ثم استمرت المسيرة وظهر برنامج صحيح مسلم، وهكذا ظهرت تباعا باقي الكتب التسعة، حتى أتم الله علينا نعمته وظهرت موسوعة الكتب التسعة في سنة 1995، وبشهادة الجميع أنه أفضل وأدق برنامج ظهر في مجال السنة.
وقد شرفت بزيارة الأخ/ راتب الخطيب في مكتبي في صخر بعد سنوات من عملي في خدمة السنة، ويومها كان في مرحلة البحث عن مصادر تمويل لتحقيق أفكاره وخطته لخدمة السنة، ويبدو أنه بذل جهودا مضنية في سبيل ذلك، لأن بداية إنتاج التراث في الحديث تأخرت سنوات بعد صخر.
شاءت إرادة الله تبارك وتعالى أن يقرر مسئول شركة صخر أنه لن ينفق على السنة بعد الكتب التسعة، ويومها أدركت أن شرف خدمة السنة يبحث عن رجل آخر يموله، وكان آخر برنامج طورته هو برنامج الحج والعمرة، وكان برنامج موسوعة جامع الفقه الإسلامي قد أوشك على الانتهاء، والتي كان يديرها الأخ الفاضل/ المهندس/ ماهر هراس، مدير عام شركة حرف حاليا، ولم تتوقف مسيرتي في خدمة السنة، ثم دخلت في تجربة أخرى أثمرت برنامج جامع السنة الذي ضم حوالي 400 مصدرا من مصادر الحديث، ولم يُكتب لهذا البرنامج أن يخرج إلى النور لأسباب لا مجال لذكرها هنا.
ثم يَسَّر الله تبارك وتعالى تأسيس شركة أفق على مساحة 1600 مترا مربعا، واتسعت لعدد 250 موظفا، كما تفضل الله تبارك وتعالى علينا أن حصلنا على أكثر من 400 مخطوطا حديثيا، أنشأنا لها قسما خاصا بتحرير المخطوطات، وخلال عمل متصل ولمدة زادت على العامين ليل نهار، ظهر الإصدار الأول لجوامع الكلم.
إن المقدمة السابقة ليست إطراء للنفس، وإنما للرجوع إلى منهجية في الخطاب لا يناسبها عبارات: "أسقطنا عمدا، أو حرفنا، أو أغفلنا،،،، وأننا كنا السبب في خراب العالم الإسلامي"، فسابقة أعمالنا، وجهد فريقنا الحالي في خدمة السنة تجعل المنطق السوي لا يقبل مثل هذه المهاترات، فليرجع الجميع إلى تصحيح النية، ونيل الأجر من رب العالمين،،
إن كثيرا من النقاط التي يطرحها بعض المشاركين في ملتقاكم وأيضا بعض من راسلنا على موقعنا تأتي من عدم معرفة البرنامج، ولذا نوضح ما يلي:-
1. اسم البرنامج: جوامع الكلم، ويتضمن الإشارة إلى تركيزنا في مراحله الأولى إلى جمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
2. أهم أقسام البرنامج قسم جديد غير مسبوق في البرمجيات الحديثية، واسمه: عرض السنة، أي التحرر من سياق الحديث في موضعه من الكتاب، وضمه إلى تخريجاته وشواهده، وفيه مداخل: تجمع بين القدسي والمرفوع، ثم مدخل للأحاديث القدسية، يليه مدخل للأحاديث المرفوعة، ولا يوجد في تصميم شاشة عرض السنة أي مدخل لعرض الأحاديث الموقوفة، ولا الآثار المقطوعة، وليس معنى هذا أننا أسقطناهم من حساباتنا، والحقيقة أننا وضعناهم في خطة العمل في مكانهما وترتيبهما المناسب، وبإذن الله تعالى ستنضم الأحاديث الموقوفة إلى شاشات العرض والبحث في المرحلة الحالية من العمل.
3. أغلب ما نُسب إلى البرنامج من سقط راجع إلى ترك بعض المشاركين لقسم قراءة مصدر، والذي يعرض فيه الكتاب كاملا، ومن أراد أن يتتبع الكتاب ككل، فعليه بقراءة مصدر، أما مقارنة الكتاب المطبوع مع الحديث من قسم عرض السنة، كالمقارنة بين البرتقال والتفاح، ونتائج هذه المقارنة لا أصل لها في واقع العمل.
4. إن قسم البحث في جوامع الكلم خاص بالبحث في أحاديث السنة أي تلك التي تظهر في قسم عرض السنة، ولا علاقة لقسم البحث ونتائجه بقسم قراءة مصدر.
5. إن ضخامة العمل، وتعدد خدماته، لم يقم به ملائكة معصومون، وإنما بشر يخطئون، وإن بعض من يكتب مشاركة من صفحتين يخطئ فيها عشرات الأخطاء اللغوية والنحوية، وربما تجاوز فيها حدود اللياقة، وابتعد فيها عن نهج الصالحين والمصلحين، فإذا افترضنا أن دقة نصوص جوامع الكلم، 99.97 % مثلا، فعندما تكون عدد ألفاظ جوامع الكلم 74.399.130 كلمة، فهذا يعني وجود 22.320 خطأ في ألفاظ الحديث فقط، فهل يعقل أن مشاركا يرى كلمة أنبيائهم، مكتوبة خطأ في جوامع الكلم: أبنائهم، فيريد أن يقيم الدنيا ولا يقعدها، ولو كان الإنصاف حليفه لعلم أن هناك 22319 خطأ للوصول إلى دقة 99.97 %، فما بالك وقد ألزمنا أنفسنا بتشكيل الأحاديث؟
¥