ـ[ابن عباس الخطيب]ــــــــ[30 - 05 - 05, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الأمين
الأخ المكرم: محمود المراكبي سلمه الله تعالى،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد،،،
فأسال الله لكم التوفيق والنجاح في الوصول إلي ما عقدتم العزم عليه من جمع السنة وخدمتها وتيسرها للأمة بصورة غير مسبوقة.
أخي الكريم
فبرنامج جوامع الكلم هو ثمرة انشغالي بخدمة السنة منذ أواخر السبعينات، وبدأت تخرج إلى النور بعد لقاء مسئول شركة صخر (العالمية في ذلك التوقيت) في 19/ 1/1988
وقد شرفت بزيارة الأخ/ راتب الخطيب في مكتبي في صخر بعد سنوات من عملي في خدمة السنة، ويومها كان في مرحلة البحث عن مصادر تمويل لتحقيق أفكاره وخطته لخدمة السنة، ويبدو أنه بذل جهودا مضنية في سبيل ذلك، لأن بداية إنتاج التراث في الحديث تأخرت سنوات بعد صخر
تذكرون أني كنت قد بعثت لكم عدة رسائل قبل نحو خمس عشرة سنة بخصوص برنامج صحيح البخاري الذي أصدرته شركة صخر ذكرت لكم فيها العديد من الملاحظات علي البرنامج.
ولا شك أنكم قد قرأتم رسالة التعريف بمشروع الحديث النبوي الشريف باستخدام الحاسوب التي أصدرها مركز التراث وأرسلها إلي مئات الشخصيات والمؤسسات العلمية والخيرية والاستثمارية المهتمه بهذا الموضوع.
وقد حاولت توضيح الصورة لكم شفاهاً في القاهرة قبل عشرة سنين يوم زرت شركة صخر بشكل رسمي ضمن وفد علمي بطلب من مؤسسة إقرأ وكانت مهمتي الرسمية يوم ذاك الاطلاع ثم إبداء الرأي في مشروع شركة صخر لخدمة الحديث النبوي الشريف ومشروع موسوعة الحديث التابع لمؤسسة إقرأ والذي كان يجري تنفيذه في القاهرة.
لقد حاولت توضيح الصورة لكم لكنني وجدت منك توتراً شديداً وصدوداً غريباً
ولا زلت أذكر كلماتك الحاسمة: يا أخي دعنا أصدقاء ولا أريد أن نتحدث في المواضيع العلمية.
أخي الكريم: منذ تلك الأيام تيقنت أن مشروع شركة صخر لخدمة الحديث النبوي الشريف في خطر عظيم.
• لأنه لا يكفي أن تكون متحمساً لخدمة الحديث النبوي الشريف ولا تكفي العواطف الجياشة وإن كانت مهمة في تجويد العمل وتحسينه.
• ولا يكفي توفر ميزانية مالية ضخمة وإن كانت شرطاً لازماً لإنجاز العمل بالمواصفات العلمية المطلوبة.
• ولا يكفي توفر طاقم من المبرمجين علي درجة عالية من الكفاءة وإن كان توافرهم شرطاً لازماً آخر لإنجاز المشروع.
بل لا بد من توفر أمور أخري أساسية وإلا أصيب المشروع في مقتل.
أخي الكريم إخواني الأعزاء: إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقود تنفيذ هذا المشروع العالمي التاريخي الضخم شخص رصيده محدود للغاية في علوم الحديث النبوي الشريف.
ولا يجوز بحال من الأحوال أن يسير تنفيذ هذا المشروع من غير هيئة اشراف علمية عالمية لها صلاحيات ووظائف حقيقية محددة.
ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يدار هذا المشروع بإسلوب عسكري أمني تكمم فيه أفواه العاملين والباحثين ولا يتاح لهم إبداء الرأي ‘ فهذا المشروع سيواجه العديد من الإشكالات العلمية الدقيقة.
ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكون القيادات العلمية التنفيذية مجهولة لا يعرفها علماء الحديث الشريف وطلبته ولا يوثقونها.
وقديما قالوا: إن هذا العلم دين فانظر عمن تأخذ دينك
فلا بد أن يتاح للأمة أن تعرف وتثق - ديانة وعلما - بالمسؤولين عن الأقسام العلمية الفرعية لهذا المشروع التاريخي الذي قيل فيه أنه أعظم مشروع ثقافي للأمة الإسلامية بعد جمع القران الكريم في كتاب واحد.
ولا عجب في ذلك.
فكما جمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه القرآن الكريم بين دفتي المصحف.
لا بد للأمة الإسلامية من السعي الحثيث لجمع كل ما صح من حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كتاب واحد.
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
أخي الكريم إخواني جميعا
أقول:
1. لا بد أن يتاح للأمة أن تعرف وتثق - ديانة وعلما - بالمسؤول عن جمع طرق الحديث وشواهده بصورة استيعابية لم يسبق لها مثيل.
2. ولا بد أن يتاح للأمة أن تعرف وتثق - ديانة وعلما - بالمسؤول عن جمع وتوحيد تراجم رواة الحديث وتحديد المرتبة المناسبة لكل راوٍ.
¥