فَضَائلُ الصِّحَابَةِ للدَّارَقُطْنِيِّ
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[27 - 05 - 05, 06:36 م]ـ
نسخة مشكولة من فَضَائلُ الصِّحَابَةِ للدَّارَقُطْنِيِّ
سم الله، واضغط للتحميل
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[27 - 05 - 05, 06:59 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
ـ[أبو سارة المصري]ــــــــ[27 - 05 - 05, 07:24 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[30 - 05 - 05, 02:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 05 - 05, 01:30 م]ـ
الإِمَامُ الْحَافِظُ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ مَسْعُودٍ أبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنيّ الْبَغْدَادِيُّ
ــــــــــــ
أُسْتَاذُ الْمُحَدِّثِينَ. وَعُمْدَةُ المْحُقَقِّينَ. وَإِمَامُ عَصْرِهِ الَّذِي قَلَّدْتُهُ إِمَارَتَهَا أَئمَّةُ الأَمْصَارِ. وَتَنَزَّهَتْ مِنْ فَضَائِلِهِ فِي حَدَائِقَ ذَاتِ بَهْجَةٍ وَأَنْوَارٍ.
فَالنَّاسُ كُلُّهُمُ لِسَانٌ وَاحِدٌ ... يَتْلُو الثَّنَاءَ عَلَيْهِ وَالدُّنْيَا فَمُ فَعَلِمُ الْحَدِيثِ مَدِينَهٌ وَعَلِيٌّ بَابُهَا. وَمَحَطُّ آمَالٍ تَنَوَّرَتْهَا أَبْصَارُ الفُضَلا وَأَلْبَابُهَا. أَجْمَعَ عُلَمَاءُ عَصْرِهِ عَلَى أنَّهُ الْبَحْرُ الَّذِي لا تُكَدِّرُهُ الدِّلاءُ. وَالْجَامِعُ أَشْتَاتِ الْفَضَائِلِ التَّي عَجَزَتْ عَنْ كُنْهِ وَصْفِهَا الأَسْمَاءِ. فَكَأَنَّمَا كَانَتْ الآثَارُ مَيْتَةً فَأَحْيَاهَا وَأَنْشَرَهَا. وَأَقَامَ عِمَادَهَا بَعْدَمَا أَمَاتَهَا الْجَهْلُ فَأَقْبَرَهَا. وَكَفَاهُ بِكِتَابِهِ ((الْعِلَلُ)) الَّذِي لَمْ يُصَنَّفُ مِثْلُهُ شَرَفَا. فَلَقَدْ سَمَا بِهِ فَوْقَ مَنَاكِبَ الْجَوْزَاءِ وَمَا اكْتَفَى. كَيْفَ وَتَصَانِيفُهُ قَدْ جَاوَزَتْ الآفَاقَ وَسَارَتْ مَسِيرَ الشَّمْسِ. فَلَمْ يَجْحَدْ فَضْلَهَا إِلا الَّذِي يَتَخَبْطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ.
فَكَأَنَّمَا عَنَاهُ أبُو عُبَادَةَ الْبُحْتُرِيُّ بِقَوْلِهِ:
وَإِذَا دَجَتْ أَقْلامُهُ ثُمَّ انْتَحتْ ... بَرِقَتْ مَصَابِيحُ الدُّجَى فِى كُتْبِهِ
بِاللَّفْظِ يَقْرُبُ فَهْمُهُ فِى بُعْدِهِ ... مِنَّا وَيَبْعُدُ نَيْلُهُ فِى قُرْبِهِ
كَالرَّوْضِ مُؤْتَلِفَاً بِحُمْرِةِ نُوْرِهِ ... وَبَيَاضِ زَهْرَتِهِ وَخُضْرِةِ عُشْبِهِ
وَكَأنَّهَا والسَّمْعُ مَعْقُودٌ بِهَا ... شخْصُ الْمُحِبِّ بَدَا لِعَيْنِ مُحِبِهِنَشَأَ فِي عُنْفُوانِ صِبَاهُ وَأَنْفَاسُهُ نَدِيَّة. فِي مَحَلَّةِ دَارَ الْقْطْنِ بالدِّيَارِ الْبَغْدَادِيَّةِ. فَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيِّ. أحد أقطاب الشَّافعيَّةِ. ولم يزل عنده حتى عبقت من شمائله نسمات الألمعيَّةِ. وسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ يَحْيَى بْنِ صَاعِدٍ الْبَغْدَادِيِّ. أحد الْعُلَمَاءِ الأَذْكِيَاء. وَلَمْ يَلْتَفِتْ بِهِمَّتِهِ عَنْهُ إِلَى صَفْرَاءَ وَلا بَيْضَاء. حَتَّى أَفْرَغَ مَا فِي جِعَابِهِ. وَحَمِدَ السُّرَى عِنْدَ إِيَابِهِ. وتلقى القراءات عن أبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ بُويَانَ. إِمَامِ الْقِرَاءَةِ وَالإِقْرَاء. فَرَقَى عِنْدَهُ فِي مَعَارِجِ الْمَعَالَى حَتَّى جَاوَزَ الْجَوْزَاء.
وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ يِشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ بِجَوْهَرِ عُمُرِهِ النَّفِيسِ. عَاكِفَاًَ فِي مِحْرَابِ الْعِلْمِ وَالتَّصْنِيفِ وَالتَّدْرِيسِ. وَهِمَّةُ عَزَمَاتِهِ تَعْلُو فَوْقَ الثُّرَيَا وَتُجَاوِزُ حُدُودَ الْبَشَرِ. حَتَّى ذَاعَ فِي الآفَاقِ أنَّهُ فَرِيدُ الْعَصْرِ فِي عُلُومِ الشَّرِيعَةِ وَالأثَرِ. والدَّهْرُ يُسْعِفُهُ بِخَاطِرٍ عَجِيبٍ سَيَّال. وَقَرِيْحَةٍ وَقَّادَةٍ لَيْسَ لَهَا فِي الأَقْرَانِ مِثَال. فَسَلَّمَ إِلَى يَدِ الشَّرَفِ عَنَانَهُ. وَنَثَرَ عَلَى جِيدِ الزَّمَانِ جُمَانَهُ. فِي تَصَانِيفَ أَبْهَى مِنْ الرِّيَاضِ الزَّاهِرَةِ. وَأَزْكَى مِنْ عَبِيرِ الرَّيَاحِينِ الْعَاطِرَةِ.
((وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْر)). وَدَّتْ آذَانُ الدَّهْرِ لَوْ كَانَتْ لِتَصَانِيفِهِ دَارَ نَشْر. فَهِى الَّتِى تَحُجُّ إِلَيْهَا الأَفْئِدَةُ وَالْبَصَائِرُ. وَتَعْتَكِفُ فِي حَرَمِ إِفَادَتِهَا الأَسْمَاعُ وَالضَّمَائِرِ. كَيْفَ لا , وَأَقْوَالُ الرَّسُولِ مُحْتَوَاهَا. وَدَلائِلُ الْهِدَايَةِ وَالإِرْشَادِ مَضْمُونُهَا وَفَحْوَاهَا!!.
وَلَمْ يَزَلْ بَدْرُ كَمَالِهِ فِي بُزُوغٍ وَالتٍمَاعٍ. وَعِزُّ جَدَّهِ فِي عُلُوٍ وَارْتِفَاعٍ. حَتَّى طَافَتْ بِهِ الْمَنَيَّةُ طَوَافَ الْوَداَع. فَنَقَلْتُهُ إِلَى جِوَارِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. وَأَنْزَلَتُهُ فِي قُصُورِ الْجِنَانِ وَدَارِ النَّعِيمِ. فَهَنِيئَاً لَهُ مَثْوَى الأَبْرَارِ. وَمُسْتَقِرِّ الصِّدِّيقِينَ وَالأَخْيَارِ.
زَمَانُكَ كُلُّهُ أَمْسَى رَبِيعَاً ... خَصِيبَ الْفَضْلِ ذَا ظِلٍ وَرِيفِ