تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مبارك]ــــــــ[20 - 02 - 03, 05:29 م]ـ

i الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، سيدنا محمد بن عبدالله خاتم أنبيائه ورسله. على آله الطيِّبين الطاهرين، وأصحابه أجمعين، وبعد:

أحب أن أقف معكم بعض الوقفات:

الوقفة الأولى: ما نقل عن الإمام الكبير الأثري الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله تعالى ـ فقد أحسن توجيهه الوجهة الصحيحة التي تتناسب مع الجانب العملي التطبيقي للشيخ ـ رحمه الله ـ أخونا الكريم المفضال الأثري أسد السنة فجزاه الله خير الجزاء.

ومن المعلوم كما لا يخفى أن الأكثر نقلاً لمرئيات الإمام مقبل على الأحاديث في هذا الملتقى المبارك ـ إن شاء الله تعالى ـ هم الذين ينبزون بأنهم على غير منهج المتقدمين، أما المخالف لهم فلا يذكرونه ولا يعتدون برأيه إلا فيما وافق ما يدندنون حوله فيطيرون بها كل مطار. وقد يرجعون إلى كتابه تراجم رجال المستدرك للحاكم إذا احتاجوا إلى ذلك.

والإمام مقبل لا يرى القياس حجة تثبت به الأحكام الشرعية

وإنما يستأنس به فقط، وكذا الإجماع ـ أيضاً ـ، ولا يرى شرعية الجمع في المطر، ولا يرى إدراك الصلاة بإدراك الركوع بل لا بد من قراءة الفاتحة وغير ذلك من المسائل.

فهل ترى مقاله الشيخ مقبل في هذه المسائل حجة؟

فإن قلت: لا أرى ذلك حجة.

قيل لك حينئذ: كيف تلزم خصمك بقول إمام لا تراه أنت حجة، أليس في هذا عجب؟!!

أم تأخذ من كلامه ما يوافق ما أنت عليه وترد من كلامه ما يخالف ما أنت عليه!!!.

فإن قلت: أخذت كلامه لأنه وافق الدليل والبرهان.

قيل لك: تقصد بالدليل والبرهان السيرة العملية للمتقدمين

فإن قلت: بلى، هذا ما أقصده.

قيل لك حينئذ: نحن نريك أن السيرة العملية للمتقدمين على خلاف ما تصبوا إليه.

قال أبو عبدالرحمن: لا نجد ـ مع الأسف ـ كتب للمتقدمين يذكرون فيها قواعدهم التي بنوا عليها أحكامهم في مسألة التصحيح والتضعيف، إنما نجد أسئلة يطرحه التلميذ على الشيخ فيجيب الشيخ بما فتحه الله عليه من علم وفهم واستحضار ولا يخفى أن هؤلاء الأئمة الكبار كانوا يعتمدون على الحفظ فمن السهل جداً أن يستحضر الإمام آلاف الأحاديث في باب واحد؛ لأن حفظه في رأسه، ومن الممكن ـ أيضاً ـ أن تغيب عن ذاكرته في وقت طرح ذاك السؤال بعض الأحاديث أو بعض الطرق فيجيب حينئذ بما يستحضره من ذاكرته وكما قيل (الحفظ خوان) ولماذا نذهب بعيداً وعندنا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني "، وقوله " رحم الله فلان لقد ذكرني آية كنتُ نسيتها "

قلت: فإذا صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نسي آية من القرآن وصح أنه صلى العصر ركعتين فمن علي بن المديني، ومن يحيى بن معين، ومن أحمد بن حنبل، ومن الدار قطني، ومن البيهقي، ومن ابن عبدالبر، ومن ابن حزم، ومن الخطيب، ومن و من ... حتى لا ينسى؟ وقد قال عز وجل: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي).

فهذا النسيان الجبلي الذي هو من طبيعة البشر يفتح المجال للاستدراك على الغير، وإن كان ذاك الغير احفظ واضبط وأوسع رواية إلا أنه ليس معصوماً من الخطأ والنسيان

وأكمل ما بدأت به فأقول: لا يوجد لدينا كتاب حوى بين طياته القواعد التي سار عليها أئمة الحديث في التمييز بين الصحيح والضعيف إلا الكتب التي جمعت مرئيات الأئمة حول الأحاديث ككتاب العلل لعلي بن المديني والمطبوع ماهو إلا جزء صغير، والمرويات عن يحيى بن معين كرواية الدوري، الدقاق، ابن محرز، الدارمي، ابن الجنيد، الطبراني وأغلب مادة هذا الروايات الكلام في الرجال، والمرويات عن أحمد بن حنبل وقد جمعت في " موسوعة الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله " نشر عالم الكتب في أربع مجلدات، وأحكام البخاري على الأحاديث الموجودة في كتاب " سنن الترمذي " و " علله " أو في " السنن الكبرى للبيهقي " أو " التلخيص الحبير " أو " فتح الباري " وأيضاً كتاب " العلل" لا بن أبي حاتم وكتاب " التمييز " لمسلم، وكتاب " السنن " و " العلل " كلاهما للترمذي، وسؤالات الآجري لأبي داود وكتاب " السنن " له، وكذلك كلام النسائي في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير