هناك أمر حدث أخر النصر وكان عمر يوصى الجيش اذا خرج ويقول: اتقوا الله واجتنبوا معاصيه فإنكم إن عصيتم ربكم فاقكم عدوكم بالعدد – استويتم مع عدوكم بالمعصية ففاقوكم بالعدد.

هذا المجتمع الساقط المنحل لماذا لم يغزه المسلمون حتى الآن؟؟؟ وهو مجتمع منهار فعلا بطبعه، لماذا لم يمكن للمسلمون حتى الآن؟؟؟

لانهم أيضا مهلهلون، ففاقونا بالعدد والعدة، ولكن ما قام هذا المجتمع حتى الآن على قدمه لانه قوى فى ذاته بل لأننا ضعفاء جدا.

هذا المجتمع فيه من يتزوج الحمير، ومن يتزوج الغنم والنعاج والبقر، ويعرض هذا فى برامج التليفزيون، واحد ياتى معه حمارة ويقول هذه زوجتى ويعاشرها معاشرة الازواج وهذه ليست حالات فردية وانما هى ظاهرة عامة فى المجتمع الامريكى وياتى بعنزة وياتى بخروف – وهذه أقول ظاهرة عامة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير