تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كتاب ((غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل))، ردّ الشيخ مقبل الوادعي على (علي رضا)

ـ[السيف المجلى]ــــــــ[20 - 02 - 03, 02:23 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنزل فيه: (إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر) [الكوثر:1 - 3].

وأشهد أن لا إله إلا الله،وحده لا شريك له المنزل في كتابه: (لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرًا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) [آل عمران: 186].

أما بعد: ففي الوقت الذي قام الإعلام من الداخل والخارج بحملة شرسة على دعوة أهل السنة باليمن، حملهم الغيظ لما رأوا إقبال المجتمع اليمني عليها، ولما لها من محبة في قلوب المحبين للخير، وكنا نتوقع من إخواننا بنجد وبأرض الحرمين وبمصر وغيرهم ممن عرف حقيقة دعوة إخوانهم أهل السنة باليمن، كنا نتوقع منهم أن يدافعوا عن إخوانهم الذين نفع الله بهم، ودحر بهم التصوف والتشيع والحزبية الممقوتة، بل دحر بهم الشيوعي، والبعثي، والناصري، وجميع فرق الضلال، في ذلك الوقت نفسه وافتنا جريدة سخيفة يكتب فيها علي رضا أربعة أحاديث من " أحاديث ظاهرها الصحة وهي معلة " بعنوان: (ما هكذا تُعَلُّ الأحاديث).

وقد رد عليَّ غير واحد ولا أبالي بردودهم ولا أرد عليها وتموت، بل يكون إخراجها سببًا لنصر السنة.

والعلماء من زمن قديم يرد بعضهم على بعض، فأبوحاتم وأبو زرعة قد بينا بعض أخطاء الإمام البخاري في " تاريخه "، والدارقطني قد انتقد على البخاري ومسلم قدر مائتي حديث، والخطيب في كتابه" موضح أوهام الجمع والتفريق " يرد على البخاري بعض أوهامه في " التاريخ"، ولم يزل العلماء يختلفون في صحة بعض الأحاديث وضعفها وفي توثيق الرجل وتجريحه ولقد أحسن من قال:

وجدال أهل العلم ليس بضائري ... ما بين غالبهم من المغلوب

وبعد قراءة تلك الجريدة طالعت بعض تحقيقات علي رضا، وإذا به تِيهٌ واستخفاف ببعض العلماء، فرأيت أنه يلزمني أن أبين له حقيقة خطئه حتى لا يتجرأ على علماء آخرين، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) [النساء: 148].

ويقول: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عاقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) [النحل:126]، ويقول في معرض المدح: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) [الشورى:39 - 43].

ولو كانت المسألة تتعلق بشخصي لما رددت عليه، فمن أنا حتى أضيع الوقت في الدفاع عن نفسي؟ ولكن المسألة فيها هجوم على كتب العلل من كثير من العصريين، واستخفاف بعلماء الحديث الأقدمين؛ فلذلك استعنت بالله وتركت بعض مشاريعي من أجل الرد على علي رضا وسميت الرد: " غارة الفِصَل على المعتدين على كتب العِلَل ".

وليس علي هو المقصود نفسه، بل كثير من العصريين الذين يستخفون بأقوال أئمة العلل، وقد كننت عازماً على التخشين؛ فشفع بعض إخواننا الأفاضل من ساكني المدينة في الرفق به.

وقد كنت ذكرت بعض النقولات المفيدة في مقدمة " أحاديث ظاهرها الصحة " فيما يتعلق بعلم العلل لو راجعها علي لما وقع فيما وقع فيه.

ولما رأيتها لم تُغن شيئًا رأيت أن أذكر فوائد من كتب العلل لعلها تسهل على القارئ بعض إشكالات كتب العلل.

والحق أن كتب العلل فوق مستوانا فقد طلب مني بعض إخواني في الله أن أدرِّسهم في "كتاب العلل" لابن أبي حاتم؛ فقلت لهم: لا أستطيع أخشى أن نقرأ الحديث ونعتقد ضعفه،ويكون في " الصحيحين" أو غيرهما عن صحابي آخر أو من طريق أخرى عن ذلك الصحابي فهي تحتاج إلى حافظ يعلم أن الحديث في كتاب آخر صحيح كما تقدم، أو أنه مُعلِّ من جميع طرقه.

وإنني أحمد الله فبسبب كثرة الممارسة لهذا الفن في الكتابة على تتبع الدارقطني واستدراكه على البخاري ومسلم وهو من كتب العلل فقد سهلت عليَّ بعض الشيء، ومع هذا فلا أزال أهاب هذا الفن وكتابي " أحاديث معلة ظاهرها الصحة " أغلبها نقل من كتب علمائنا رحمهم الله.

ولا تظن أن كلام علي رضا قد أثر عليَّ، فأنا آلفُ للمصارعة، وصدري بحمد الله رحب للانتقاد، والذي يهاب الرد عليه ما يؤلف، فزيادة على ثلاثين مؤلفًا وقسط كبير من الأشرطة وأعداء الدعوة كثير، والحسدة أكثر ثم أتوقع أنه لا يرد عليَّ؟!!.

ما سلم الله من بريته ... ولا نبي الهدي فكيف أنا

وكذا بحمد الله لم يزدد الناس إلا رغبة في الكتاب وصدق من قال:

وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود

لولا اشتعال النار في جزل الغضى ... ما كان يعرف طيب نشر العود

فبعد أن خرجت الجريدة أتاني بعض الإخوة من أصحاب دور النشر وألح عليَّ في نشره فقلت: لا أستطيع قد وعدت الأخ الناشر الأول.

وكذا تكالب وسائل الإعلام على دعوة أهل السنة ما زادت الناس إلا وثوقاً بالدعوة والقائمين عليها، فكثير من الناس يعلم حقيقة دعوتنا وحقيقة وسائل الإعلام، فلك الحمد يا ربنا أنت الذي صبَّرتنا ونصرتنا ورددتهم خائبين خاسرين، فالفضل لك وحدك فأنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير، وحسبنا الله نعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير